كاراباخ تقترب من السيناريو السوري

تعرض موقع عسكري أرمني للقصف قد يغير المعادلة

نشر في 28-10-2020
آخر تحديث 28-10-2020 | 00:00
أذربيجاني يتفقد الدمار في مدينة غنجه وسط أذربيجان أمس (أ ف ب)
أذربيجاني يتفقد الدمار في مدينة غنجه وسط أذربيجان أمس (أ ف ب)
واصلت إيران تعزيز قواتها على حدودها الشمالية مع أذربيجان وأرمينيا، حيث يدور نزاع على إقليم ناغورني كاراباخ منذ أواخر سبتمبر الماضي، وبينما قالت أذربيجان إنها قد تستخدم مقاتلات تركية من طراز F16 موجودة على أراضيها، الأمر الذي يعزز انخراط تركيا في القتال، أظهرت الغارة الأخيرة في إدلب، شمال سورية، والتي استهدفت فصيلا سوريا مواليا لأنقرة، يعتقد أنه يرسل مقاتلين إلى أذربيجان، أن موسكو قد تكون بدأت تحركات للدخول عسكريا في نزاع كاراباخ، حتى لو كانت البداية غير مباشرة عن طريق ضرب «مرتزقة» أنقرة.

ويرى مراقبون أن تركيا وإيران وروسيا قد تكرر سيناريو تقاسم مناطق النفوذ شمال سورية، من خلال ما يعرف بـ«مسار أستانة»، الذي يضم الدول الثلاث، بما يخدم مصالحها السياسية والاقتصادية، أو سيناريو «التقسيم» كما جرى في ليبيا، حيث تدعم موسكو وأنقرة طرفين متحاربين.

وتشير صحيفة «جيروزاليم بوست» الى جانب آخر من القصة، وتتحدث عن مصلحة تركية مباشرة ببيع باكو الغنية بالغاز الذخائر وطائرات «الدرون»، وكذلك مصلحة روسية وبقدر أقل إيرانية لبيع الأرمن أسلحة مقابل أموال أو أثمان سياسية وتجارية.

ويقول الباحث التركي بهلول أوزكان إن خطر تحول كاراباخ إلى «سورية جديدة» قائم، مشيرا على وجه الخصوص إلى أن حزب الحركة القومية، والجناح القومي المتشدد في حزب العدالة والتنمية، يريدان وصل أذربيجان بتركيا، من خلال احتلال شريط ضيق من أراضي أرمينيا للوصول الى جمهورية نخجوان الأذربيجانية، التي تملك 8 كيلومترات من الحدود مع تركيا، وهذا الاحتمال يعني أن أذربيجان ستفصل إيران عن أرمينيا، التي تستفيد إيران من علاقتها الجدية معها في شؤون تجارية، إذ يقصدها آلاف الإيرانيين لشراء كماليات خاضعة للعقوبات الأميركية.

والحل لتجنب هذا السيناريو القاتم، بحسب أوزكان، هو «ربما بنيل الإقليم حكما ذاتيا واسعا تحت السيادة الأذربيجانية وبضمانات دولية، خصوصا من تركيا وروسيا، وإلا فإن أرمنيا واحدا لن يبقى في كاراباخ»، لكن هذا الحل يبدو غير مقبول بالنسبة للأرمن الذين يطلبون في حال تخلوا عن الأراضي الأذربيجانية التي يحتلونها نشر مراقبين عسكريين روس لحماية «الأراضي الإدارية» لما يعرف الآن لديهم بـ«جمهورية ارتساخ».

في هذه الأثناء، وبينما بدا أن «الهدنة الاميركية» تلقى مصير سابقاتها، وتواجه المساعي الدبلوماسية انسدادا، أعلنت الخارجية الإيرانية، أمس، أن مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي سيبدأ بعد تفقده الحدود الشمالية للبلاد جولة إقليمية تشمل موسكو ويريفان وأنقرة، من أجل الدفع قدما بمبادرة إيران لحل النزاع بين أذربيجان وأرمينيا.

ميدانياً، اتهمت أرمينيا، أذربيجان أمس بإطلاق النار على مواقع تعود لحرس الحدود الأرمني على حدود إيران.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال في وقت سابق، إن الجيش الروسي لن يتدخل بموجب معاهدة دفاع مشترك مع يرفان، إلا اذا تعرضت أراض أرمنية لاعتداء.

واعترفت أرمينيا بأن قوات جمهورية ارتساخ انسحبت من بلدة غوبادي الاستراتيجية بين الإقليم والحدود الإيرانية.

إلى ذلك، وفي بادرة لافتة، أعلنت آنا هاكوبيان، زوجة رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، عزمها الخضوع للتدريب العسكري والذهاب إلى «حماية حدود الوطن» في كاراباخ.

ونشرت هاكوبيان، على «فيسبوك»، منشورا قالت فيه: «ابتداء من الغد، ستبدأ كتيبة مكونة من 13 امرأة، بمن فيهن أنا، التدريب العسكري»، مضيفة أنها ستذهب إلى كاراباخ في غضون أيام قليلة، وشددت على أنه «يجب ألا نتنازل عن وطننا وكرامتنا للعدو».

من ناحيته، حث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الطرفين على الالتزام بوقف إطلاق النار.

في السياق، اعتبر تقرير لصحيفة "حرييت"، أمس، أن قصف المقاتلات الروسية، الداعمة للحكومة السورية، معسكر "فيلق الشام"، الذي يوصف بأنه أقرب التنظيمات المسلحة الموالية لأنقرة في إدلب، خلق وضعاً جديداً يتطلب المعالجة العاجلة. وأشارت الصحيفة إلى أن الضربة التي تسببت في مقتل وإصابة العشرات من أفراد الفصيل السوري، الذي يعتقد أن تركيا استخدمت عناصره لدعم حكومة "الوفاق" الليبية ضد قوات خليفة حفتر، من المحتم تفسيرها على أنها رسالة من موسكو إلى أنقرة المتهمة بنقل مرتزقة من سورية إلى أذربيجان للقتال ضد أرمينيا.

وقال مراقبون إن الرسالة الروسية قد تكون إدلب مقابل كاراباخ، أي أنه في حال مضت أنقرة بدعم أذربيجان في كاراباخ فإن روسيا ستطلق معركة إعادة ادلب الى حضن دمشق.

back to top