خاص

رئيس أرمينيا لـ الجريدة•: «سورية ثانية» في القوقاز ستكون كابوساً يمتد إلى خارج المنطقة

• سركيسيان: الحرب على كاراباخ مغامرة خطيرة أُعدّت بجدية... وتركيا تستخدم أذربيجان لتوسيع نفوذها
• الهدنة الإنسانية لم توقف نقل المرتزقة... ويحق لأرمن الشتات المساعدة عند الخطر الوجودي

نشر في 15-10-2020
آخر تحديث 15-10-2020 | 00:13
لا شيء سهلا في الصراع المستجد بين أذربيجان وأرمينيا، لا الماضي وأحقاده وقضاياه غير المحسومة، ولا الحاضر القاتم الذي يشهد نهوض المشاريع القومية وأكبر انهيار في المحاور الدولية منذ حل الاتحاد السوفياتي، وحروب الغاز وأنابيبه المتشابكة، ومخاض «كورونا» الإلزامي الذي يعتقد خبراء أنه سيولد عالما مختلفا مع تغيرات نوعية في الاقتصاد والعلاقات الدولية.

تركت هذه التعقيدات دولا معروفة باستجاباتها السريعة والواضحة، مثل روسيا التي قطعت قبل سنوات قليلة آلاف الكيلومترات لنجدة حليف في دمشق، وإيران التي تتباهى بحضورها الوازن في عواصم الإقليم، غير قادرة على اتخاذ موقف من صراع على بواباتها الحدودية.

لقد تجدد النزاع في ناغورني كاراباخ ليس فقط عشية أغرب انتخابات أميركية، وربما أشدها استقطابا، بل في وقت تراجعت القيادة الأميركية للعالم إلى الحد الأدنى، وفي حين يعيش المشروع الأوروبي لحظة فقدان وزن وتوازن تهدد بتفككه، ما أثار مخاوف من التدحرج الى صراع أوسع بأبعاد إقليمية أو دولية.

ولا يهون الرئيس الأرمني آرمين سركيسيان، الذي تولى رئاسة الحكومة لعام واحد، عندما كانت البلاد تخرج من الحرب وتحبو ببطء باتجاه الوقائع الجديدة الناتجة عن الزلزال السوفياتي، قبل أن يشغل منصب سفير في لندن لمدة ٢٠ عاما، من هذا الخطر، ويحذر منه بعبارة واحدة «كابوس سورية»، ويرى أن كبح الدعم التركي لباكو، خصوصا العسكري، سيحول هذه الجولة من الاشتباكات كسابقاتها إلى مجرد احتكاك في إطار الوضع القائم وربما يعطي دفعة لمفاوضات جدية.

ويلخص سركيسيان، في حوار مع «الجريدة»، وجهة نظر أرمينيا من النزاع، كالتالي: «أرض كاراباخ منحت لأذربيجان من قبل ستالين لمدة 70 عاما انتهت عمليا، وسكانها أرمن 100 في المئة، وبما أن سكان هذا الجيب الجبلي يرفضون الانضمام إلى أذربيجان، والأخيرة تتمسك بتحريره، فهذا يعني أنها تريد الأرض بلا أرمن»، مستحضرا الحملات العرقية التركية ضد الأرمن في الحرب العالمية الأولى.

ويعتبر أن الخطر الحقيقي يكمن في خلق بؤرة إرهابية في جنوب القوقاز، وهكذا سيناريو يقض مضجع إيران التي ستجد نفسها أمام خطر لم تكن تتوقعه، ليس فقط على حدودها الشمالية بل أيضاً في أربع من محافظاتها التي تسكنها غالبية أذرية، وكذلك لن تسمح روسيا، التي يتعرض مجالها الحيوي لضغوط متواصلة آخرها في بيلاروسيا، أن يكون جنوب القوقاز شرارة تنقل النيران إلى الكثير من جمهورياتها التي تعيش على معادلات دقيقة، والأهم أنها قديمة تحتاج الى إعادة تأهيل.

ومن هنا تركز الدبلوماسية الأرمنية، التي يبدو الرئيس سركيسيان أحد أعمدتها، على هذا الخطر، وتعلم أن الخروج من هذا الصراع يحتاج الى حياكة توازنات حساسة، وهذه مهمة قد تكون اكتسبتها من خلال تقارب يحير الكثيرين بينها وبين جارتها الجنوبية إيران. وفيما يلي نص الحوار
:

• من الذي بدأ العمليات العسكرية في ناغورني كاراباخ، وفي أي سياق سياسي حدث الاشتباك؟ هل نشهد حربا بالوكالة أم ساحة معركة أخرى لحروب الطاقة والغاز؟

- لطالما كانت منطقة ناغورني كاراباخ جزءا من الأراضي الأرمنية، ويعيش فيها الأرمن منذ آلاف السنين، وتاريخيا كانت كاراباخ أو أرتساخ جزءا من أرمينيا. إنها منطقة جبلية جميلة، كان الأرمن سكانها الاصليين منذ آلاف السنين وما زالوا يعيشون فيها. فقط في ظل النظام السوفياتي، أعطيت كاراباخ، من قبل جوزيف ستالين، لأذربيجان السوفياتية، كمنطقة حكم ذاتي، لمدة 70 عاما.

وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، تعرضنا للحرب الأولى وخضنا ما يقارب 30 عاما من المفاوضات. الجانب الأذربيجاني يقول إنه يملك حقا مشروعا في تحرير تلك الأراضي، لكن تحريرها ممن؟ يعيش فيها سكان ينتمون 100% إلى العرقية الأرمنية، وكانوا هناك على الدوام. لماذا يجب على المرء أن يترك منزله فقط لأن وافدا جديدا اليها يريد ذلك؟ هذا يسمى عدوانا يليه تطهير عرقي. إنهم يريدون تلك الأرض من دون أرمن.

بالنسبة للجانب الأذربيجاني، فإن السيطرة على تلك الأرض وتبرير عدوانهم جزء من سردية لبناء الهوية، بينما بالنسبة للجانب الأرمني إنه صراع من أجل الحياة والتراث الثقافي والذاكرة التاريخية، إنها معركة من أجل منازلهم وآبائهم وأطفالهم الذين يعيشون هناك، لكنهم أصبحوا الآن أهدافا مباشرة للطائرات التركية بدون طيار والصواريخ الأذربيجانية.

وهكذا، بدأوا حربا شاملة في ظل وجود اتفاق واضح لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه منذ 1994، هناك حرب حقيقية أعدتها بجدية أذربيجان وتركيا منذ زمن بعيد. يريد الجانب الأذربيجاني كسر الوضع القائم (الستاتيكو) وفرض إرادته، وتؤيد تركيا عسكريا وسياسيا هذه المغامرة الخطيرة لأذربيجان التي تدفع المنطقة إلى حافة كارثة إنسانية.

نحن الأرمن لم نعترض أبدا على أي بنية تحتية للطاقة. وبدلاً من ذلك، ووفقا لبعض الترتيبات، يمكن لأرمينيا أن تصدر الكهرباء إلى تركيا كما تفعل مع إيران وجورجيا، وبالنسبة لسؤالك حول الحرب بالوكالة، أستطيع أن أقول لك إن تركيا تستخدم أذربيجان لتوسيع هيمنتها في المنطقة، وبذلك فإنها تهدد الاستقرار الهش في جنوب القوقاز.

• مع التوتر الإقليمي في كل مكان، هل أنتم خائفون من أن الوضع في كاراباخ قد يخلق "سورية" جديدة؟

- نعم، أنا كذلك، لأنه إذا لم يكن هناك رد فعل دولي قوي على تصرفات تركيا المتعمدة وغير القانونية في المنطقة، فيمكن أن تتحول المنطقة إلى ما يشبه "كابوس" سورية، وبعد ذلك سيتأثر الجميع في المنطقة وخارجها، لذلك إذا لم يتم منع تركيا من المشاركة بشكل مباشر في الأنشطة الهجومية العسكرية، فقد يخرج الصراع بين كاراباخ وأذربيجان عن السيطرة.

نحن بحاجة إلى منع تركيا وأذربيجان من تصعيد الوضع من حيث الحجم والتعقيد وخلق شيء سيصبح في النهاية سورية أخرى في القوقاز، تواصل تركيا تجنيد وإرسال مرتزقة الحرب والإرهابيين الى أذربيجان للقتال ضد السكان المدنيين في كاراباخ أو كما نسميها نحن أرتساخ.

يجب على جميع الدول أن تتدخل وتمارس ضغطا قويا وواضحا لا لبس فيه على تركيا لمنعها من التدخل في المنطقة، إذا جرى كبح تركيا عندها لدينا فرصة لوقف إطلاق نار فعال، وإمكانية للعودة إلى طاولة المفاوضات، وهذا التدخل التركي والعدوان الأذربيجاني الذي لم يتوقف حتى بعد إعلان وقف الأعمال العدائية للأغراض الإنسانية في 10 أكتوبر 2020، يعطي شعورا للجميع ليس في كاراباخ أو أرمينيا فحسب، بل كذلك في كل مكان حيث يوجد الأرمن، والشعوب القريبة منهم، بأن تركيا تريد أن تكرر شيئا حدث قبل 105 سنوات - التطهير العرقي للأرمن من وطنهم - وارتكاب إبادة جماعية أخرى، نحن الأرمن في أرمينيا وأرتساخ والشتات لن نسمح أبدا بحدوث إبادة جماعية أخرى، لقد طفح الكيل.

مرتزقة ومتطوعون

• أعلنت السلطات الأذربيجانية أن متطوعين أرمن، خاصة من سورية ولبنان، ينضمون إلى القتال، هل هذا دقيق؟ هل تخشى أن يزيد هذا الأمر من الأبعاد الدينية للصراع؟

- بعد الإبادة الجماعية للأرمن، التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية، والتي لم تعترف بها الجمهورية التركية الحديثة، انتشر الأرمن في جميع أنحاء العالم، وأصبحوا مواطنين فخورين في عدد من البلدان: الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وإيران والأرجنتين ولبنان، وفي أستراليا وسورية وجورجيا وبولندا، وأيضاً في سنغافورة وغيرهم، واندمجوا بشكل فعال في بلدانهم ومجتمعاتهم الأصلية، وساهموا بكل تواضع والتزام بالقانون في الاقتصاد والسياسة والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم، وكل مناحي الحياة في البلدان المضيفة.

وعندما يكون هناك تهديد وجودي وشيك، يسعى الأرمن إلى التعبئة على مستوى العالم، ويمكنهم أيضا القدوم إلى الوطن الام ومساعدة إخوانهم وأخواتهم على الأرض، ويجب أن تتحمل أذربيجان وتركيا، وليس أرمينيا، مسؤولية جلب القتلة والجهاديين المتعصبين إلى منطقتنا، مما يزيد تعقيد تحقيق السلام، ويجب على العالم المتحضر أن يوقف هذا. إنه لأمر مخز للقرن الحادي والعشرين أن يكون مازال هناك مرتزقة يُدفع لهم مقابل قتل المدنيين أو التسبب في كوارث بشرية.

أما فيما يتعلق بالبعد الديني فلم يظهر الأرمن على الإطلاق أي استياء وعدم تسامح تجاه الأديان الأخرى، البعد الديني مستبعد من هذا الصراع منذ البداية، ولدى أرمينيا والأرمن احترام كامل لجميع الأديان والمعتقدات، وأظهرت آلاف السنين من تاريخنا بوضوح ارتباطنا بالقيم الإنسانية بما في ذلك التسامح واحترام الأديان والثقافات والأعراق الأخرى، وما إلى ذلك.

لا أعرف أي أرمني لديه كراهية لممثلي الديانات الأخرى، اعتنقنا المسيحية عام 301 ميلادي، ونحن رسميا أول دولة قامت بذلك في العالم، وخلال ألفي عام شهدت الأمة الأرمنية حروبا وصراعات ونزوحا وحتى إبادة جماعية، لكنها لم تصبح أبدا متعصبة دينيا بأسلوب أعمى كالذي نراه الآن عند أولئك الذين يقاتلوننا على الجانب الأذربيجاني، لكنك ستجد دائما من يريد إشعال الكراهية وتأجيج المواجهات الجديدة، وسيقولون لك إن هناك بعدا دينيا لكن هذا كلام لا معنى له.

شروط الحل السياسي

• ما مطالب أرمينيا لوقف إطلاق النار؟ كيف تتصورون الحل السياسي؟

- ليست هذه هي المرة الأولى منذ حوالي 30 عاما التي ترتكب فيها أذربيجان، التي تتمتع بدعم علني من تركيا، عدوانا مروعا على أرمن كاراباخ، مستخدمة مجموعة واسعة من قذائف المدفعية والصواريخ، بما في ذلك القنابل العنقودية المحظورة لاستهداف المناطق السكنية، بعيدا عن خطوط الاشتباك.

من المهم أن نذكر أن جذور هذا الصراع تعود الى عامي 1990 و1991، عندما ردت أذربيجان، التي كانت آنذاك جمهورية سوفياتية بقوة عسكرية وحشية، على الاحتجاجات السلمية للأرمن في كاراباخ، وارتكبت عمليات تطهير عرقي جماعي، وواصلت الفظائع التي تهدف الى إخراج السكان الأرمن بالقوة، ثم صمد الأرمن في وجه الحرب المفروضة، وتمتعوا بـ26 عاما من الاستقلال بحكم الأمر الواقع والحياة بسلام في وطنهم، مع استمرار عملية المفاوضات.

والآن، العدوان التركي الأذربيجاني المتواصل الذي يواجهه الأرمن يفضح نواياهم بارتكاب إبادة جماعية، ولا يترك أي فرصة للسكان المحليين سوى القتال مرة أخرى من أجل حماية منازلهم وعائلاتهم وتاريخهم وآثارات عمرها أكثر من ألف عام.

لذلك، نحن مقتنعون بأن الاعتراف الدولي بجمهورية أرتساخ هو الخيار الوحيد الذي قد يضمن أمن وحقوق الأرمن الذين يعيشون هناك، لذا فإن الحل السياسي واضح: السبيل الوحيد لمنع الإبادة الجماعية المحتملة والتهجير القسري لهؤلاء الناس هو الاعتراف الدولي بحقهم في تقرير المصير.

التدخل الدولي

• هل أنتم متفائلون بشأن مساعي فرنسا وروسيا والولايات المتحدة؟ هل تعتقدون أن التدخل الدولي سيساعد أم يعقد الوضع؟

- الوساطة الدولية لمجموعة مينسك، التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تتشارك في رئاستها فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، كانت أحد العوامل التي حافظت على استمرارية التوجهات السلمية، وتم عرقلتها بشكل صارخ من قبل تركيا وأذربيجان بتفجير منطقة القوقاز في 27 سبتمبر، ونقل مرتزقة وجهاديين متطرفين لمحاربة الأرمن.

وعلى الرغم من التصريحات المشتركة لقادة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة الداعية الى وقف العنف فورا، والعودة إلى طاولة المفاوضات، فقد تم تجاهلها بتحد ليس من قبل الحكومة الأذربيجانية فحسب، بل أولا وقبل كل شيء من قبل تركيا، التي تتحمل مسؤولية التحريض والتورط عسكريا في العدوان الأذربيجاني على أرمن كاراباخ، لذا فإن التدخل الدولي الوحيد الذي يعقد الوضع، بل ويثير تهديدا وجوديا للأرمن، كما يزعزع استقرار المنطقة كلها بشكل كبير، هو تركيا.

وهنا يجدر الذكر تصريح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب أذربيجان على الأرض وعلى طاولة المفاوضات، ما يؤكد تورط تركيا العسكري في هذه الحرب، ويجب أن تثير هذه الحقيقة قلق أعضاء "الناتو" من أن حليفهم هو البادئ بالعدوان، في هذا الصدد، وحسب فهمي، فإن الضرورة الملحة للأطراف الدولية المعنية، لاسيما أولئك المهتمين بالسلام على المدى الطويل أو في حل النزاع، أي فرنسا والولايات المتحدة وروسيا وآخرين، هو كبح تركيا، وأن يحملوا أنقرة وباكو مسؤولية إثارة هذه الحرب الرهيبة.

• أرمينيا غير راضية عن الولايات المتحدة بشأن قضية استخدام تركيا F16، ولا عن إسرائيل بشأن شحنات الأسلحة إلى باكو، وروسيا كانت حذرة جدا بشأن إظهار الدعم لكم، هل أنتم قلقون من أن تجد أرمينيا نفسها وحيدة؟

- رئيس الوزراء نيكول باشينيان هو من أثار قضية استخدام مقاتلات F16 التركية في هذه الحرب، وقال إن الولايات المتحدة قد ترغب في توضيح ما إذا قد تم تسليم هذه المقاتلات إلى تركيا لقصف المدنيين الأرمن أم لا، وهذا الأمر ينسحب كذلك على الناتو كون تركيا عضوا في الحلف وتستخدم هذه المقاتلات.

لقد طلبت من بعض زملائي في حلف شمال الأطلسي النظر في هذا الأمر بعناية شديدة، لأن لدينا موقفا يخص عضوا في المنظمة التي لديها تفويض واضح حول ما يمكن فعله، يشارك في نزاع مع أطراف ثالثة ليسوا أعضاء في الناتو، هل تركيا لديها إذن أو ضوء أخضر من الناتو؟ إذا كانت الإجابة بنعم فيجب أن نعرف ذلك، وإذا لم يكن الأمر كذلك فآمل أن يرفع زملاؤنا في الناتو أصواتهم، ويضغطوا على تركيا حتى لا تتورط في هذا الصراع، لأن وجودها لا يساعد على الإطلاق، بل يؤدي إلى تصعيد الموقف بشكل كبير.

من ناحية أخرى، فإن قضية استمرار تسليح إسرائيل لأذربيجان لها قصة طويلة لا تزال تحير المجتمع الأرمني، فحتى الآن في أوقات العدوان التركي الأذربيجاني على الأرمن فإن سلوك حكومة إسرائيل الثابت في تسليح المعتدي بعيد كل البعد عن الفهم بالنسبة للجانب الأرمني الذي يطرح سؤالا بسيطا: بما أن الدولة اليهودية بلد ناج من الإبادة الجماعية، لماذا اذن يسلح أولئك الذين يشنون حرب إبادة ضد أرمينيا؟

أرمينيا وأرتساخ ليستا وحيدتين أو معزولتين، لأنهما الى جانب الحقيقة، وفيما يتعلق بموقف روسيا فقد أوضح الرئيس فلاديمير بوتين أن روسيا لطالما أوفت وستفي بالتزاماتها كحليف ثنائي وحليف في المعاهدة الأمنية متعددة الاطراف لأرمينيا، وذلك بموجب شروط وأحكام الشراكة الاستراتيجية مع أرمينيا.

• هل أنتم راضون عن موقف الدول العربية من الوضع؟

- منذ اليوم الأول، عندما بدأ الجانب الأذربيجاني المدعوم من تركيا هجومه غير المسبوق ضد الأرمن في كاراباخ، كنت على اتصال برؤساء الدول العربية، مثل سلطان عمان، ملك البحرين، أمير قطر، والرئيس المصري، وملك الأردن، وغيرهم، وفي رسائلي ومكالماتي الهاتفية كنت أعرب عن قلقي العميق إزاء الوضع المتصاعد، وأبين لهم أنه للأسف حرب أذربيجان المتقطعة ضد شعب أرتساخ وجمهورية أرمينيا لم تكن شيئا جديدا، وأن أذربيجان كانت تحاول على مدى أكثر من 3 عقود حل قضية كاراباخ بالوسائل العسكرية ومحو السكان الأرمن من وطنهم، وهذا غير مقبول.

استخدام F16 في الصراع مسؤولية أميركية وأطلسية... ولا يمكننا فهم استمرار إسرائيل بتسليح باكو

لا بعد دينياً للنزاع رغم وجود متعصبين في الطرف الآخر... وروسيا تعهدت بالوفاء بالتزاماتها كحليفة ولسنا خائفين من العزلة

كبح أنقرة ضروري لوقف إطلاق نار فعّال وفتح باب المفاوضات... والحل السياسي يتمثل في منح أرمن أرتساخ حق تقرير المصير
back to top