إقليم ناغورني كاراباخ : «محادثات جنيف» تنعقد على وقع المعارك

رئيس أرمينيا يقيل مدير «الأمن القومي» المناهض لموسكو

نشر في 09-10-2020
آخر تحديث 09-10-2020 | 00:05
رجل يمر قرب كاتدرائية غازنشيتسوتس في شوشة أمس (ا ف ب)
رجل يمر قرب كاتدرائية غازنشيتسوتس في شوشة أمس (ا ف ب)
لم تظهر أي مؤشرات تهدئة في إقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه، حيث استمر القصف بين القوات الأرمنية والقوات الأذربيجانية، قبل ساعات من انعقاد أول اجتماع للوساطة الدولية حول هذا النزاع في جنيف.

والتقى قادة «مجموعة مينسك» هيئة الوساطة التاريخية في النزاع القائم منذ تسعينيات القرن الماضي، والتي تضم روسيا، والولايات المتحدة، وفرنسا مع وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيرموف في جنيف، بينما بات الصراع يحظى بمراقبة دولية دقيقة، لأسباب من بينها قرب كاراباخ من خطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز من أذربيجان إلى الأسواق الدولية.

وقالت «الخارجية» الأذربيجانية إن بيرموف سيعرض موقف أذربيجان حول تسوية النزاع، في هذا الجيب الجبلي، الذي يتبعها بموجب القانون الدولي، ولكن يسكنه ويحكمه منحدرون من أصول أرمينية.

وأبدت باكو تصميمها على استعادة كاراباخ بالقوة، مؤكدة أن النزاع لن ينتهي إلا بانسحاب القوات الانفصالية والأرمنية. وقال رئيس أذربيجان إلهام علييف، في مقابلة مع شبكة «يورونيوز»، إن «حضور بيرموف محادثات جنيف يظهر من الذي يريد المفاوضات».

ولم ترسل أرمينيا مسؤولاً رفيع المستوى إلى اجتماع جنيف، وقال متحدث باسم الخارجية الأرمنية «لا يمكن أن نفاوض بيد ونقوم بعمليات عسكرية باليد الأخرى»، مندداً بـ«عدوان أذربيجاني على كاراباخ».

ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأرمني زوهراب مناتساكانيان نظيره الروسي سيرغي لافروف ومسؤولي الدول الثلاث، الاثنين المقبل، في موسكو حيث تجري جولة ثانية من الوساطة الدولية.

وأعرب وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، عن أمله أن تسمح اجتماعات جنيف وموسكو بـ»التوصل إلى بدء مفاوضات».

وقال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان لـ«يورونيوز»، أمس: «موقفنا كان ومازال أن قضية قرة باغ لا يمكن حلها بالعنف».

أما الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي يتهم «مجموعة مينسك» بتجاهل قضية كاراباخ منذ عقود، فقال في تصريحات نشرت أمس، إن أنقرة ستستمر في دعم «أشقائنا في أذربيجان بكل ما في وسعها».

وأضاف إردوغان: «أجدد دعوتي للمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات لإنهاء احتلال أرمينيا لأراض في أذربيجان».

وقبل بضع ساعات من محادثات جنيف، أعلنت أذربيجان أن القوات الأرمنية قصفت مدينة كنجة، ثاني أكبر مدن البلاد. وأضافت أن مدنياً قتل في منطقة غورانبوي، وأن قرى أخرى تعرضت للقصف.

وبلغت الحصيلة الرسمية للمعارك منذ 27 سبتمبر نحو 400 قتيل بينهم 50 مدنيا، لكن هذه الأعداد لاتزال جزئية، إذ لا تعلن باكو خسائرها العسكرية.

من ناحيتها، أفادت السلطات الأرمنية بتعرض ستيباناكرت عاصمة «الجمهورية» المعلنة من طرف واحد وكبرى مدنها مجدداً لعمليات قصف من القوات الأذربيجانية. وأصيبت كاتدرائية مسيحية تاريخية في القصف.

ونشر الصحافي كريستيان تريبرت، الذي يعمل مع صحيفة «نيويورك تايمز» على «تويتر»، صور أقمار اصطناعية جديدة لمطار كنجة الدولي، يظهر وجود طائرة مقاتلة من نوع F16، والثانية ناقلة من نوع CN235 على أرض المطار.

وأكد تريبرت أن الطائرتين تابعتان للقوات التركية، بعد دراسة لون الطائرتين وخصائصهما، التي تميّزهما عن طائرات القوات الأذربيجانية.

وكان رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، ناشد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، للتحرك لإيقاف تركيا التي استخدمت F16 لقصف الأرمن في كاراباخ. لكن الحكومة التركية نفت ما قاله باشينيان.

في غضون ذلك، أمر الرئيس الأرمني أرمين سركيسيان، أمس، بإعفاء رئيس جهاز الأمن القومي في البلاد، أرغيشتي كياراميان، من منصبه، بعد 4 أشهر فقط على تعيينه.

وأكد سركيسيان أن قرار إقالة كياراميان البالغ من العمر 29 عاما فقط جاء باقتراح من رئيس الوزراء نيكول باشينيان. وأمر سركيسيان بتعيين ميكائيل أمبارتسوميان قائما بأعمال رئيس جهاز الأمن القومي.

وشن كياراميان خلال الفترة القصيرة لتوليه منصب رئيس جهاز الأمن القومي سلسلة حملات تمشيط شملت موظفين في جهازه تلقوا تعليما في روسيا، بزعم تجسسهم لمصلحة موسكو.

back to top