موسكو قلقة من مواصلة نقل «إرهابيين» إلى كاراباخ

• «درون» أذربيجانية من صنع إسرائيل تسقط في إيران
• أنقرة تطالب باجتماع مع «مينسك»

نشر في 14-10-2020
آخر تحديث 14-10-2020 | 00:03
أذربيجانيون يحتمون في ملجأ تحت الأرض من القصف الأرمني في منطقة ترتار مساء أمس الأول               (أ ف ب)
أذربيجانيون يحتمون في ملجأ تحت الأرض من القصف الأرمني في منطقة ترتار مساء أمس الأول (أ ف ب)
رغم المناشدات الدولية للعودة إلى وقف النار الذي تم الاتفاق عليه في وقت سابق، فإن الاشتباكات العنيفة في إقليم ناغورني كاراباخ، المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، تواصلت، وتبادل الطرفان الاتهامات بشن قصف عنيف على المنطقة الواقعة في جنوب القوقاز، في وقت أعربت موسكو لأنقرة عن قلقها من التقارير الواردة عن نقل مسلّحين من سورية وزجّهم في الصراع.
بينما واصلت القوات الانفصالية الأرمنية في ناغورني كاراباخ والجيش الأذربيجاني، أمس، القتال في مناطق عدة على الجبهة، في انتهاك لاتفاق الهدنة الإنسانية لليوم الرابع على التوالي، أعربت روسيا عن قلقها من نقل مسلحي تنظيمات إرهابية من الشرق الأوسط إلى كاراباخ.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الروسية للصحافيين، أمس، إن هذا القلق أبلغ الوزير سيرغي شويغو به نظيره التركي خلوصي أكار، خلال اتصالهما الهاتفي أمس الاول. وأشار إلى أن شويغو أجرى محادثات مع نظرائه من مختلف الدول حول تنفيذ مبادرات روسيا الرامية إلى استقرار الوضع بشكل سريع في كاراباخ، موضحا أن «الهدف الأساسي لهذه الجهود يتمثل في الوقف الفوري للقتال، والانتقال إلى مفاوضات بين الأطراف المتنازعة من أجل تسوية الوضع في المنطقة».

أوغلو

وغداة مطالبة الرئيس إلهام علييف بإشراك تركيا في الحل السياسي، وعدم اقتصار الأمر على تركيا، أبدت الدولة الوحيدة التي لم تدع صراحة الى وقف القتال منذ اندلاعه قبل 3 اسابيع، موقفاً مرناً. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، إن الدعوات الدولية لوقف القتال بين أرمينيا وأذربيجان «منطقية»، لكنه اضاف أن المطلوب في الوقت نفسه «دعوة أرمينيا للانسحاب من أراضي أذربيجان».

وقال أوغلو متحدثا في مؤتمر صحافي مع نظيرته السويدية آن ليند، إن عقد اجتماع مع أعضاء مجموعة مينسك الـ11، التي تشارك بها تركيا وترأسها الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، قد يكون مهماً.

ورداً على نظيرته السويدية، التي كررت موقف الاتحاد الأوروبي، وحضت تركيا على الانسحاب من سورية، ندّد جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ليند، بدعوات الاتحاد الأوروبي «المتغطرسة»، واعتبر أن «استخدام كلمة تحض، ينم عن غطرسة وغير صحيح في الدبلوماسية». وقال: «تحاولون تعليم تركيا القانون الدولي وحقوق الإنسان... لكنكم تكيلون بمكيالين».

وتابع ان «انسحابا لتركيا من شمال سورية سيعني دعم «حزب العمال الكردستاني»، الذي تعتبره أنقرة وحلفاؤها الغربيون مجموعة إرهابية».

وسأل: «هل تطلبون من تركيا الانسحاب من إدلب؟ لا لأنه في هذه الحالة سيتدفق اللاجئون على أوروبا».

«المرصد»

من ناحيته، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، مقتل 119 على الأقل من عناصر الفصائل السورية الموالية لتركيا في كاراباخ.

وأكد أن تركيا تحضّر أكثر من 400 مقاتل سوري من الموالين لها، لنقلهم إلى أذربيجان خلال أيام للمشاركة في القتال.

وأشار إلى ارتفاع عدد المقاتلين السوريين الذين تم نقلهم إلى أذربيجان إلى ما لا يقل عن 1450، بعد نقل 250 مقاتلاً الأسبوع الماضي.

وأوضح أن أغلبيتهم من المكون التركماني السوري، وينتمون إلى فصيلي «السلطان مراد»، و»العمشات».

كما تحدّث «المرصد» عن أنه جرى جلب جثة 78 قتيلاً إلى سورية، فيما لاتزال جثث البقية في أذربيجان.

وأكد أن «السعي التركي لتجنيد المقاتلين وإرسالهم إلى أذربيجان متواصل على قدم وساق، حيث تسعى المخابرات التركية إلى اللعب على الشق المادي، واستغلال ولاء بعض الفصائل لأنقرة بعد أن قالت لهم إن دورهم سيقتصر على حماية حقول النفط والحدود في أذربيجان».

وتابع: «إلا أن محاولاتها تلقى صعوبة بالغة في استقطاب المقاتلين وإرسالهم إلى أذربيجان، على عكس ما كان عليه الأمر في ليبيا».

الوضع الميداني

ميدانياً، وكما يحصل منذ استئناف المعارك في 27 سبتمبر، يتبادل الطرفان المسؤولية عن الأعمال الحربية التي اسفرت عن نحو 600 قتيل، بينهم 67 مدنيا.

فقد اتهم المسلحون الانفصاليون في كاراباخ الجيش الأذربيجاني بشن هجوم ثلاثي في الجنوب والشمال والشمال الشرقي للإقليم المعلن من طرف واحد، وبتعرض مناطق في الاقليم لقصف صاروخي ومدفعي من الجانب الأذري.

وأكدت باكو من جهتها، أنها «تحترم وقف النار» الذي توسطت فيه موسكو، لكن الانفصاليين الأرمن والقوات الأرمينة أطلقوا النار على مناطق وغورانبوي وترتار وأغدام الأذربيجانية، وهو ما نفته وزارة الدفاع الأرمنية تماماً، مؤكدة أن الجانب الأرمني ملتزم بوقف النار، ويحبط الهجمات الأذربيجانية التي تنتهكه.

وفشل الجانبان حتى الآن في تبادل الأسرى والجثث بموجب اتفاق الهدنة الإنسانية التي تهدف إلى السماح للطرفين بتبادل الأسرى وجثامين القتلى الذين سقطوا في القتال المستمر منذ أسبوعين.

وأشار كبير مستشاري رئيس الوزراء الأرمني فاغارشاك هاروتينيان، إلى تعذّر تبادل الأسرى مع أذربيجان، بسبب انتهاكات وقف النار التام المتّفق عليه.

وعبرت موسكو عن انزعاجها من الانتهاكات، ودعت الطرفين الى احترامها.

طهران

على صعيد متصل، وبينما نفى لاشا دارساليا، نائب وزير خارجية جورجيا مجدداً، استخدام أراضي بلاده لنقل شحنات عسكرية إلى كل من أذربيجان وأرمينيا، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) أمس، بتحطّم طائرة مسيّرة (درون) مجهولة في أراضٍ زراعية قرب مدينة بارس أباد مغان في محافظة أردبيل في شمال إيران قرب الحدود مع أذربيجان.

ونقلت «إرنا» عن بهروز ندايي مساعد محافظ أردبيل للشؤون السياسية والأمنية، قوله إن «ملكية هذه الطائرة المسيرة، وكيف تحطمت في المنطقة قيد التحقيق؟».

وذكرت حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الإيراني، أن الطائرة هي من نوع «هاروب» المصنعة في إسرائيل، والتي قالت إن الجيش الأذري يستخدمها في المواجهات الجارية مع الجيش الأرميني، بحسب هذه الحسابات.

كما أعلن «الحرس الثوري» الإيراني القضاء على «خلية إرهابية مناوئة للثورة الإسلامية» خلال اشتباكات مسلحة في منطقة کاماران ومروان بمحافظة أذربيجان الغربية شمال غربي البلاد، مضيفاً أنه اعتقل شخصاً أجنبياً، دون أن ذكر جنسيته.

وكان المسؤولون الإيرانيون في مقدمتهم الرئيس حسن روحاني حذروا من أن بلادهم لن تتسامح مع انتقال المعارك إلى أراضيها حتى لو عن طريق الخطأ، مضيفة أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة.

«الحرس الثوري» يعلن القضاء على خلية في أذربيجان الغربية تضم أجنبياً
back to top