الرئيس السوري بشار الأسد: لا مفاوضات مع إسرائيل و«التطبيع» مقابل الحقوق

الحرب السورية لم تنته وإذا لم يغادر الأميركيون والأتراك فالمقاومة الشعبية أمر طبيعي

نشر في 09-10-2020
آخر تحديث 09-10-2020 | 00:00
مسيرة كردية مناهضة للتدخل التركي في تل أبيض بشمال سورية أمس الأول     (أ ف ب)
مسيرة كردية مناهضة للتدخل التركي في تل أبيض بشمال سورية أمس الأول (أ ف ب)
كشف الرئيس السوري بشار الأسد أنه لا يمانع في إقامة علاقات مع إسرائيل، واشترط لتحقيق ذلك استعادة الحقوق، مؤكداً عدم وجود أي مفاوضات مع الدولة العبرية في الوقت الحالي، في حين أقر بأن الحرب التي تشهدها بلاده منذ عام 2011 لم تنته بعد.
في أول تصريح له، بعد تقارير عن تحركات روسية من أجل تطبيع العلاقات بين إسرائيل وسورية وبتنسيق مع الولايات المتحدة، التي أكدت قرب التحاق دول عربية جديدة بـ«اتفاق أبراهام» للسلام، كشف الرئيس السوري بشار الأسد أنه لا يمانع إقامة «علاقات طبيعية» مع الدولة العبرية بشرط «استرجاع الحقوق».

وقال الأسد في تصريحات، لوكالة روسية أمس، إنه يشترط لعقد مفاوضات سورية إسرائيلية «استرجاع الأراضي السورية المحتلة كاملة» من إسرائيل.

وأضاف: «موقفنا واضح جداً منذ بداية محادثات السلام في تسعينيات القرن العشرين، أي قبل نحو ثلاثة عقود، عندما قلنا إن السلام بالنسبة لسورية يتعلق بالحقوق».

وتابع: «يمكن أن نقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل فقط عندما نستعيد أرضنا. المسألة بسيطة جداً».

وأوضح أن «عقد محادثات مع إسرائيل يكون ممكنا عندما تكون إسرائيل مستعدة، لإعادة الأرض السورية المحتلة، ولكنها ليست كذلك، وهي لم تكن مستعدة أبداً».

وأردف: «لم نر أي مسؤول في النظام الإسرائيلي مستعداً للتقدم خطوة واحدة نحو السلام. وبالتالي، نظرياً نعم، لكن عملياً، حتى الآن فإن الجواب هو لا».

وأكد أن «سورية لا تجري في الوقت الحاضر أي مفاوضات مع تل أبيب، لا شيء أبداً».

ووقعت الإمارات والبحرين في 15 سبتمبر الماضي، اتفاقيتي تطبيع مع إسرائيل في البيت الأبيض، برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

توازن دولي

من جانب آخر، اعتبر الأسد، أن تصريحات الرئيس الأميركي، أخيراً، بنيّته السابقة في تصفيته، انعكاساً لسياسة أميركية تعتمد اللجوء إلى الاغتيال والتصفيات، مشدداً على ضرورة وجود توازن دولي يردعها أو يعاقبها على «الأعمال الشريرة» التي تمارسها.

وقال الأسد: «الاغتيال يُمثل طريقة عمل أميركية، فهذا ما يفعلونه دائماً، على مدى عقود، وفي كل مكان، في مناطق مختلفة من العالم، وبالتالي فهو ليس أمراً جديداً».

وأضاف الرئيس السوري: «لذلك، ينبغي أن تتذكر أن هذا النوع من الخطط موجود دائما ولأسباب مختلفة، وعلينا أن نتوقع ذلك في وضعنا في سورية، مع وجود هذا الصراع مع الأميركيين».

وشدد الأسد: «إنهم يحتلون أرضنا ويدعمون الإرهابيين، وبالتالي هذا أمر متوقع. حتى لو لم يكن لدينا أي معلومات، ينبغي أن يكون ذلك بديهيا».

وبخصوص الطريقة المثلى لمواجهة إدارة ترامب، رأى أن «المسألة لا تتعلق بالحادث نفسه، ولا بالخطة الموضوعة بخصوص هذا الشخص أو هذا الرئيس، بل تتعلق بالسلوك».

وأكد الرئيس السوري أنه «لا شيء سيردع الولايات المتحدة عن ارتكاب هذا النوع من الأعمال الشريرة والاغتيالات، ما لم يكن هناك توازن دولي، بحيث لا تستطيع أميركا أن تنجو بجريمتها، وإلا فإنها ستستمر في ارتكاب هذا النوع من الأفعال في مختلف المناطق، ولا شيء سيوقفها».

وكان الرئيس الأميركي، كشف لأول مرة، منتصف الشهر الماضي، أنه سعى إلى تصفية الرئيس السوري في عام 2017. وقال ترامب، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، إنه «كانت لديه فرصة لاغتيال بشار الأسد، لكن وزير الدفاع آنذاك ماتيس كان ضد ذلك».

حرب وتحول

من جهة ثانية، أقر الرئيس السوري بأن الحرب الأهلية والتدخلات الخارجية التي شهدتها بلاده بعد احتجاجات عام 2011 لم تنته بعد.

وتحدث عن «وجود العديد من نقاط التحول» في الصراع الداخلي». وذكر أن «نقطة التحول الأولى في عام 2013، عندما بدأنا بتحرير العديد من المناطق، خصوصاً في وسط سورية، من جبهة النصرة. ثم في عام 2014، نقطة التحول كانت في الاتجاه الآخر، عندما ظهر تنظيم داعش فجأة، بدعم أميركي، واحتل جزء مهماً جداً من سورية والعراق في الوقت نفسه».

وأضاف أن «نقطة التحول الأخرى كانت عندما جاء الروس إلى سورية عام 2015، وبدأنا معاً بتحرير العديد من المناطق في تلك المرحلة، وتحديدا بالجزء الشرقي من حلب. وهنا بدأ تحرير مناطق أخرى من البلاد ابتداء من هذه النقطة».

وأكد الأسد أن حلب مثلت أهمية خاصة، لأن تلك النقطة كانت «بداية تحرير واسع النطاق استمر لاحقاً وصولاً إلى دمشق، وإلى باقي مناطق الجزء الشرقي من البلاد وفي الجزء الجنوبي».

وتابع الأسد: «إذا كانت هذه نقاط التحول الرئيسة، وإذا جمعتها معاً فستجد أن جميعها نقاط تحول استراتيجية، وجميعها غيرت مسار هذه الحرب».

وحول ما إذا كان يمكن القول إن الحرب في سورية قد انتهت، أجاب: «لا، بالتأكيد لا. فطالما أنه يوجد إرهابيون يحتلون بعض مناطق بلادنا ويرتكبون مختلف أنواع الجرائم والاغتيالات والجرائم الأخرى، فإن الحرب لم تنته، وأعتقد أن مشغليهم حريصون على جعلها تستمر لوقت طويل. هذا ما نعتقده».

مقاومة شعبية

وفي تصريحات منفصلة، شدد الأسد على أن الوجود الأميركي والتركي على الأراضي السورية هو «احتلال» ويجب إنهاؤه.

ورأى أنه إذا لم يغادر الأميركيون والأتراك فإن الأمر الطبيعي الذي ينبغي أن يحدث هو «المقاومة الشعبية».

وجدد اتهامه لنظام الرئيس التركي رجب إردوغان بـ»دعم الإرهابيين في سورية وفي ليبيا وإشعال الصراع في ناغورني كاراباخ بين أذربيجان وأرمينيا».

وتأتي تصريحات الأسد غداة إعلان «المرصد السوري» أن مواجهات بين القوات الحكومية وعناصر «داعش» أسفرت عن مقتل 90 مقاتلا خلال أسبوع في شمال البلاد.

وأوضح «المرصد» أن 41 عنصرا من قوات النظام و49 جهاديا قتلوا في البادية السورية عند حدود محافظات الرقة وحلب وحماة منذ مطلع أكتوبر الحالي.

back to top