رفض أميركي يربك اختيار مدير لمنظمة التجارة

أصاب الارتباك عملية اختيار مدير جديد لمنظمة التجارة العالمية أمس الأول، بعد أن رفضت الولايات المتحدة المرشحة النيجيرية لقيادة المنظمة.

وكان 3 سفراء للمنظمة، مكلفين باختيار خلف البرازيلي روبرتو أزيفيدو، اتفقوا على وزيرة المالية النيجيرية السابقة نجوزي أوكونغو-إيويالا، لحصولها على دعم واسع من شتى المناطق.

ويكلل قرارهم، الذي ينتظر موافقة أعضاء المنظمة، عملية اختيار استغرقت أكثر من 4 أشهر، وشهدت حملات ضغط مكثفة ومنافسة مع وزيرة التجارة الكورية الجنوبية يو ميونغ-هي في الجولة الأخيرة.

وأبلغ رئيس مجلس السفراء الثلاثة أعضاء المنظمة بالتوصية خلال اجتماع انعقد امس، كن الولايات المتحدة قالت إنها لا تساند أوكونغو-إيويالا.

ويتطلب القرار إجماع الأصوات، مما يعني أن بوسع أي عضو من أعضاء المنظمة منع تعيينها في المنصب.

وقال كيث روكويل، المتحدث باسم المنظمة للصحافيين، بمقر المنظمة في جنيف بعد الاجتماع المغلق "وفد واحد لم يدعم ترشيح الدكتورة نجوزي، وقالوا إنهم سيواصلون دعم الوزيرة الكورية الجنوبية يو. كان ذلك وفد الولايات المتحدة الأميركية".

وقررت المنظمة عقد اجتماع لتسوية الأمر في التاسع من نوفمبر، أي بعد أقل من أسبوع من توجه الناخبين الأميركيتين إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس. لم يتضح حتى الآن إن كانت نتيجة التصويت قد تؤثر على المعارضة الأميركية لتعيين أوكونغو-إيويالا.

وتوقع روكويل "نشاطاً محموماً" قبيل اجتماع التاسع من نوفمبر لحشد الإجماع الضروري.

وأحجم أعضاء عديدون من بينهم الصين والولايات المتحدة عن إعلان مرشحهم المفضل، لكنّ بعض الدول الإفريقية ودول الكاريبي ودولا أخرى أبدت دعمها للمرشحة النيجيرية.

وتبنى الاتحاد الأوروبي ترشيحها في 26 أكتوبر.

لكن ثلاثة مصادر تتابع المنافسة قالت إن واشنطن أبدت في أحاديث خاصة تفضيلها يو.

ونشأ فراغ القيادة بعد تنحي أزيفيدو عن رئاسة المنظمة قبل عام من انتهاء مدته في أغسطس. ويتولى إدارة المنظمة حالياً 4 نواب للمدير العام.

يذكر أن أوكونجو-إيويالا (66 عاما) وزيرة مالية سابقة، وتولت من قبل ثاني أرفع منصب في إدارة البنك الدولي، ومن المتوقع أن تواجه تحديات كبيرة في ظل السجالات الدائرة بين الاقتصادات المتنافسة، وسط تصاعد التوترات والحماية التجارية في خضم تراجع تجاري أوقدت شرارته جائحة كورونا.

لكن خبيرة التنمية ترفع شعار "أفعال لا أقوال"، وتقول إنها تملك الخبرة السياسية التي تسمح لها بالتأثير في عواصم الدول.

وأبلغت "رويترز": "أشعر أن بوسعي حل المشاكل. أنا إصلاحية معروفة، ولست ممن يكتفون بالكلام. أنجزت في البنك الدولي وفي بلدي".

وترأس في الوقت الحالي مجلس التحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي)، وتقول إن على منظمة التجارة الاضطلاع بدور في مساعدة الدول الأشد فقراً للحصول على عقاقير ولقاحات كوفيد-19.