الرئيس حسن روحاني يحتفي بنهاية «حظر السلاح» ويلمِّح لمفاوضات

• إيران تسعى لاختراق بـ«دفاع» موریتانیا
• «الحرس الثوري» يخطط لعسكرة الرئاسة

نشر في 15-10-2020
آخر تحديث 15-10-2020 | 00:05
إيرانيتان تمران أمام جدارية في أحد شوارع طهران              (أ ف ب)
إيرانيتان تمران أمام جدارية في أحد شوارع طهران (أ ف ب)
احتفى الرئيس الإيراني حسن روحاني بقرب رفع حظر التسلح المفروض على بلاده رغم معارضة الولايات المتحدة وألمح إلى احتمال الاضطرار لمفاوضة واشنطن، في حين تتزايد المؤشرات على سعي "الحرس الثوري" إلى إخضاع مؤسسة رئاسة الجمهورية عبر الحشد لإنجاح أحد كوادرها في الانتخابات المقررة في يونيو المقبل.
قبل 96 ساعة من حلول الموعد الذي ينذر بالدخول في مواجهة جديدة مع الولايات المتحدة، التي تؤكد أنها ستتصدى لها بعد تفعيلها العقوبات الأممية التي رفعت بموجب "الاتفاق النووي"، قال الرئيس حسن روحاني، إنه سيعلن الأسبوع المقبل "انتهاء 10 سنوات من الحظر التسليحي الجائر الذي سيرفع الأحد المقبل".

وأضاف روحاني، في كلمته بجلسة مجلس الوزراء، أمس، إن "إيران دخلت صراعاً مع أميركا خلال السنوات الأربع الماضية حول القضية، وطوال هذه المدة طرقت واشنطن كل الأبواب لكنها فشلت فشلاً ذريعاً في كسب التأييد لتمديد الحظر التسليحي على الجمهورية الإسلامية".

واعتبر أن "الإنجاز تحقق بفضل الدبلوماسية الإيرانية"، موضحاً أن "رفع الحظر التسليحي هو أحد ثمار الاتفاق النووي، بالتالي فإننا واعتباراً من يوم الأحد نستطيع شراء السلاح من أي بلد نشاء وبيعه إلى أي بلد نشاء".

ووصف روحاني حكام "البيت الأبيض" بالأشرار، وقال، إن "تداعيات الشر الأميركي لم تنحصر بالضغوط على الشعب الإيراني بل تعدته إلى العالم أجمع وانظروا إلى الشعب الأفغاني"، مشيراً إلى أن "مسؤولي البيت الأبيض يعلنون كل يوم أنهم سيحققون الأمن والاستقرار في كابول لكن هذه المزاعم تتلاشى عندما ننظر من الذي يسيطر على غرب وشرق أفغانستان، ومن خلق هذه الظروف الخطيرة التي تواجه البلد الجار حالياً"، في إشارة إلى إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سينسحب من كابول رغم التحذيرات من احتمال استيلاء حركة "طالبان" المتشددة على السلطة مرة أخرى.

وتوقع روحاني الذي تعاني بلاده تراجعاً وانهياراً بقيمة الريال مقابل الدولار، جراء حملة الضغوط القصوى التي تتبناها إدارة ترامب، بأن تكون مؤشرات الاقتصاد الإيراني أفضل في النصف الثاني من العام المالي الإيراني.

وفي إشارة على استحياء لاحتمال اضطرار طهران إلى الدخول في مفاوضات مع ترامب، حال نجاحه في الحصول على ولاية رئاسية ثانية بالانتخابات المقررة نوفمبر المقبل، دعا روحاني قادة بلاده إلى "الاقتداء بنهج الرسول الأكرم محمد الذي كان يدخل الحرب حيناً والصلح حيناً. وكانت له عمليات هجومية وكذلك عمليات دفاعية. وكان يدير الحكم على أساس القانون والرسالة والعهد".

وشدد على أنه "علينا أن نكون رجال الحرب في يوم الحرب ورجال السلام في يوم السلام، ومن الخطأ لو صالحنا في يوم الحرب وحاربنا في يوم السلام".

وتأتي دعوة روحاني في وقت يصر المرشد الأعلى علي خامنئي على رفض الدخول في مفاوضات جديدة يسعى لها ترامب رغم التداعيات الاقتصادية والمعيشية التي تعاني منها البلاد جراء الضغوط الأميركية.

تعاون موريتاني

وفي محاولة على ما يبدو لإحداث اختراق بملف العلاقات مع المغرب العربي، التقى السفير الإيراني بنواكشوط أمير علي شهيدي وزير الدفاع الموريتاني حننه ولد سيدي أمس.

وذكرت الدائرة الإعلامية بالسفارة الإيرانية في موريتانيا أن اللقاء بحث قضايا محاربة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي وسبل تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين.

وتبادل الطرفان وجهات النظر حول سبل تعزیز وتوسیع التعاون الدفاعي ودعم طهران لبرامج بلدان المجموعة الخماسیة لمنطقة الساحل "جی 5"، بورکینا فاسو ومالي وموریتانیا والنیجر وتشاد، وباقي القضایا التي تهم البلدین.

وجاء ذلك، غداة تأكيد وزير الخارجية المغربي أن علاقات بلاده مع إيران ستبقى على حالها في ضوء "استمرار تهديدات طهران لاستقرار الرباط".

عسكرة الرئاسة

إلى ذلك، تتزايد مؤشرات على تحرك "الحرس الثوري" الإيراني بهدف الوصول إلى مقعد رئاسة الجمهورية مع بدء الحشد لحملات الانتخابات المقررة في يونيو المقبل.

ويأتي ذلك في وقت يبدو واضحاً أن إيران في طريقها لعسكرة مؤسساتها السياسية، فأقوى المرشحين المحتملين لخوض السباق، لخلافة روحاني، ينتمون لـ"الحرس الثوري"، الذراع العسكرية الأقوى للجمهورية الإسلامية. ووفقا لوكالة "بلومبرغ" للأنباء، توضح المؤشرات المبكرة أن العميد حسين دهقان مرشح بارز. كما أن من بين منافسيه المحتملين برويز فتّاح وسعيد محمد.

وينتمي الثلاثة إلى مؤسسة "الحرس" المتشدد. وسبق أن شغل دهقان منصب وزير الدفاع ويعمل حالياً مستشاراً للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، بينما يترأس فتاح "مؤسسة المستضعفين" التجارية التي يسيطر عليها خامنئي أيضاً، ويترأس محمد مؤسسة "خاتم الأنبياء" جناح الإنشاءات والهندسة التابع لـ"الحرس الثوري".

وحتى المرشح المحتمل صاحب الفرص الضئيلة رئيس البرلمان السابق علي لاريجاني كان من رجال "الحرس".

ومن شأن وصول رجل عسكري إلى منصب الرئاسة أن يزيل واحدة من العراقيل القليلة المتبقية أمام "الحرس الثوري". وسيعمّق أيضاً من عداء طهران تجاه واشنطن التي تصنف "الحرس" الإيراني منظمة إرهابية.

كورونا يستعر

في شأن منفصل، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية، أمس، تسجيل 297 وفاة و4830 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" المستجد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

ووفقا لبيانات وكالة "بلومبرغ" للأنباء فإن الرقمين هما أعلى حصيلتين يوميتين للوفيات والإصابات تسجلهما الجمهورية الإسلامية من جراء الإصابة بالوباء.

وأعلنت الوزارة أن إجمالي عدد إصابات كورونا في البلاد ارتفع ليتجاوز 513 ألف حالة.

وصرحت المتحدثة باسم وزارة الصحة، سيما سادات لاري، بأن إجمالي الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس في البلاد ارتفع إلى 29 ألفاً و349 حالة.

«كورونا» يستعر بإيران و«الصحة» تسجل حصيلتين قياسيتين للوفيات والإصابات
back to top