أحمد سعيد: وسائل إعلام تنشر معلومات مزيفة عن الأهرامات وأبوالهول

قدم محاضرة خلال فعاليات المعرض التشكيلي الافتراضي للتراث والعمارة «صيفنا أحلى»

نشر في 27-09-2020
آخر تحديث 27-09-2020 | 00:02
أستاذ الآثار في جامعة الكويت د. أحمد سعيد
أستاذ الآثار في جامعة الكويت د. أحمد سعيد
شدد أستاذ الآثار في جامعة الكويت د. أحمد سعيد على أن بعض وسائل الإعلام تنشر معلومات غير صحيحة عن تمثال أبو الهول والأهرامات.
مع تواصل فعاليات المعرض التشكيلي الافتراضي للتراث والعمارة "صيفنا أحلى"، نظمت محاضرة "التراث العمراني في جمهورية مصر العربية"، قدّمها أستاذ الاثار في جامعة الكويت، د. أحمد سعيد، وأدارتها الفنانة التشكيلية ابتسام العصفور.

تحدث د. سعيد، بداية، عن مفهوم التراث العمراني، ثم عن الفترات التاريخية التي مرت بمصر منذ ما قبل التاريخ وحتى الآن، واستعرض أهم آثار الحضارة المصرية القديمة بأهراماتها ومعابدها ومدنها.

وقال إنه يوجد بين قدمي أبو الهول لوحة يطلق عليها "لوحة الحلم"، وهي ترجع لأحد الملوك الأسرة الـ 18، اسمه الملك تحتمس الرابع (جد أخناتون)، وقال إن تحتمس لما كان أميرا في وقته، وإن "أبو الهول" لم يكن موجودا، فقد كان أبو الهول مغطّى بالرمال، وعند ذهابه إلى الصيد، أتاه الإله حورسعنده نومه في الحلم، وكنبوءة قال له ستصبح ملكا، ولو أنك أزحت منّي الرمال، وأظهرتني سأجعلك ملك مصر، وفعلا أصبح ملك مصر بعد أن أزاح الرمال عن "أبو الهول".

وأضاف سعيد أن بعض وسائل الإعلام تقول حقائق غير صحيحة وهي أن تمثال أبو الهول يشتمل في داخله على سراديب، وتوجد به أسرار، قائلا إن "هذه الأقوال خاطئة وغير دقيقة، فقد تم الكشف عن أبو الهول، مبينا أن الأهرامات سرقت منذ أيام المصريين القدماء في نهاية أسرة السادسة، إذ قامت ثورة اجتماعية على كل المقدسات حينها، وسرقت الأهرامات، ومومياواتها".

وتطرق سعيد إلى الملك توت عنخ آمون، وهو أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة في تاريخ مصر القديم، وكان فرعون مصر منذ 1334 ق. م إلى 1325 ق. م. ويعدّ توت عنخ آمون من أشهر الفراعنة، وقال إنه لم يكن له دور سياسي في تاريخ مصر القديم، وحكم مصر وهو في عامه السادس، وتوفي عن عمر 16 عاما، ووضعوا مقتنياته كلها في المقبرة، وتم اكتشافها كاملة، وبعد فترة من الزمن أتى بجانب مقبرة الملك رمسيس التاسع وبنى مقبرته بجانب مقبرة توت غنخ آمون، واكتشفها عالم الآثار وارد كارتر بتمويل من كارنافون 4 نوفمبر 1922.

وبعد 15 عاما من البحث، وجد كارتر مقبرة توت عنخ آمون، التي تعد أفضل مقبرة وجدت على مر التاريخ، لم تمس من قبل بوادي الملوك.

وأشار إلى أنه تم اكتشاف المقبرة مصادفة، حيث قام كارتر بعمل "الكسر الصغير" الشهير في الزاوية الشمال لمدخل المقبرة، وأصبحت بادية للعين بواسطة ضوء شمعة، حيث شوهدت الآثار الذهبية الخاصة بالمقبرة، إضافة إلى الكنوز الأثرية من خشب الأبنوس التي بقيت في مكانها منذ ذلك الوقت.

وعن منطقة الأقصر قال إنها تتضمن مقابر للملوك، وكانوا يصورون على جدران مقابرهم رحلتهم إلى العالم الآخر بعد الوفاة.

بانوراما دقيقة

وأضاف سعيد: نجد على جدران المقابر بانوراما دقيقة عن الحياة الأخرى، متحدثا عن معبد جنائزي، هو معبد مدينة هابو رمسيس الثالث، ولافتا إلى أنه يعدّ من أعظم معابد الأسرة العشرين، وشيّده الملك رمسيس كمعبد ثالث لإقامة الطقوس الجنائزية له ولعبادة المعبود آمون، ويتكوّن المعبد من مدخل عظيم محاط ببرجين، على هذه الأبراج نقوش تمثّل أذرع الأسرة وصورا لرمسيس الثالث، مؤكدا أن هذا المعبد يعتبر أفخم المعابد أثاثاً ونقشاً، وأنه من أضخم المعابد الموجودة في البرّ الغربي، ويتضمن منشأه معمارية على نظام القلاع السورية، نفّذت في المعبد المصري.

وتابع: عندما نتحدث عن آثار الأقصر أو آثار أسوان، أو مقابر كبار رجالات الدولة، وأماكن كثيرة، نذكر منطقة الكاب التي توجد على مسافة 83 كم جنوب الأقصر، وتتبع مركز إدفو بمحافظة أسوان، وتقع على الشاطئ الأيمن للنيل، مضيفا أنها تتضمن مناطق للقادة العسكريين الذين طردوا الهكسوس.

العصور القديمة

وتحدث سعيد عن أهم المنشآت العمرانية المدنية والدينية والجنائزية والعسكرية خلال العصور اليونانية والرومانية كمعابد إدفو ودندرة، والبيزنطية / المسيحية (كنيسة القيامة ودير سانت كترين)، وأهم الآثار الإسلامية كمساجد عمرو بن العاص وأحمد بن طولون والأزهر، ومحمد علي، وقلعة صلاح الدين والأسبلة المختلفة وبيت السحيمي، فضلا عن شارع المعز الشهير، وأهم آثار أسرة محمد علي وأحياء القاهرة وعمارتها فيما يعرف بالقاهرة الخديوية، ثم تحدث عن مصر الحديثة والسد العالي وخلافه.

جدران المقابر تتضمن بانوراما دقيقة عن الحياة الأخرى
back to top