قلبك المتسارع... كيف تبطئ ضرباته؟

نشر في 04-11-2020
آخر تحديث 04-11-2020 | 00:00
يبدو تسارع ضربات القلب أمراً مرعباً، لكن تبقى هذه المشكلة عابرة وغير ضارة غالباً. إذا كنت تمارس التمارين الجسدية أو تشعر بتوتر شديد، يجب أن تتوقّع أن يخفق قلبك بوتيرة أسرع من العادة. لكن ماذا لو بدأ قلبك يخفق فجأةً من دون سبب واضح؟ ربما تكون مصاباً بتسارع القلب فوق البطيني. يغطي هذا المصطلح أنواعاً مختلفة من خفقان القلب السريع، علماً بأن الأشكال كافة تنجم عن خلل كهربائي في حجرة القلب العليا.
ثمة نوعان بارزان من تسارع القلب فوق البطيني: الرجفان الأذيني (يزيد هذا الإيقاع السريع والعشوائي احتمال الإصابة بجلطة دماغية)، والرفرفة الأذينية (تتسارع ضربات القلب لكن بوتيرة منتظمة). لكن حين يتحدث أطباء القلب عن تسارع القلب فوق البطيني، يتناولون غالباً ثلاث حالات مختلفة وأقل شيوعاً.

يتراوح معدل ضربات القلب الطبيعي بين 60 و100 ضربة في الدقيقة. خلال نوبة تسارع القلب فوق البطيني، يصل المعدل إلى 250 ضربة في الدقيقة وما فوق. يقول الناس إنهم يشعرون وكأن قلبهم يتخبط أو يرفرف في صدرهم. يؤدي تسارع القلب فوق البطيني أحياناً إلى خفقان ظاهر على جهة من العنق وتُسمّى هذه الحالة "مؤشر الضفدع" لأنها تشبه حنجرة الضفدع القريبة من شكل البالون.

• ما معنى تسارع القلب فوق البطيني؟

تنتج العقدة الجيبية الأذينية التي تتولى تنظيم ضربات القلب نبضات كهربائية تُبلِغ القلب بضرورة أن يخفق. خلال نوبة تسارع القلب فوق البطيني، تطغى إشارة كهربائية شاردة من أحد أجزاء البطين على الإشارة الطبيعية، ما يؤدي إلى نشوء سلسلة من ضربات القلب السريعة. تشير هذه الضربات المتسارعة إلى أن البطينين لا يحصلان على الوقت الكافي كي يمتلآ قبل أن ينقبض القلب، ما يؤدي إلى إضعاف تدفق الدم في الجسم.

تتعدد أنواع تسارع القلب فوق البطيني ويمكن التمييز بينها بحسب موقع الخلل الكهربائي ومساره:

• عدم انتظام ضربات القلب الأذينية البطينية العقدية.

• عدم انتظام ضربات القلب الأذينية البطينية الترددية.

• عدم انتظام ضربات القلب الأذينية.

تشخيص شائك

لما كان تسارع القلب فوق البطيني متقطعاً، فقد يصبح التشخيص شائكاً، بحسب الدكتور بيتر زيمتبوم، أستاذ طب في كلية الطب بجامعة هارفارد: "من الشائع أن تتلقى النساء الشابات تشخيصاً خاطئاً يشير إلى اضطراب القلق أو الهلع". لكن تصيب المشكلة الناس من جميع الأعمار، بدءاً من الأولاد وصولاً إلى المسنين. يكشف مخطط القلب نشاط القلب الكهربائي، لكن عند إجراء الفحص في عيادة الطبيب، نادراً ما يرصد تسارع القلب فوق البطيني. لذا يحتاج معظم الناس الذين يشتبهون بإصابتهم بتسارع القلب فوق البطيني إلى وضع آلة محمولة لتخطيط القلب لفترة تصل إلى شهر. حين تلاحظ تسارع ضربات قلبك، اضغط على الزر لبدء التسجيل.

تستفيد من تدوين مذكراتك لتحديد المسببات المحتملة للمشكلة. في بعض الحالات تطلق التمارين المكثفة النوبة، وفي حالات أخرى يكفي أن تنحني كي تبدأ المشكلة. أما مادة الكافيين فتعتبر غالباً أحد العوامل المؤثرة المحتملة، لكن يقول د. زيمتبوم إن هذا الوضع لا يطرح مشكلة لدى المرضى الذين يعالجهم إلا في حالات نادرة.

تسارع القلب فوق البطيني ليس حالة خطيرة غالباً مع أن الأعراض قد تجعل الناس يشعرون بالدوار، بحسب حدّة تسارع ضربات القلب. يوضح د. زيمتبوم: "يواجه بعض المرضى الأعراض خلال ثلاث أو أربع دقائق من وقت إلى آخر، بينما تدوم الأعراض لساعات في كل مرة لدى أشخاص آخرين".

خيارات علاجية

يمكن أن يجرّب الأشخاص الذين يواجهون أعراضاً مزعجة مجموعة حِيَل بسيطة لتحفيز العصب المبهم، ما يؤدي إلى إبطاء توصيل النبضات الكهربائية عبر القلب. تشمل مناورات العصب المبهم الضغط على الشريان السباتي على جهة من العنق، تحت الفك مباشرةً. لكن يجب أن تحصل هذه العملية بحذر وعلى يد الطبيب حصراً، فقد تؤدي في حالات نادرة إلى جلطة دماغية لدى المسنين الذين تتراكم الصفائح في شرايينهم السباتية. تبرز مناورات أخرى يمكنك أن تطبّقها وحدك بعد أخذ موافقة الطبيب:

• سعال.

• تقيؤ.

• وضع منشفة رطبة ومثلّجة على الوجه.

• الضغط بنعومة على العينين المغمضتين.

• وقف التنفس تزامناً مع الانحناء بطريقة تشبه وضعية التغوط.

لكن لا تنجح مناورات العصب المبهم للأسف إلا في %20 من الحالات، لذا يحتاج المصابون بحالة مزمنة من تسارع القلب فوق البطيني إلى دخول قسم الطوارئ في المستشفى كي يتلقوا هناك حقنة بدواء سريع المفعول (غالباً ما يكون الأدينوزين) لإبطاء إيقاع القلب. هذا العلاج ليس مريحاً، فقد يرفع الحرارة ويسبب ألماً في الصدر، لكن تقتصر هذه الأعراض على ثوانٍ معدودة. يمكن أن يأخذ الأشخاص الذين يواجهون نوبات متكررة أدوية يومية، مثل حاصرات البيتا أو حاصرات قنوات الكالسيوم، ما يحميهم من النوبات أو يبطئ إيقاع قلوبهم.

علاج «لصعق» المشكلة

يتعلق خيار آخر بالاجتثاث عن طريق القسطرة: تحصل الجراحة تحت تخدير خفيف (يكون المريض مستيقظاً لكنه يبقى مسترخياً ولا يشعر بالألم). توضع أنابيب عدة في وريد وصولاً إلى القلب، ثم تقضي صعقة من التردد الحراري الذي يبثه طرف أحد الأنابيب على المنطقة الصغيرة من النسيج الذي يسبب المشكلة (بحجم ممحاة قلم الرصاص) خلال دقائق. تبلغ نسبة نجاح الاجتثاث عن طريق القسطرة %95. لكن تترافق الجراحة أيضاً مع خطرَين غير شائعين (أقل من %1) لكن بارزين: جلطة دماغية أو الحاجة إلى جهاز لتنظيم ضربات القلب.

يؤثر قرار الاجتثاث في نوعية الحياة غالباً ويختلف الأثر من شخص إلى آخر (باستثناء متلازمة وولف-باركينسون-وايت، حالة نادرة من تسارع القلب فوق البطيني تعطي بصمة لافتة في تخطيط القلب الكهربائي: قد تتطلب هذه الحالة الخطيرة علاجاً بالاجتثاث).

يقول د. زيمتبوم الذي يسمح لمرضاه باتخاذ القرار بشأن الاجتثاث: "يصاب البعض بنوبات أسبوعية من دون أن ينزعج منها لأنه اعتاد عليها طوال حياته. لكن يعتبر آخرون وضعهم مخيفاً ويريدون معالجته".

معدل ضربات القلب الطبيعي يتراوح بين 60 و100 ضربة في الدقيقة

تسارع القلب فوق البطيني ليس حالة خطيرة غالباً
back to top