إيران تعلن انتهاء «حظر التسلح» وتتريث في الشراء

• الرئيس حسن روحاني يطالب بـ «العقلانية السياسية»
• واشنطن تقود مشاورات لتشكيل قوة تدخل بحرية

نشر في 19-10-2020
آخر تحديث 19-10-2020 | 00:05
إيرانية تمر أمام جدارية في طهران أمس (أ ف ب)
إيرانية تمر أمام جدارية في طهران أمس (أ ف ب)
رغم عدم صدور أي إعلان دولي بهذا الشأن، قالت إيران إن حظر التسلح الأممي عليها انتهى تلقائياً بموجب الاتفاق النووي، وبات بإمكانها شراء أو بيع الأسلحة، في خطوة ترفضها واشنطن وتعهدت بمنعها دون توضيح وفق أي آلية أو تفويض ستقوم بذلك.
احتفت السلطات الإيرانية بـ«رفع حظر التسلح» الدولي الذي فرض عليها بموجب الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015، مؤكدة أن مساعي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فشلت بتمديد الحظر.

وقالت الخارجية الإيرانية، في بيان أمس، «اليوم يوم مهم جداً للمجتمع العالمي الذي صان القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والاتفاق النووي خلافاً لمحاولات نظام الولايات المتحدة».

وأضافت الوزارة: «بدءاً من اليوم تنتهي بصورة آلية جميع قيود نقل السلع التسليحية من وإلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكذلك الإجراءات والخدمات المالية ذات الصلة بها، كذلك حظر الدخول أو العبور من أراضي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، الذي كان قد فرض على بعض المواطنين والمسؤولين العسكريين الإيرانيين. بناء على أحد إبداعات الاتفاق النووي، فإن الانتهاء القطعي ومن دون قيد أو شرط للقيود التسليحية وحظر السفر على بعض الأفراد ليس بحاجة إلى المصادقة على أي قرار جديد وليس هناك حاجة لإصدار أي بيان أو اتخاذ أي خطوة أخرى من جانب مجلس الأمن الدولي».

وأشارت الوزارة إلى أن القيود الصاروخية المفروضة على طهران ستنتهي في عام 2023 آلياً وكذلك الإغلاق التام للملف النووي في مجلس الأمن الدولي عام 2025.

وأكدت طهران أنها لن تعترف بـ«أي قيود مالية أو تسليحية أو اقتصادية أو نفطية تفرض عليها».

تريث وتحويل

وحرصت طهران، التي تعاني من مشاكل اقتصادية خانقة وتراجعاً بقيمة الريال مقابل الدولار جراء سياسة العقوبات القصوى التي تتبناها إدارة ترامب ضدها، على التأكيد أنها تعتمد على نفسها في توفير احتياجاتها الدفاعية و«لا ترى ضرورة للاندفاع في شراء الأسلحة مع انتهاء الحظر» الذي فرضته الأمم المتحدة عليها عام 2007.

في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن «تطبيع التعاون الدفاعي الإيراني مع العالم اليوم هو نصر لقضية التعددية والسلام والأمن في منطقتنا».

في موازاة ذلك، وصف رئيس مجلس الشورى «البرلمان» محمد باقر قاليباف، انتهاء القيود التسليحية بأنها «هزيمة كبيرة للحكومة الأميركية المتهورة ورئيسها العاجز والمعزول ظاهرياً وإنجاز للشعب الإيراني».

ورأى قاليباف، أن «تحويل هزيمة أميركا إلى إنجاز استراتيجي للشعب الإيراني ليس شيئاً لا يمكن أن يحدث، لكن يجب اتخاذ خطوات مهمة في استجابة متناسبة ورادعة في مواجهة مزيد من الضغوط الأميركية، وكذلك القيام ببيع وشراء الأسلحة».

وكانت واشنطن اتخذت قراراً أحادياً بتمديد حظر بيع الأسلحة على إيران وعرضته على مجلس الأمن الدولي الذي رفضه بدوره، ما أثار غضب إدارة ترامب التي كانت قد انسحبت من الاتفاق النووي عام 2018.

ولاحقاً، أعلنت إدارة ترامب تفعيل «آلية الزناد» بهدف إعادة جميع العقوبات الأممية التي كانت مفروضة على طهران قبل توقيعها الاتفاق النووي.

سفير روسيا

في هذه الأثناء، شدد سفير روسيا في طهران لفان جاغريان على أن الخطوة ستعزز التعاون العسكري بين طهران وموسكو.

وقال جاغريان، في تصريحات أمس، «يحق لإيران مثل أي بلد مستقل تعزيز قدراته الدفاعية. وإنهاء حظر الأسلحة سيسهل التفاعل العسكري بين طهران وموسكو».

قوة تدخل

وفي أول رد فعل رسمي من جانب واشنطن، جدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تأكيده أن تصدير الأسلحة التقليدية إلى إيران وشراء أي أسلحة منها يعد انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن.

وأجرى مسؤولون كبار في البحرية الأميركية، محادثات، قبل أيام لتشكيل قوة جديدة متعددة الجنسيات، للتدخل السريع في منطقة الشرق الأوسط.

وعقدت القيادة الوسطى للقوات البحرية في الجيش الأميركي، مؤتمراً بالفيديو، في هذا الصدد، شارك فيه مسؤولون من السعودية والبحرين والإمارات والأردن ومصر، لبحث التحالف الجديد المقترح.

ويهدف التحالف الجديد، إلى «صيانة الأمن الإقليمي ومواجهة التصرفات العدائية في البحر» والمساعدة في أحوال الكوارث الطبيعية المفاجئة والأزمات الإنسانية.

وأوضحت «القيادة الوسطى» أنه سيكون «للقوة تدريبات وخطط مشتركة لضمان الأمن والاستقرار والدفاع عن المنطقة في مختلف المجالات».

وقال قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الجنرال كارل مندي: «أنا متفائل بشأن مستقبل التخطيط مع الشركاء لتأسيس هذه القدرات الحاسمة في المنطقة والتي من شأنها أن تحقق المصالح المشتركة في ضمان الأمن والدفاع عن المنطقة في وجه قوى البغي والكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية».

تهدئة روحاني

من جانب آخر، قال الرئيس حسن روحاني، إن «حكومته ومن خلال التخطيط الدقيق على مدى العامين والنصف الأخيرين حالت دون تحقق هدف أميركا المشؤوم في تدمير الاقتصاد الإيراني».

وأضاف روحاني، أن العقوبات الأميركية «غير الإنسانية وغير المشروعة» أثرت على عائدات البلاد من العملة الصعبة خصوصاً العام الأخير لكنها «لم تنجح في هدم الاقتصاد الإيراني».

ودعا روحاني أنصار نظام الجمهورية الإسلامية إلى «التزام الهدوء والعقلانية السياسية والابتعاد عن الخلافات والنزاعات لتفويت الفرصة على العدو».

وجاء ذلك غداة مطالبة النائب البرلماني القيادي البارز بالتيار المتشدد مجتبى ذو النوري بـ«إعدام روحاني» بعد تصريحاته التي فهم منها الدعوة إلى إجراء مفاوضات مع واشنطن لحل المشاكل الاقتصادية.

إلى ذلك، أدى انفجار أنبوب غاز في مبنى سكني بمدينة الأهواز عاصمة محافظة خوزستان جنوب إيران، إلى إصابة 5 أشخاص بجروح، في حين تم تدمير 11 وحدة سكنية.

في سياق منفصل، وصل رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية عبدالله عبدالله إلى طهران للقاء كبار المسؤولين الإيرانيين، بالتزامن مع تواصل مفاوضات السلام بين حكومة كابول وحركة «طالبان» المتمردة في العاصمة القطرية الدوحة وتجديد واشنطن التزامها بالانسحاب العسكري في حلول عيد الميلاد بديسمبر.

مرحلة جديدة لتعزيز التعاون العسكري موسكو
back to top