تغريد الداود: مسرحياتي مغامرة وجريئة ونحتاج مسارح جديدة

طالبت برفع سقف الحريات لينتعش الإبداع في ظلها

نشر في 16-10-2020
آخر تحديث 16-10-2020 | 00:01
حققت الكاتبة المسرحية تغريد الداود، خلال نحو عشر سنوات من عمرها الفني، العديد من الجوائز في الكويت وخارجها، وتطرقت نصوصها المسرحية إلى العديد من القضايا الاجتماعية الشائكة، وكان لها حضور كبير في المهرجانات تم تتويجه بجائزة الدولة التشجيعية.
الداود تحدثت إلى «الجريدة» عن كتاباتها، ودعم الدولة للشباب، وعروضها المسرحية، وإمكانية تقديم عروض المهرجانات جماهيرياً، مشيرة إلى عدم وجود فجوة بين الأجيال في الكويت، وأن فترة الحظر التي فرضتها الدولة لمواجهة جائحة «كورونا» ساعدتها على إنجاز كتابها «على قيد الحلم»، فضلاً عن آراء أخرى طرحتها الدواد خلال اللقاء، وفيما يلي التفاصيل:

• يتردد دائماً أن هناك فجوة بين الأجيال وعدم تواصل، فهل تشعرين بهذه الفجوة عملياً كواحدة من المبدعات الشباب؟

- على أرض الواقع لا أجد مثل هذه الفجوة، فهناك تواصل بين الأجيال في الكويت، فجيل الكبار والرواد يمد يده للشباب، ويسعى الشباب إلى التعلم واكتساب الخبرات من هذا الجيل الذي حمل نهضة الكويت ثقافيا وفنيا على أكتافه، وعلى المستوى الرسمي لمستُ الدعم والاهتمام والحرص على المشروع الثقافي والفني من خلال جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية، ففي الدورة التي كُرِّمت فيها بجائزة الدولة التشجيعية منذ عامين تقريبا كانت معنا أسماء كبيرة لها ثقلها ووزنها، مثل الصوت الجريح عبدالكريم عبدالقادر، ووزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي، ونخبة من الفنانين الشباب، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الدولة تهتم بجيل الرواد والكبار، إلى جانب اهتمامها بالأجيال الشبابية الجديدة، خاصة من المبدعين في كل المجالات.

دور العرض

• ككاتبة مسرحية حصدت الجوائز وتتابع الحركة المسرحية، كيف يمكن تطويرها والنهوض بالمسرح الكويتي؟

- الحقيقة انني أتطلع إلى المزيد من الدعم للفن عموما في عهد أميرنا الجديد صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الذي نبايعه، ونتمنى له النجاح والتوفيق في كل المجالات، خصوصا الاهتمام بالمسرح، لأن دور العرض المسرحية الكويتية أقيمت منذ عقود وتجاوزها الزمن، فيجب تطويرها وتحديثها بالتقنيات التكنولوجية، لتواكب كل المستجدات من ناحية الإضاءة والديكور والسينوغرافيا وغير ذلك، بالإضافة إلى إنشاء دور عرض مسرحية جديدة، فكثير من الدول المجاورة قامت بتشييد المسارح على أحدث طراز، والكويت كانت سباقة دائما، وحققت طفرة في دور العرض السينمائي، فلماذا لا تحدث نفس النهضة لدور العرض المسرحية؟ ونأمل أن تشهد المرحلة المقبلة تغييرا جذريا في النظرة للمسرح الكويتي ودعمه.

إغلاق المسارح

• كيف قضيت فترة الحظر بسبب "كورونا" خاصة بعد تأجيل مهرجان أيام المسرح للشباب؟

- للأسف هذا الوباء تسبب في إغلاق المسارح وابتعدنا عنها مجبرين، وهذا ما أصابني بالحزن، ففي الفترة التي سبقت "كورونا" كنا أوشكنا أن نطلق الدورة الجديدة من مهرجان أيام المسرح للشباب التابع للهيئة العامة للشباب، وكنت عضوا في اللجنة الفنية، وبالفعل شاهدنا أعمالا مسرحية، وكانت ترتيبات المهرجان تجري على قدم وساق، لكن حدث ما حدث وتأجل كل شيء، لكنني اعتبرت فترة الحظر فترة تأمل وترتيب أوراق.

خشبة المسرح

• هل كانت لك نشاطات فنية وكتابات جديدة خلال تلك الفترة؟

- انتهيت بالفعل من تجهيز نصوصي المسرحية الجديدة في كتاب هو الثاني من نوعه، بعد كتابي الأول الذي صدر في عام 2016 تحت عنوان "مطلوب مهرجين"، وهو مجموعة نصوص مسرحية، ويحمل كتابي الثاني عنوان "على قيد الحلم"، ويتضمن نصوصا لم تنفذ على خشبة المسرح، أكتبها للمرة الأولى، وأجرب فيها أسلوبا جديدا في الكتابة يتجه نحو المغامرة في الطرح من حيث الشكل والمضمون، فدائما أحرص على تطوير أدواتي، وتجريب قوالب جديدة في الكتابة، وسيصدر خلال الفترة المقبلة.

• الكتابة والإبداع ينتعشان دائما في ظل أجواء الحرية والانطلاق، فهل تشعرين ككاتبة بالحرية في التعبير عن آرائك خلال أعمالك المسرحية؟

- ننعم في الكويت، الحمد لله، بالحرية والديمقراطية التي تعتبر نموذجا يحتذى، لكن المبدع والكاتب دائما يطمح الى المزيد من الحريات، فيطالب بضرورة رفع سقف الحريات بشكل أكبر، والدفع بالطاقات الشبابية إلى ميدان العمل والإنتاج الإبداعي وتشجيعهم ودعمهم، فهذا من شأنه تشكيل تيار شبابي جديد من المبدعين قادر على المضي قدما على خطى الرواد والكبار، فالكويت ولادة وزاخرة بمبدعيها في كل جيل، ونحن متفائلون مع المرحلة المقبلة بمزيد من الحريات، ومنح الشباب فرصا أكبر للتعبير عن ذواتهم، والمشاركة في نهضة الكويت الثقافية والفنية.

المسرحيات المهرجانية

• المسرحيات الفائزة التي تحقق الجوائز في المهرجانات تقدم في ليلة عرض وحيدة ثم تذهب إلى زوايا النسيان، كيف يمكن معالجة هذا الخلل؟

- للأسف الشديد هذه حقيقة، فبعض المسرحيات المهرجانية تحقق جوائز، وتُبذَل فيها جهود ضخمة وتستمر بروفاتها، ربما أكثر من شهرين أو ثلاثة، ثم تعرض ليلة واحدة وتختفي، وبذلك يضيع علينا تاريخ مسرحي يمكن الاستفادة منه كإبداع وتاريخ، فأطالب المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بوجود آلية لإعادة عرض الأعمال المتميزة في المهرجانات، والتي أشادت بها لجان التحكيم ومنحتها الجوائز جماهيريا لتكون لدينا مواسم مسرحية طوال العام، فمن الظلم لها أن تعرض ليلة واحدة، فهدفنا ليس جمهور المهرجانات فقط، بل اجتذاب الجمهور العادي.

• ولكن مسرحيات المهرجانات النوعية رغم فوزها لا تناسب العرض الجماهيري الذي يبحث غالباً عن الكوميديا؟

- من المهم تغيير أفكار وقناعات الجماهير والارتقاء بأذواقهم وتقديم أعمال نوعية تعالج المشاكل الاجتماعية والقضايا الحياتية، ففي كثير من نصوصي المسرحية عالجت مثل هذه القضايا، ففي مسرحية الديوانية مثلا عالجت مسألة شراء الشهادات العلمية وجشع التجار ومعاناة الرياضيين، كما فازت مسرحيتي "محطة 50" بجائزة أول كاتب واعد في مهرجان الشباب في الكويت عام 2012، والعديد من نصوصي التي تعالج قضايا، وفي نفس الوقت لا تخلو من اللمسات الكوميدية، فالكوميديا موجودة أيضا في مسرحيات المهرجانات، لافتة إلى أن الجماهير تعتقد اعتقادا خاطئا أن المهرجانات تقدم أعمالا فكرية فلسفية "دمها ثقيل"، وهذا بالطبع غير صحيح.

أطالب بإعادة عرض مسرحيات المهرجانات الفائزة جماهيرياً

لا توجد فجوة بين جيل الرواد وجيل الشباب في الكويت

لدى الجمهور اعتقاد خاطئ بأن مسرحيات المهرجانات فلسفية «دمها ثقيل»
back to top