العراق: تحقيق في استهداف السفارات والنتائج بعد شهر

• حلفاء طهران يؤججون أزمة الرواتب
• المرحلة الأولى من ميناء «الفاو الكبير» لـ «دايو»

نشر في 07-10-2020
آخر تحديث 07-10-2020 | 00:05
موكب حسيني متجه من بغداد إلى كربلاء أمس الأول لإحياء أربعينية الإمام الحسين	 (رويترز)
موكب حسيني متجه من بغداد إلى كربلاء أمس الأول لإحياء أربعينية الإمام الحسين (رويترز)
وجّه رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بتشكيل لجنة عليا تضم قادة عسكريين، بمشاركة نيابية، للتحقيق في الخروقات الأمنية التي تستهدف أمن العراق والبعثات الدبلوماسية، على أن تنجز عملها في غضون شهر، في حين تسعى أطراف محسوبة على طهران إلى تأجيج أزمة الرواتب؛ للإضرار بالكاظمي قبل الانتخابات المبكرة.
غداة هجوم صاروخي جديد على المنطقة الخضراء شديدة التحصين بوسط بغداد، شكلت الحكومة العراقية، لجنة رفيعة المستوى، للتحقيق في الاعتداءات المتكررة، التي تصيب البعثات الدبلوماسية، والسفارة الأميركية بشكل خاص.

وذكرت وثيقة صادرة عن مكتب رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، أنه «بناء على مقتضيات المصلحة العامة قررنا تشكيل لجنة برئاسة مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، وعضوية، رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، ورئيس جهاز الأمن الوطني عبدالغني الأسدي، ورئيس أركان الجيش الفريق أول قوات خاصة الركن عبدالأمير يار الله،، والسكرتير الشخصي للقائد العام للقوات المسلحة الفريق الركن الركن محمد كاظم، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبدالأمير عبدالله، ووكيل الاستخبارات والتحقيقات في وزارة الداخلية الفريق الركن عامر صدام المالكي».

وأضاف: أن «اللجنة تتولى التحقيق في الخروقات التي تستهدف أمن العراق وهيبته وسمعته والتزاماته الدولية وتحديد المقصر، وتنجز أعمالها خلال 30 يوما من تاريخ تنفيذ هذا الأمر».

وجاء خطوة الكاظمي بعد يوم من نفيه أن تكون واشنطن قد هددت بإغلاق سفارتها في بغداد، وتوجيه رد شديد ضد قادة الفصائل المسلحة الموالية لإيران، في حال استمرار الهجمات التي تستهدف مصالحها في العراق، موضحا أن الولايات المتحدة أعربت عن قلقها.

وراج الحديث عن خطة أميركية للانتقال من بغداد إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، بعدما زادت الميليشيات المسلحة من وتيرة هجماتها على مقر سفارة واشنطن، في العاصمة العراقية.

ولاحقاً، شدد الكاظمي على أن الجهات التي قتلت وجرحت عراقيين أبرياء تسيء إلى مستقبل البلاد وعلاقاته الخارجية، مؤكداً أن العراق أمام مسؤولية تاريخية والدولة تمر باختبار حقيقي في ظل تجاوز الخروقات الأمنية لكل الحدود.

زعزعة الاستقرار

وأمس الأول، قال وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين، إن سحب أميركا سفارتها من بغداد، سيزعزع ثقة العالم بالعراق.

وأضاف حسين للتلفزيون الرسمي إن «الولايات المتحدة لم تهدد بغلق السفارة، لكن الهجمات على البعثات والمطار، تسببت بتفكير الإدارة الأميركية بسحب سفارتها، إذ إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أبلغ رئيس الجمهورية، قلق إدارته من زيادة الهجمات على المنطقة الخضراء ومطار بغداد».

وأفاد الوزير بإلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص المتهمين بالهجمات على السفارات والبعثات الدبلوماسية ومطار بغداد.

واشنطن وكردستان

في غضون ذلك، بحث رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، آخر مستجدات الوضع في العراق والمنطقة، مع نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون العراق ديفيد كوبلي.

وأعلن كوبلي من أربيل انطلاق مؤتمر لتعزيز العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وكردستان، وسبل توطيد العلاقات مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي.

قصف «الحشد»

إلى ذلك، ذكرت مصادر بمحافظة ديالى أن 8 قذائف هاون سقطت على مقر لـ «الحشد الشعبي»، الذي يضم فصائل شديدة الصلة بإيران، في وسط قرية المعدان بأطراف ناحية السعدية شمال شرق المحافظة.

والأحد الماضي، أفادت مصادر مطلعة باستهداف «مقر لواء «19» بـ «الحشد» في الأنبار بقصف جوي أميركي، إلا أن «الحشد» نفى تعرض منشآته بالمنطقة التي ينتشر فيها غرب البلاد لأي هجوم.

أزمة الرواتب

في شأن آخر، استغلّت أحزاب سياسية عراقية مقربة من إيران، أزمة الرواتب التي يمر بها البلد العربي، للنيل من الكاظمي، وتأليب الشارع ضده عبر تدشين حملات إعلامية.

وتصاعدت حدة الأزمة في العراق، إثر التأخير الحاصل في تسليم الموظفين مرتباتهم الشهرية، في حين يتقاذف البرلمان والحكومة المسؤولية حول ذلك، بالرغم من مرور نحو أسبوعين على استحقاق دفع الرواتب.

وتطالب الحكومة البرلمان، بالإسراع في تشريع قانون يتيح لها اقتراض الأموال من البنك المركزي، لتمويل النفقات الجارية، ودفع مستحقات الموظفين. بينما يقول البرلمان، إن الحكومة لم تقم بالإصلاحات اللازمة خلال فترة القرض الأول في يونيو الماضي، والبالغ 15 مليار دولار.

ورغم أن الأزمة مالية وليست سياسية، فإن أطرافا حزبية استغلّتها لمصالحها، وبدأت حملة ضد رئيس الحكومة، للنيل منه وتأجيج الشارع ضده، باستخدام عدة أدوات قبل الانتخابات المبكرة المقررة منتصف العام المقبل.

على صعيد منفصل، أعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية مقتل أربعة عناصر من قوات الشرطة الاتحادية، بهجوم شنه تنظيم «داعش» في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك.

ميناء الفاو

من جهة أخرى، أعلن وزير النقل العراقي، ناصر الشبلي، أن شركة «دايو» الكورية الجنوبية، ستبدأ تنفيذ «ميناء الفاو الكبير» المقابل للسواحل الكويتية.

وأضاف الشبلي، في بيان، أمس، أنه «تم الاتفاق على أغلب بنود العقد، والوصول إلى الصيغة النهائية، بما يخدم تطلعات الشعب العراقي والحكومة، بعد مباحثات مطولة مع الجانب الكوري استغرقت عدة أسابيع».

وأوضح أن «الفريق العراقي المفاوض الذي ضم مهندسين وفنيين وإداريين وقانونيين، نجح في إدارة المفاوضات مع شركة دايو الكورية، لتحقيق أعلى المعايير الدولية الحديثة فيما يخص عمل الموانئ».

وقدرت الحكومة العراقية السابقة الكلفة الإجمالية لإتمام مشروع بناء «الفاو الكبير» بجميع مراحله، بـ 5.06 مليارات دولار.

ويأتي إعلان الشبلي، بعد نحو أسبوعين على طلب تقدم به 100 برلماني لإلغاء «اتفاقية خور عبدالله» الموقعة مع الكويت عام 2012.

ويقول أعضاء البرلمان العراقي المؤيدون لإلغاء الاتفاقية مع الكويت، إن الاتفاقية تؤثر بشكل كبير على مشروع «الفاو الكبير»، الذي يسعى العراق لإنشائه، بسبب ضيق القناة المائية في خور عبدالله الخاصة بميناء أم قصر العراقي.

و«اتفاقية خور عبدالله» هي جزء مكمل لاتفاقية دولية حدودية بين الكويت والعراق، وقعها البلدان في 2012، وتم المصادقة عليها في بغداد في 2013.

وأدت الاتفاقية إلى تقسيم قناة «خور عبدالله»، الواقعة في شمال الخليج، ما بين جزيرتي بوبيان ووربة الكويتيتين وشبه جزيرة الفاو العراقية.

قصف مقر لـ «الحشد الشعبي» في ديالى بـ 8 قذائف
back to top