مباحثات إيرانية ــ عراقية بأجواء مشحونة بعد تهديدات بومبيو

● علي شمخاني : إخراج الأميركيين «أقل عقاب» لقتل سليماني
● مقتدى الصدر: العراق لن يكون مستعمرة

نشر في 28-09-2020
آخر تحديث 28-09-2020 | 00:05
شرطي عراقي خلال تظاهرة في بغداد (رويترز)
شرطي عراقي خلال تظاهرة في بغداد (رويترز)
نشطت حركة وفود بين إيران والعراق مع توارد تفاصيل جديدة عن تهديد أطلقه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بتوجيه رد يشمل قصف 120 هدفاً في حال سقوط قتلى أميركيين جراء الهجمات ببغداد، في حين اعتبر أمين مجلس الأمن الإيراني علي شمخاني أن خروج الأميركيين من المنطقة أدنى عقوبة لقتل قاسم سليماني.
شهدت قنوات التواصل الإيرانية ـ العراقية نشاطاً ملحوظاً و»أجواء مشحونة» مع وصول وفد عسكري إيراني إلى بغداد، بالتزامن مع مواصلة وفد دبلوماسي عراقي برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين عقد لقاءات مع المسؤولين الإيرانيين في طهران لليوم الثاني على التوالي أمس.

ومع تكشف تفاصيل أدق لتهديد أطلقه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بتوجيه رد يشمل 120 هدفاً واستهداف قادة فصائل عراقية مدعومة من إيران في حال سقوط قتلى أميركيين جراء الهجمات التي تتعرض لها قوات ومصالح واشنطن في بغداد، التقى الوفد العسكري الإيراني الذي ترأسه نائب رئيس هيئة الأركان قدير نظامي وزير الدفاع جمعة عناد في مقر وزاراة الدفاع العراقية.

ووسط ترقب لتداعيات التوتر بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية، على مستقبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي ينظر إليه على أنه حليف بارز لواشنطن، رأى البعض أن ترؤس نظامي للوفد الإيراني بعد أن أعلنت طهران، أمس الأول، أن رئيس هيئة الأركان محمد باقري هو من سيزور العراق لبحث «التعاون الأمني والعسكري وملف اغتيال قاسم سليماني وأبومهدي المهندس ومن كانوا برفقتهما» يشي بتلبد الأجواء بالخلافات.

إخراج الأميركيين

وتزامن عقد اجتماع بغداد مع مواصلة وزير الخارجية العراقي عقد لقاءات مع المسؤولين الإيرانيين في طهران لدعم جهود بلاده الرامية إلى تجنّب انزلاق الأوضاع في بغداد إلى صراع مفتوح بين طهران وواشنطن أو اشتعال اقتتال عراقي عراقي مع تباين المواقف بشأن التواجد الأميركي والهجمات التي تشنها فصائل مرتبطة بالجمهورية الإسلامية على السفارة الأميركية وارتال «التحالف».

ورغم تأكيد الرئيس حسن روحاني خلال استقباله حسين أن طهران تدعم العراق ولم تسعَ قط للتدخل في شؤونه الداخلية، فإنه شدد على أن إخراج الأميركيين من المنطقة ضرورة لا يمكن لإيران فقط أن تقوم بها، «بل هي مهام كل الدول التي توجد فيها هذه القوات».

ولفت إلى أن قرار مجلس النواب العراقي بسحب القوات الأميركية من البلاد «إيجابي».

كما شدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، على أن «الحد الأدنى من العقوبة بحق من يقف وراء جريمة مقتل سليماني هي خروج الأميركيين من المنطقة خصوصاً العراق».

ودعا شمخاني، خلال استقباله حسين، أمس: «الحكومة العراقية إلى متابعة جريمة الاغتيال اللئيمة التي قامت بها أميركا ضد سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس» بمطار بغداد.

وفي وقت سابق، اعتبر رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف أن «خروج أميركا هو السبيل الوحيد لحل مشاكل العراق»، وقال خلال اجتماع مع وزير الخارجية العراقي إن «الولايات المتحدة هي آفة السلام والاستقرار في العراق والمنطقة».

أجواء مشحونة

في غضون ذلك، سرت أجواء مشحونة في بغداد مع إعلان تحالف «النصر» بزعامة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي رفض انتقاد صحيفة المرشد الإيراني علي خامنئي «كيهان» دعوة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني الأمم المتحدة للإشراف على الانتخابات العراقية المقررة في 6 يونيو المقبل.

وشدد زعيم تحالف «سائرون»، الأكبر البرلمان العراقي، مقتدى الصدر، على رفض تحول بلاده إلى «مستعمرة أجنبية».

وقال الصدر عبر «تويتر» أمس: «لن نسمح أن يكون العراق مستعمرةً أجنبية، لاشرقية ولاغربية، دولة عراقية قوية ذات سيادة».

وتشير تغريدة الصدر على ما يبدو إلى رفض الوجود الأميركي والتدخل الإيراني.

والجمعة الماضية، أعلن الكاظمي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي دعمهما لمقترح تقدم به الصدر للتحقيق في الهجمات المتكررة التي تستهدف السفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية، وتقديم الجناة للعدالة، لكن فصائل من بينها «حزب الله» و»النجباء» أعلنت تمسكها بمقاومة الوجود الأميركي العسكري، في حين أعلن فصيل مسلح انشقاقه عن «جيش المهدي» بقيادة آل الصدر.

وجاء المقترح بعد بيانات صدرت عن أطراف مختلفة بينها «الحشد الشعبي»، وتحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري المقرب من إيران، تبرأت فيها من الهجمات على المصالح والقوات الأجنبية في البلاد.

في غضون ذلك، استهدفت عبوة ناسفة رتلاً عسكرياً لقوات «التحالف» بقيادة واشنطن في محافظة ذي قار أمس.

وأوضحت السلطات الأمنية أن الهجوم تسبب بتعطل آلية كانت تنقل «معدات التحالف الدولي المنسحبة مِن العراق بواسطة شركات نقل عراقية وسائقي الشاحنات من العراقيين».

تهديد بومبيو

في غضون ذلك، أفادت مصادر لشبكة «CNN» الأميركية بأن وزير الخارجية الأميركي حذر من إقدام بلاده على إغلاق سفارتها في العاصمة العراقية، حال استمرار الميليشيات المدعومة من إيران باستهدافها، وذلك في اتصال هاتفي جمعه بالرئيس العراقي برهم صالح الأحد قبل الماضي.

وقال مصدر آخر لوكالة الأنباء الفرنسية، إن بومبيو وجه تحذيراً أخيراً للحكومة العراقية كي تتخذ خطوات جدية لوقف الاعتداءات على المجمع الأميركي في بغداد. وأضاف أنّ واشنطن حذرت بأنّه «إذا لم تتحرك الجهات الأمنية والقضائية في العراق ضد استهداف البعثات وقوات التحالف، فإن لديها بدائل أخرى لضمان عدم استمرار هذا الوضع». وصرح المصدر العراقي بأنّ «واشنطن ليست منزعجة فحسب مما يحدث ضد البعثات الدبلوماسية، لكنها منزعجة جداً جداً جداً وسيلي هذا الانزعاج إجراءات».

وأوضح أن بومبيو هدد بقصف أكثر من 120 موقعاً إذا أودت الهجمات الصاروخية بخسائر بشرية في صفوف الأميركيين.

اشتباك حدودي

على صعيد منفصل، لقي عسكريان اثنان من قوات حرس الحدود الإيراني، بينهما ضابط برتبة نقيب، مصرعهما خلال اشتباكات مع مهربين مسلحين قرب هور العظيم في جنوب إيران على الحدود مع محافظة ميسان العراقية.

back to top