دونالد ترامب يقلص الفارق... و6 مسارات انتخابية توصل للرئاسة

عقَد 10 مؤتمرات انتخابية في 48 ساعة... وتقدم غير متوقع لجو بايدن في ولايات حمراء

نشر في 02-11-2020
آخر تحديث 02-11-2020 | 00:03
No Image Caption
في سباق مع الزمن لحشد الناخبين قبل إسدار الستار على مرافعاتهم الختامية قبل ساعات من الانتخابات الأميركية، كثف الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن وكبار مساعديهم جولاتهم المكوكية في ولايات حاسمة في الغرب الأوسط الصناعي والساحل الجنوبي الشرقي.
عدّد آرون بلايك في صحيفة "واشنطن بوست" المسارات الأكثر ترجيحاً التي على المرشّحين إلى الرئاسة الأميركية دونالد ترامب وجو بايدن سلوكها في حال أرادا الفوز. وتمرّ هذه المسارات الستة عبر قسم من الولايات المتأرجحة التي ستحسم السباق الرئاسيّ.

وفي حين تقلص الفارق بين ترامب وبايدن في استطلاع الرأي بكل من بنسلفانيا وفلوريدا، وترامب يتصدر في الولايتين بفضل سياساته الاقتصادية ٥٤ و٥٨ بالمئة على التوالي - واشنطن بوست وABC، بدأ بلايك مع ترامب، مشيراً أولاً إلى أن فلوريدا وولايات جنوبية تمثل المسار الأكثر منطقيّة للفوز بالنسبة له.

وتُظهر فلوريدا وبشكل واضح أنّها الولاية الأكثر محوريّة بالنسبة إلى السباق. فهي تتمتّع بـ 29 صوتاً ناخباً وهو ثاني أكبر عدد في الولايات المتأرجحة. كذلك، تُظهر تقارباً كبيراً جداً بين المرشحين إلى درجة أنها متعادلة افتراضياً.

وأحد أهم التطورات في الانتخابات الحالية هو التنافسية في بعض ولايات كانت تميل عادة لمصلحة الجمهوريين في القسم الجنوبي.

ولدى الديمقراطيين آمال مرتفعة بقلب ولايات أريزونا وجورجيا وتكساس لمصلحتهم. لكن في حال حافظ ترامب على تفوقه فيها إضافة إلى فلوريدا، فسيصل إلى 235 صوتاً في المجمع الانتخابي. وسيظل بحاجة فقط إلى 35 صوتاً لحسم الرئاسة. كذلك، سيضيق هامش فوز الديمقراطيين لكنّه لن يتبدّد.

ومن هناك، إذا حافظ ترامب على ولايتين متقاربتين أخريين (أيوا وأوهايو) ثمّ أضاف إمّا مينيسوتا أو بنسلفانيا فسيفوز بولاية ثانية. لكن إذا أضاف مينيسوتا أو ويسكونسن فهذا سيكسبه 269 صوتاً أي سيضمن التعادل بالحدّ الأدنى. لكن في جميع هذه الولايات، هنالك تقدّم ولو ضئيل لبايدن على ترامب في معدّل استطلاعات الرأي. وإذا خسر الديمقراطيّون فلوريدا فهذا يعني أنّهم لا يستطيعون تحمّل المزيد من المفاجآت.

أداء متفوّق

ثانياً: أداء متفوّق لترامب في الغرب الأوسط وشمال شرق البلاد مجدداً: في حال غموض نتائج الانتخابات في الجنوب، ونجاح ترامب في الشمال، فسيبرز السيناريو التالي: ركّز ترامب أخيراً على تعزيز حملته في ولايات أكسبته انتخابات 2016 خصوصاً ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن وقد فاز بجميعها بفارق أقلّ من 1 في المئة. والاستطلاعات في هذه الولايات قريبة عموماً ممّا كانت عليه في 2016. (ميشيغان 8.6 لبايدن – ويسكونسن 6.4 – بنسلفانيا 3.5 لبايدن أيضاً).

وإذا فاز ترامب بهذه الولايات إضافة إلى ولايات مجاورة مثل مينيسوتا وأيوا وأوهايو فسيكون قد ضمن 260 صوتاً. يمكن أن يحصل ترامب على الأصوات العشرة المتبقية عبر الفوز بفلوريدا (29)، أريزونا (11) ونورث كارولاينا (15) والأخيرتان كانتا جمهوريّتين. ويمكن أيضاً أن يفوز بمزيج من بعض الولايات مثل نيفادا (6) ونيوهامبشير (4) وماين والدائرة الثانية في نبراسكا حيث يحصل الفائز على صوت واحد. (تعطي هاتان الولايتان صوتاً للفائز الشعبيّ في الولاية وصوتين أو ثلاثة عن كلّ دائرة كونغرسيّة داخلهما).

وحتى لو خسر ترامب ميشيغان فسيكون قد وصل إلى 244 صوتاً. من هناك، بإمكان ترامب أن يفوز بفلوريدا فقط أو أريزونا ونورث كارولاينا معاً. ويضيف الكاتب أنّه لو فاز ترامب بهذه الولايات الثلاث مجدداً، مع تشكيكه بالموضوع، فعندها سيكون قد تفوّق على بايدن في المسارات المتبقّية للحصول على الرئاسة. حتى الفوز باثنتين منهما سيعزّز حظوظه بشكل عظيم.

وأوضح بلايك أنّ إخفاقات استطلاعات 2016 قد لا تتكرّر في 2020 خصوصاً أنّ مستطلعي الآراء حسّنوا أساليبهم في تلك الولايات، مع ذلك، يبقى هذا الاحتمال قائماً وأهلاً للدراسة.

وعلى الرغم من استبعاده ذلك، ومع الافتراض جدلاً أنّ التوجّهات ستتغيّر بشكل بارز في الساعات الأخيرة، سيكون فوز ترامب محتملاً جدّاً. إنّ خطأ عاماً بنسبة 5 في المئة في استطلاعات الرأي ستعني وصول ترامب إلى 296 مقعداً.

هذا السيناريو يصبح بارزاً خصوصاً أنّ معدّل تقدّم بايدن الوطنيّ هو 7 نقاط. حتى لو انخفض هذا المعدّل عن تلك العتبة، يقترب المراقبون من مقاربة أو يدخلون فعلاً سيناريو يفوز فيه ترامب. وهذه هي الحالة نفسها التي ستحصل في حال تمّ تعديل الأرقام في الإطار العام بنسبة 4 في المئة إذ تصبح مينيسوتا ونيفادا ديموقراطيتين. حتى بنسبة خطأ تصل إلى 4 في المئة، سيفوز ترامب بـ 280 صوتاً.

وينتقل الكاتب لرسم مسارات بايدن التي بنظره هي أكثر ترجيحاً من تلك التي يتمتّع بها ترامب، وأولها الحفاظ على موقعه.

وما يحتاج إليه بايدن هو الحفاظ على الولايات التي تظهره متقدّماً. حتى مع نسبة خطأ تصل إلى 3 في المئة، يستطيع الفوز ببنسلفانيا كما بالرئاسة مع 279 صوتاً. هذه الحالة، وكما هو الأمر مع سيناريو فلوريدا بالنسبة إلى ترامب، هي المسار الأكثر منطقيّة لانتصار بايدن لكنّ الأخير لا يحتاج إلى الفوز بولايات متأخّر فيها كما هو الأمر مع ترامب.

فلوريدا مجدداً

وثانياً: إذا فاز بها بايدن واحتفظ بولايات مالت إلى الديمقراطيين في سنة 2016، مثل مينيسوتا ونيفادا ونيو هامبشير، فسيصل إلى 262 صوتاً في المجمع الانتخابي. عند هذه النقطة، سيتحتّم على بايدن الفوز بولاية متقاربة انتخابياً وكبيرة مثل أريزونا، ميشيغان، نورث كارولاينا، أوهايو، بنسلفانيا أو ويسكونسن. وهذا يؤكّد مدى محوريّة فلوريدا: إذا فاز بها ترامب فسيعطيه انتصاره أملاً. وإذا فاز بها بايدن، فستكون الخسارة صعبة جدّاً على الديمقراطيّين.

ثالثاً: قد تتحقق نتيجة لم تكن متخيّلة منذ أربع سنوات. فوز ديموقراطيّ بأريزونا وجورجيا وتكساس. جميع هذه الولايات تُظهر سباقاً متقارباً جدّاً. بايدن متقدّم في أريزونا بـ 2.2 ومتعادل في جورجيا، ومتأخّر بفارق 2.6 عن ترامب. ماذا سيحصل لو فاز بايدن بولاية أو أكثر من هذه المجموعة؟

ولو فاز بتكساس (38 صوتاً) فسيكون الأمر حاسماً مع 249 صوتاً في المجمع الانتخابي، بالتوازي مع إعطائه أصواتاً في ولايات أخرى مرجح جداً كي تصوت له مثل كولورادو التي فاز بها الديمقراطيون بخمس نقاط في 2012 و2016. من هناك، سيكون عليه جمع 21 صوتاً فقط من أصل 163 أي 13 في المئة من الأصوات المتبقية.

وستشكّل جورجيا فوزاً كبيراً خصوصاً أنّها قد تقترح فوزاً في نورث كارولاينا القريبة أو حتى في فلوريدا. إذا فاز بايدن في نورث كارولاينا وجورجيا فسيكون قد حصد 242 صوتاً وسيحتاج إلى 28 من أصل 170 ناخباً. فوزه عندها بفلوريدا سيكون كافياً، لكنّه سيظلّ متمتّعاً بمسارات أخرى أيضاً.

كما مع جورجيا، سيكون صعباً رؤية بايدن فائزاً بأريزونا من دون ولاية مجاورة مثل نيفادا التي يقطنها عدد كبير من المورمون. يضع بلايك هاتين الولايتين في حساب بايدن جدلاً. هنا، ينطلق الديمقراطيون من 228 صوتاً في المجمع الانتخابي. تُقدّم هاتان الولايتان تفوّقاً أقلّ من سيناريو جورجيا/نورث كارولاينا أو سيناريو تكساس بالنظر إلى قلّة الأصوات الناخبة في المجمع الكبير. لكن حتى مع ذلك، سيحتاج بايدن إلى 42 من أصل 184 صوتاً ناخباً.

بإمكان ترامب الاحتفاظ بجورجيا ونورث كارولاينا وتكساس، وسيحتفظ بايدن بتفوّق ضئيل طالما أنّ فلوريدا لم تُحسَم. سيكون هذا الانقلاب في ولاية جمهورية تقليدياً هو الأقلّ تأثيراً بشكل نسبيّ، لكنّه سيظلّ كبيراً. وسوف يصبح الأمر أسهل عليه كما هي الحال مع غالبية السيناريوات، لكنّه لن يكون محبطاً لترامب.

في أقصى تكثيف لنشاط حملته الانتخابية على الإطلاق، عقد ترامب أمس واليوم 10 مؤتمرات انتخابية، بمعدل خمسة في اليوم، بهدف إثارة ما يكفي من الزخم لدفع أنصاره على الإقبال بكثافة شديدة على التصويت لمصلحته غداً.

وفي بنسيلفانيا، ضاعف ترامب، الذي حافظ ترامب على نبرة التحدي في التجمعات في ميشيغان وويسكنسن ومينيسوتا، نشاطه بشكل كبير وتوقفت حملته أربع مرات فيها، وتوقع أن "تنقذ بنسلفانيا الحلم الأميركي"، مؤكداً أن الأمة تقف عند مفترق طرق وهذه الانتخابات حدث بالغ الأهمية.

في غضون ذلك، قام نائب الرئيس مايك بنس بحملة في ولاية كارولينا الشمالية، التي يتساوى فيها ترامب وبايدن، بينما ذهبت المرشحة الديمقراطية لمنصبه كامالا هاريس إلى فلوريدا لتعزيز الإقبال في الولاية الأخرى المتأرجحة.

وبعد حملة خافتة إلى حد كبير، اتخذ بايدن وضعية الهجوم وتقدّم على ترامب في ولايات غير متوقعة مثل تكساس، وهي معقل محافظ تقليدياً بات يُنظر إليها الآن على أنها قد تميل في أي الاتجاهين.

انضم الرئيس السابق باراك أوباما إلى جو بايدن في حملته الانتخابية بميشيغان لحث الناخبين على دعم نائبه آنذاك، مشيراً أيضاً إلى أن ترامب مهتم فقط بإشباع غروره ويغار من التغطية الإعلامية لفيروس كورونا .

وتهكم أوباما على ترامب مشيراً إلى أنه قلق على حجم الجمهور الذي حضر حفل تنصيبه، ويبدو ألا أحد كان يحضر حفلات أعياد ميلاده وهو صغير.

نقل السلطة

في غضون ذلك، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر مطلعة أن ما لا يقل عن 150 شخصاً، بيهم كبار المسؤولين في إدارة ترامب يستعدون لنقل السلطة إلى بايدن، إذا فاز بالانتخابات، مؤكداً أنه بسبب تهرب ترامب أخيراً من الإجابة عن أسئلة حول انتقال سلمي للسلطة وشكوكه في نزاهة الانتخابات، فإن فريق بايدن يستعد أيضاً لمواجهة عقبات محتملة خلال الفترة الانتقالية.

وبحسب المصادر ذاتها، فمن المتوقع أن يصل عدد الأشخاص الذين يعملون على التحضير لنقل السلطة إلى بادين في حال فوزه في الانتخابات، قد يصل إلى 300 شخص.

مؤيدو ترامب يعطلون حافلة بايدن

اتهمت حملة المرشح الديمقراطي جو بايدن مؤيدي الرئيس دونالد ترامب بمحاولة تعطيل حافلة لها كانت متجهة من سان أنطونيو إلى أوستن في تكساس، وإخراجها عن الطريق.

من جهته، كشف ترامب عن عزمه تنظيم تجمع مع أنصاره، في الليلة التي تلي الانتخابات المقرر إجراؤها غداً، مؤكداً أنهم «ربما يتنقلون بين البيت الأبيض وفندقه بسبب القيود على عدد الضيوف فيه».

أكثر من 150 مسؤولاً يستعدون لنقل السلطة
back to top