«التوابيت الموصدة» توشك أن تكشف أسرارها

بعثة أثرية مصرية تعثر على 14 قطعة جديدة في «سقارة»

نشر في 11-10-2020
آخر تحديث 11-10-2020 | 00:04
بعد نحو أسبوع فقط من اكتشاف بئر أثرية عميقة في منطقة "سقارة"، الواقعة جنوب غربي محافظة الجيزة في مصر، بداخلها 13 تابوتا آدميا مغلقا منذ أكثر من 2500 سنة، جميعها مصنوع من الخشب وملونة، واعتبرت ذات قيمة تاريخية وحضارية كبيرة، جادت المنطقة ذاتها بكنز أثري جديد عبارة عن 14 تابوتا آخر، ليصل عدد التوابيت المكتشفة حتى الآن إلى 27.
استمرارا لأعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية، برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، في منطقة آثار سقارة، والتي أسفرت الأسبوع الماضي عن اكتشاف بئر عميقة للدفن تضم 13 تابوتا آدميا موصدا، استطاعت البعثة منذ يومين الكشف عن بئر أخرى تحتوي على 14 تابوتا.

ولا تزال أعمال الحفائر مستمرة للتوصل إلى المزيد من أسرار هذا الكشف، والإعلان عن تفاصيله قريبا في مؤتمر صحافي من المقرر أن يعقد في منطقة آثار سقارة الزاخرة بالآثار.

وكان وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني، تفقد الكشف الأسبوع الماضي، وحرص على النزول إلى البئر، برفقة مصطفى وزيري، ووجه الشكر إلى العاملين في الموقع الأثري كونهم يعملون في ظروف صعبة، وفي الوقت ذاته يلتزمون بالإجراءات الاحترازية المتبعة منذ انتشار جائحة كورونا.

وتشير الدراسات المبدئية إلى أن هذه التوابيت مغلقة تماما، ولم تفتح منذ أن جرى دفنها، وليست الوحيدة الموجودة في هذا المكان، إذ إنه من المرجح أن يجري العثور على المزيد منها داخل النيشات الموجودة في جوانب الآبار، حيث جرى العثور بداخلها على عدد من اللُقى الأثرية والتوابيت الخشبية، وحتى الآن لم يجرِ تحديد هوية ومناصب أصحاب هذه التوابيت أو عددها الإجمالي، لكن ستتضح الأمور خلال الأيام القليلة المقبلة من خلال استمرار أعمال الحفائر.

وسبق أن عثر علماء وباحثو الآثار على توابيت تعود إلى أشخاص من مختلف طبقات المجتمع، إلا أن العثور على توابيت لم تُفتح بعد يحمل أهمية أكبر، نظرا لاحتمال وجود أغراض جنائزية من شأنها أن تخبرنا بأهمية مَنْ هم مدفونون، وأن تعرّفنا أكثر على عادات الدفن الخاصة بالمصريين القدماء.

ويتوقع أن يميط المؤتمر المرتقب اللثام عن تفاصيل مهمة بخصوص هذا الكشف، نظرا لوقوعه في منطقة "سقارة" الغنية بالآثار الفرعونية، وهي منطقة أثرية تقع على بعد 35 كيلومترا جنوب غربي مدينة الجيزة، ويوجد بها عِدة مجموعات هرمية لملوك الأسرات الفرعونية الثالثة والخامسة والسادسة، إلى جانب مصاطب كبار رجال الدولة المزينة بلوحات رائعة تصوِّر الحياة اليومية في عصر الدولة المصرية القديمة.

وفي شمالي سقارة توجد بعض مقابر ملوك عصر الأسرات المبكرة، كما يوجد في هذه المنطقة أقدم هرم مدرّج في العالم، المعروف باسم "هرم زوسر"، الذي شُيد في عهد الأسرة الثالثة، ويوجد بها أيضا 16 هرما ملكيا.

وتمتد "سقارة" من منطقة أهرامات الجيزة، التي تضم آخر عجائب الدنيا السبع القديمة، حتى مدينة "دهشور"، وكانت تستخدم كمنطقة دفن لأهالي مدينة "مَنف" على مر العصور، وهي مدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 1979.

هرم زوسر... أقدم بناء حجري ضخم

زوسر (نثر خت)، وتعني جسد المعبود، وقد اتخذ لقب جسر بمعنى المقدّس (2686- 2600 قبل الميلاد)، وهو الفرعون الثاني في الأسرة الثالثة الفرعونية، وذلك في بداية الدولة القديمة، وقد ظهر اسمه في بردية تورين باللون الأحمر، تمييزا له عن باقي ملوك الدولة القديمة، ويعتبر قبره (الهرم المدرّج) أول بناء حجري ضخم عرفه التاريخ.

وذكر المؤرخ الفرعوني مانثو Manetho أن زوسر حكم لمدة 29 سنة (2640-2611 قبل الميلاد)، بينما تذكر بردية تورين أن فترة حكمه امتدت فقط 19 عاماً (2630-2611 قبل الميلاد)، إلا أن الكثير من المؤرخين الحاليين يذكرون أن فترة حكمه امتدت 29 سنة، بسبب ضخامة أعماله الإنشائية التي قام بها، وعليه فإن فارق السنوات بين الرقمين قد يعني أن زوسر هو نفسه الفرعون الأول في الأسرة الثالثة.

توقعات بوجود أغراض جنائزية داخل التوابيت تكشف هوية أصحابها

العناني يعقد قريباً مؤتمراً صحافياً لإعلان تفاصيل الكشف الأثري
back to top