قرغيزستان تنزلق إلى الفوضى... والمعارضة تنقسم

دعوات لاستقالة الرئيس ... وسكان بيشكيك يشكلون لجان حماية ذاتية

نشر في 08-10-2020
آخر تحديث 08-10-2020 | 00:00
تظاهرة في بيشكيك تطالب بتنحي الرئيس جينبيكوف أمس (أ ف ب)
تظاهرة في بيشكيك تطالب بتنحي الرئيس جينبيكوف أمس (أ ف ب)
انزلقت قرغيزستان الدولة الاستراتيجية الواقعة في آسيا الوسطى إلى مزيد من الفوضى مع محاولات فصائل متنافسة من المعارضة الاستيلاء على السلطة والدعوات إلى تنحي الرئيس سورونباي جينبيكوف.

وبعد اقتحام مجموعات معارضة مقار حكومية احتجاجاً على نتائج الانتخابات التي جرت الأحد الماضي، أقال البرلمان رئيس الوزراء كوبات بك بورونوف، المقرب من جينبيكوف، وعين مكانه سادير جاباروف الذي كان مسجوناً وحرره المتظاهرون الاثنين الماضي، لكن جماهير غاضبة اقتحمت الفندق حيث اجتماع البرلمان ما أجبر جباروف على الفرار من باب خلفي.

وقال جباروف في ظهور على التلفزيون في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء ـ الاربعاء، إنه سيقترح إصلاحاً دستورياً قبل إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون شهرين أو ثلاثة.

وصباح أمس، أعلن «مجلس التنسيق الشعبي» الذي شكلته أحزاب معارضة عدة، أنه لن يعترف بحكومة جباروف الموقتة، وأعلن اضطلاعه بكل سلطات الدولة وحلّ البرلمان، بينما رفع محتجون معارضون سقف مطالبهم وهتفوا بشعارات مناهضة لجينبيكوف، مطالبين بتنحيه.

وشارك 16 حزباً في انتخابات الأحد ورفض 11 منها قبول النتائج التي أظهرت فوز جماعتين مرتبطتين بمؤسسات الدولة. ومع تزايد الاحتجاجات، ألغت لجنة الانتخابات الاقتراع. لكن الانقسام بين أحزاب المعارضة ومحاولات فصائل متنافسة الاستيلاء على السلطة أغرقت البلاد في حالة من الضبابية.

وشكّل سكان بالعاصمة بيشكيك سريعاً وحدات لحماية الأحياء دعماً للشرطة بعدما عانوا خلال ثورات عنيفة أعقبتها أعمال نهب في عامي 2005 و2010. ووقعت مناوشات خلال ليل الثلاثاء ـ الأربعاء بين الوحدات ومحتجين حاولوا شق طريقهم إلى مبانٍ حكومية أو هاجموا متاجر ومطاعم. وفي واشنطن، حضّت وزارة الخارجية كل الأطراف في قرغيزستان على ضبط النفس ونبذ العنف وإيجاد حلّ سلمي، مبدية قلقها حيال ممارسات شابت الانتخابات وأدت إلى احتجاجات كبرى.

وفي موسكو، التي لديها نفوذ كبير في بيشكيك، عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، عن أمله في تسوية «سلمية» للأزمة.

وقال في مقابلة مع التلفزيون الحكومي بثها الكرملين: «نأمل في عملية سياسية ديمقراطية طبيعية في أسرع وقت ممكن». وتابع «إننا على تواصل مع جميع أطراف هذا النزاع، وآمل بعد عودة الوضع السياسي الداخلي إلى طبيعته، أن نواصل تنفيذ كل خططنا مع قرغيزستان».

وتراقب روسيا عن كثب الأزمة التي تذكر بثورتي 2005 و2010 اللتين أطاحتا الرئيس آنذاك، إذ لديها قاعدة عسكرية في الجمهورية المجاورة للصين والبالغ عدد سكانها 6.5 ملايين نسمة. وتستضيف قرغيزستان قاعدة جوية روسية وعملية كبيرة للتنقيب عن الذهب مملوكة لكندا. وتنتمي قرغيزستان الى مجلس الدول الناطقة بالتركية و80 في المئة من سكانها مسلمون.

back to top