مصطفى الكاظمي : واشنطن أبدت انزعاجاً ولم تهدِّد بإغلاق سفارتها

● قصف أميركي بمناطق انتشار «الحشد» في الأنبار
● إيران تلغي تراخيص «العراقية»

نشر في 05-10-2020
آخر تحديث 05-10-2020 | 00:05
عراقيون بمدينة كربلاء استعدادا لإحياء «أربعينية» الإمام الحسين أمس الأول (أ ف ب)
عراقيون بمدينة كربلاء استعدادا لإحياء «أربعينية» الإمام الحسين أمس الأول (أ ف ب)
تفهّم رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي ما وصفه بـ«انزعاج واشنطن المحق» بشأن الهجمات التي تستهدف مصالحها في بلاده، نافياً أن تكون قد هددت بإغلاق سفارتها في بغداد، إذا تواصلت الاعتداءات التي يعتقد أن فصائل مرتبطة بإيران تقوم بها، في حين نفى «الحشد» إصابة مقراته بضربات شنها «التحالف» بقيادة واشنطن في الأنبار.
بعد تقارير تحدثت عن تهديد الولايات المتحدة بإغلاق سفارتها في بغداد وتوجيه رد قاصم على قادة الميليشيات المدعومة من إيران إذا تواصلت الهجمات على مصالحها في البلد العربي، أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أن ما وصله من واشنطن لم يكن تهديداً بل انزعاجاً وقلقاً مُحقاً على حماية البعثات الدبلوماسية.

وقال الكاظمي، في مقابلة تلفزيونية، ليل السبت ـ الأحد: «لن نقبل بأي تهديد من أي دولة كانت، وما وصلنا هو انزعاج وقلق أميركي بشأن أمن بعثاتها وهذا من حقها»، مضيفاً أن «هناك من يحاول عرقلة علاقاتنا مع واشنطن بعناوين ساذجة ومن خلال الصواريخ العبثية التي تقع على العراقيين وآخرها حادثة الرضوانية».

وحول تداعيات احتمال إغلاق السفارة الأميركية، رأى الكاظمي أن بلاده ستمر بأزمة حقيقية «وتبعات خطيرة، وهذا سيؤدي إلى انهيار اقتصادي مباشر».

وأشار الكاظمي إلى أن «العلاقات السياسية ليست فيها علاقات شخصية، وأميركا دولة كبرى تبني علاقاتها على المصالح، ويجب علينا حماية مصالحنا مع أميركا في مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة والأمن».

ورداً على منتقدي علاقاته مع واشنطن، أوضح: «أقول لمن من يزايد على العلاقات إن بعضكم ذهبتم إلى البيت الأبيض قبل 2003 لطلب المساعدة في إسقاط صدام حسين وأميركا ساعدتنا ويجب ألا ننسى أنها ساعدتنا ضد داعش رغم أنها وقعت في أخطاء كبيرة خلال مرحلة احتلال العراق».

وتابع: «لا نخجل من أي علاقة تحفظ كرامة العراق والعراقيين، وينبغي إطفاء النيران وتصفير كل مشاكلنا لبناء مستقبل أفضل».

وحول الحوار الاستراتيجي مع واشنطن، لفت الكاظمي إلى أنه «حققنا مكاسب تاريخية ومنها إعادة انتشار القوات خارج العراق، والخروج من القواعد العراقية، وتشكيل لجنة فنية لترتيب الآليات، ومنذ ذلك الحين تم سحب 2500 جندي إلى خارج البلاد فماذا نريد بعد ذلك؟ هل نريد تصرفات غوغائية!»، وكشف أنه التقى بالقوى الشيعية قبل سفره إلى واشنطن «وبعضهم طلب مني التفاوض مع الأميركيين على أن ينسحبوا من العراق على مدى 8 سنوات، وأنا فاوضت وحصلنا على مدة 3 سنوات».

توازن خارجي

وحول السياسة الخارجية لبغداد، أوضح الكاظمي أن «سياسة الحكومة تتمثل بالتوازن ورفض التدخل. علاقاتنا مع الدول العربية وتركيا وإيران جيدة، في حين هناك من يتمنى أن تكون لدينا علاقات سيئة مع طهران».

وتحدث الكاظمي عن سياسة حكومته الداخلية بالقول: «هذه حكومة ارتداد اجتماعي أنتجها الواقع الاجتماعي لإحساس شعبي عام بأن العراق والحاضر والمستقبل في خطر، وحراك تشرين (أكتوبر) ليس مرحلة عابرة بل مفصلية في تاريخ البلاد، والحراك هو السبب الأساسي لوجود هذه الحكومة».

ووصف وزارته بأنها «حكومة حل لا حكومة أزمات، وخيمة لكل العراقيين في هذا الظرف الخطير، وتعمل على الوصول إلى مطالب الشعب والمرجعية وحتى الكتل السياسية».

ورأى رئيس الوزراء أن «من العيب تسمية شهداء الحراك الشعبي الـ560 بالجوكرية»، مؤكدا أن من سقط هم «شبابنا وأولادنا ويجب أن نضعهم في أعيننا لأنهم انتفضوا على واقع مظلم»، مشيراً إلى أن «الفوضى سمحت للقوى الخارجية الفاسدة بكسر هيبة الدولة».

ودعا إلى التحلي بالصبر إلى حين انتهاء لجنة تقصي الحقائق من تحديد الجهات المسؤولة عن الاعتداءات التي شملت الناشطين في «الحراك الشعبي» الذي انطلق في أكتوبر الماضي ضد الطبقة السياسية التي تهيمن عليها فصائل موالية لإيران.

وكشف أن «أغلب القوى السياسية كانت لا تريد إجراء الانتخابات المبكرة» المقررة في يونيو المقبل. وشدد على أن علاقته بالقوى السياسية الشيعية والسنية والكردية جيدة ومتوازنة.

وأشار إلى أن اتهامه بالانحياز لزعيم كتلة «سائرون» السيد مقتدى الصدر «فيه ظلم»، رغم التأييد لمواقفه التاريخية والوطنية.

«خيوط مهمة»

من جهته أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، يحيى رسول، التوصل إلى "خيوط مهمة" تقود إلى مطلقي الصواريخ باتجاه المنطقة الخضراء، حيث توجد السفارة الأميركية، بعد وضع خطة استخباراتية دقيقة.

قصف ونفي

إلى ذلك، قصف «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، مناطق انتشار «الحشد الشعبي»، الذي يضم فصائل شديدة الصلة بطهران، غرب العراق أمس.

وأفاد مصدر مطلع باستهداف مقر «لواء 19» التابع لحركة «أنصار الله الأوفياء» «الحشد» في الأنبار بالقصف الأميركي فجراً.

في المقابل، نفى «الحشد» تعرض قطعاته المرابطة على الحدود العراقية السورية لضربة جوية أميركية.

وقال قائد عمليات الأنبار بـ»الحشد» قاسم مصلح، إن «قواتنا على أعلى جهوزية في مناطق التماس مع الجيش السوري وطول قاطع العمليات غرب الأنبار وننفي تعرض قواتنا إلى قصف جوي».

وفي 13 من مارس المنصرم، شنت القوات الأميركية، سلسلة غارات جوية على مواقع تابعة لـ»حزب الله» العراقي، غداة مقتل أميركيَّين وبريطاني في هجوم صاروخي.

وأعلن «البنتاغون» في بيان أن «الضربات كانت دفاعية وتمثل رداً مباشراً ومتناسباً مع التهديد الذي تشكله المجموعات المسلحة الشيعية».

إلغاء ايراني

على صعيد منفصل، ألغت منظمة الطيران المدني الايرانية تراخيص رحلات الخطوط الجوية العراقية بدءاً من أمس حتى إشعار آخر.

وذكرت السلطات الإيرانية، أن الإلغاء جاء إثر «ارتكاب الشركة العراقية مخالفة بعد نقلها مسافرين لديهم تأشيرات من إحدى الشركات فيما الاتفاق بين طهران وبغداد ينحصر بنقل شركات الطيران، الدبلوماسيين ومواطني البلدين المقيمين فقط».

انتقاد علاوي

في سياق آخر، انتقد زعيم «ائتلاف الوطنية»، أياد علاوي، أمس، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، معتبراً أنها التحقت بعملها لـ»أغراض غير معروفة»، ومتهما إياها بخذلان المتظاهرين السلميين ما أدى إلى تصعيد استهدافهم قتلاً وتغييباً من بعض الأجهزة الأمنية والخارجين على القانون. وجاء ذلك بعد لقاء مثير للجدل عقدته بلاسخارت مع قيادي بهيئة «الحشد الشعبي» مدرج على لائحة الإرهاب الأميركية.

بغداد تتوصل إلى «خيوط مهمة» تقود إلى مطلقي الصواريخ باتجاه المنطقة الخضراء
back to top