ماما أنيسة: ضرورة تنقية برامج الأطفال من العنف

ثمّنت رقابة تلفزيون الكويت وطالبت الفضائيات العربية بمراقبة ما تبثه

نشر في 13-10-2020
آخر تحديث 13-10-2020 | 00:05
تقدمت أم الأجيال أنيسة جعفر «ماما أنيسة» بأسمى آيات التهاني إلى سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، لتوليه مسند الإمارة، قائلة: «هو خير خلف لخير سلف، ورجل في أمة وأمة في رجل، وسوف يكون شمس الخير على الكويت بمشيئة الله»، كما هنأت سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، مؤكدة أن «سموه شخصية كويتية صاحبة إنجازات كبيرة وبصمات واضحة، وكلنا أمل أن تتحقق على أيديهما المزيد من الإنجازات، استكمالاً لمسيرة أميرنا الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته».
وفي لقائها مع «الجريدة»، تحدثت عن برامجها وقيمة ودور برامج ومسلسلات الأطفال، والعنف في المجتمع، وأهمية الرقابة على الأعمال الأجنبية المستوردة، وأهم النجوم الذين تعاونوا معها، وتفاصيل أخرى تابعوها معنا هنا:
• ما البرامج التى تقدمينها خلال هذه الفترة؟

- لدي يوم الخميس والجمعة والسبت برنامج "ماما أنيسة وعيال الديرة"، على قناة الأطفال، وهو برنامج يهتم بالأطفال والناشئة والمراهقين، أي أن الشباب يدخلون في دائرة اهتمامنا لا الصغار فقط، فالجميع يتابعون البرنامج ويجدون فيه المتعة والمعلومة والتسلية والحكاية، وهو من إخراج خالد السيف، من المخرجين المتميزين معنا. وفي إذاعة البرنامج العام بدولة الكويت لدي برنامج "عيال الديرة"، ويقدم يوم الأحد والثلاثاء والخميس، ولا أتوجه خلاله للأطفال فقط بل للشباب والكبار، مع المخرج الإذاعي صالح الغيلاني، وهو من المخرجين المبدعين المجددين إذاعيا، وعمل معي لأكثر من أربعين عاما فصار بيننا تفاهم وهارموني، كما أتعاون مع رابعة يوسف وحمد النوري وليلى الشمري وغيرهم، فهم أبنائي، وأنا أعتز بهم، فأنا أم الكويتيين جميعا، وليس الصغار فقط.

أم الأجيال والوطن

• من أطلق عليك لقب أم الكويتيين؟

- رحم الله صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد، فهو من أطلق علي هذه الألقاب: أم الأجيال وأم الوطن وأم الكويتيين.

• بعد الوعكة الصحية التي ألمت بك أخيرا كيف تسير الأمور الآن؟

- الحمد لله رب العالمين، وأطمئن الجميع أنا بخير ويكفي سؤال كل أهل الديرة واهتمامهم، فترتفع معنوياتك ويتحقق الشفاء بأمر الله، ومادمت أعيش في الكويت وفي كنف أسرة آل الصباح فأنا بخير والديرة كلها بخير ونعمة، والله لا يغير علينا.

عدم التهاون

• كيف قضيت فترة الحظر الصعبة؟ وهل كانت لك نشاطات خلالها؟

- هذا الوباء كانت له تأثيرات سلبية على العالم أجمع، ولم يكن أمامنا إلا الالتزام بالإجراءات الاحترازية امتثالا لأوامر الدولة التى تريد الحفاظ علينا وعدم تفشي الوباء بيننا، فالحكومة الكويتية ما قصرت، وأناشد الجميع الالتزام وعدم التهاون، لأن الوباء خطير ولم ينته بعد.

مواقف محرجة

• هل تعرضت لمواقف محرجة أو صعبة مع الأطفال؟

- بالطبع هناك مواقف كثيرة، فقد بدأت منذ عام 1961 الى 2020، فهذه فترة طويلة لا تستطيع أن تتذكر كم المواقف والأحداث المحرجة أو الطريفة التي حدثت خلالها، لكن كانت هناك أشياء أسميها حلاوة وشقاوة الأطفال، فهم لا يدركون أننا على الهواء أو نقوم بالتسجيل فيأتون بأشياء طريفة.

برامج الستينيات

• قدمتِ برامج الأطفال منذ الستينيات وإلى الآن، فما الاختلافات التي طرأت على البرامج في ظل انتشار التكنولوجيا الحديثة؟

- بالتأكيد كانت البرامج في الستينيات بسيطة جداً ونوعية الأطفال مختلفة، فكنا نتناول حكايات بسيطة لكنها مشوقة لتعليم الأطفال القيم النبيلة وسمو الأخلاق وطاعة الوالدين والطموح والحرص على قيمة التعلم، لكن مع تطور الزمن وانتشار الأجهزة التكنولوجية أصبح طفل اليوم يمتلك جهازا يستقي منه المعلومات التي قد تكون مضرة أحيانا، فالتكنولوجيا لها سلبياتها وعلينا توعية أبنائنا من خطورتها، وعلى الكبار أن يدركوا أن الطفل يقوم بتقليد والديه، فعلينا الانتباه لذلك، فأنتم قدوة لأبنائكم، وكثيرا ما تأتينا أشياء جميلة ومفيدة عبر التابلت أو الموبايلات أستخدمها في برامجي، سواء في الإذاعة أو التلفزيون، فنحن من نجعل التكنولوجيا مفيدة أو سيئة.

القيم السلبية

• بعض الفضائيات العربية تبث أحيانا برامج أو مسلسلات أطفال أجنبية تتضمن مشاهد عنف ومقولات غير لائقة بما لا يتفق مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، فهم يدسون السم في العسل، فكيف يمكن مواجهة مثل هذه الأفكار الهدامة لأخلاقيات أطفالنا ومجتمعاتنا؟

- بالطبع القائمون على الفضائية هم من العرب الذين يعرفون أخلاقياتنا وتعاليم ديننا، وحينما يقومون بعرض أعمال أجنبية خاصة بالأطفال يجب مراقبتها بشكل جيد وتنقيتها من الشوائب وكل أشكال العنف والقيم السلبية أو العبارات غير اللائقة التي تهدم مجتمعاتنا، فإذا كانت تعرض لديهم بهذا الشكل فهي لا تناسبنا، وعلينا اختيار ما نعرضه لأطفالنا. وحقيقة، أحيي تلفزيون الكويت ورقابته التي تدقق في كل شيء وحريصة على كل ما يبث، لا من المواد الأجنبية فقط، بل أيضا المواد العربية، خاصة بالنسبة لصغارنا فهم كالصفحة البيضاء تستطيع أن تنقش عليها ما تريد، ومن هنا تأتي الخطورة، فالرقابة يجب أن تكون شديدة جداً ولا نتهاون فيها، باعتبار أن هذه برامج أو مسلسلات أطفال، فالعنف الذي ظهر في مجتمعاتنا والجرائم التي أصبحت معتادة تعطي إشارة أن هناك خللا في أساليب التربية، والمعلومات التي استقاها الطفل منذ الصغر أدت لهذه الجرائم التي لم تتعود عليها مجتمعاتنا، فالبيت ثم المدارس ثم الدولة يجب أن تكون الرقابة مشتركة.

ظاهرة عامة

• الكويت ليست بعيدة عن دائرة العنف المجتمعي أحيانا، فكيف تفسرين ذلك؟

- ما يحدث من عنف في الكويت ليس قاعدة بل استثناء وحالات شاذة، لأن الكويت مجتمع مسالم بطبعه، لكن وسائل الإعلام والفضائيات أحيانا تبحث عن الإثارة فنتركز على مثل هذه الحالات وتبرزها وكأنها ظاهرة عامة وهذا غير صحيح.

أشكال العنف

• لكنها في النهاية موجودة، فكيف يمكن علاجها؟ وهل برامج الأطفال لها دور في معالجة هذه الظواهر؟

- برامج الأطفال تربي الأجيال الصغيرة على حب الخير والوطن والدفاع عنه، والابتعاد عن كل أشكال العنف، لكن البرامج وحدها لا تستطيع أن تقوم بهذا الدور، فالبيت والمدرسة والخطيب في المسجد يشاركون بقوة في حمل هذه المسؤولية التنويرية والتعليمية، فإذا أدى كل منا دوره صلح حال المجتمع.

• مَن مِن الأطفال الذين ظهروا معك في برامج الأطفال أو تعاونوا أصبحوا نجوماً أو وزراء أو نواباً؟

- كثير من الشخصيات المهمة والبارزة تعاونوا معي، مثل نجم الكوميديا داود حسين والراحل فؤاد الشطي والفنان الراحل على المفيدي وغيرهم.

التحدي والصبر

• بالنسبة إلى الأطفال المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة، هل لهم نصيب في برامجك؟

- هذه الفئة نحن من نحتاج إليهم، فهم المثل الأعلى لنا في التحدي والصبر، ومن خلالهم نستمد قوتنا وعزيمتنا، ولهم مكانة كبيرة فى الكويت ونهتم فيهم في كل برامجنا، فهم جزء عزيز من المجتمع.

سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد خير خلف لخير سلف ورجل في أمة وأمة في رجل

أميرنا الراحل الشيخ صباح الأحمد هو من أطلق علي لقب «أم الكويتيين»
back to top