تركيا تصعّد مع فرنسا... وتكيل المديح لمصر

• الرئيس التركي رجب طيب إردوغان: ماكرون طامع عديم الكفاءة
• وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو : القاهرة لم تنتهك حقنا في أي وقت

نشر في 18-09-2020
آخر تحديث 18-09-2020 | 00:10
مقاتلة يونانية ترافق قاذفة أميركية «بي 52» خلال تدريب مشترك فوق المتوسط أمس الأول (رويترز)
مقاتلة يونانية ترافق قاذفة أميركية «بي 52» خلال تدريب مشترك فوق المتوسط أمس الأول (رويترز)
في تصعيد جديد لسجال اتّخذ طابعاً شخصياً بشكل متزايد، وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه «طامع عديم الكفاءة».

واستبق إردوغان مناقشة الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على أنقرة بسبب إرسالها سفن تنقيب وسفناً حربية إلى مناطق في شرق المتوسط تطالب بها كل من اليونان وقبرص، وقال، خلال اجتماع عبر الإنترنت لحزبه الحاكم «العدالة والتنمية»: «لو فرضنا أن تركيا استغنت عن كل شيء، هل ستتخلص فرنسا من سياسة التخبط التي قادها إليها ذلك الطامع غير المؤهل (ماكرون) وتتبنى سياسات عقلانية؟».

وإذ رأى أن الاتحاد الأوروبي يتعامل «بمعايير مزدوجة منذ مدة طويلة»، شدد إردوغان على أن منطق ماكرون في تحميل تركيا مسؤولية مشاكل المنطقة غير مجدٍ، متعهداً بأن يفعل الأفضل من أجل مصلحة بلاده في شرق المتوسط.

اقرأ أيضا

وتساءل: «إذا انسحبت تركيا من سورية، فهل سيتحقق السلام؟»، مبيناً أن «البعض يسأل عن الوجود التركي في سورية وليبيا وشرق المتوسط»، وقال: إذا تخلّت عن كل شيء، فهل سيكون بوسع فرنسا التخلص من الفوضى التي أثارها ماكرون؟».

وتبادل إردوغان وماكرون الإهانات على مدى شهور، بعدما اتّخذا مواقف متناقضة حيال عدة نزاعات، بدءاً من ليبيا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط، ووصولاً إلى خلاف تركيا مع اليونان بشأن الحدود البحرية.

وأثار الرئيس الفرنسي حفيظة أنقرة، الأسبوع الماضي، عندما أشار إلى أنها «تستحق شيئاً مختلفاً» عن طريقة تعاطي حكومة إردوغان مع الشؤون الخارجية.

وتفاقم العداء بين الرئيسين منذ حذّر ماكرون في نوفمبر الماضي من أن عدم رد حلف شمال الأطلسي على العملية العسكرية التركية في شمال سورية كشف أن الحلف يعاني من «موت دماغي».

إلى ذلك، وللمرة الثانية خلال أسبوع، وجهت أنقرة رسائل تصالحية مع مصر، بتأكيد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو وجود مباحثات على المستوى الاستخباراتي فقط.

وقال أوغلو، أمس الأول، إن «مصر لم تنتهك في أي وقت الجرف القاري لتركيا في اتفاقيتها التي أبرمتها مع اليونان وقبرص اليونانية، بخصوص مناطق الصلاحية البحرية»، مضيفاً: «لقد احترمت حقوقنا، ولا أريد أن أبخسها حقها بدعوى أن العلاقات السياسية بيننا ليست جيدة جداً، وبالتالي فإن إبرام اتفاق مع مصر بهذا الخصوص يقتضي تحسن تلك العلاقات السياسية».

وأشار أوغلو إلى أن تركيا عرضت على مصر اتفاقية بحرية، موضحاً أنه تم إبلاغ القائم بالأعمال المصري بأنه «يمكننا التوصل إلى اتفاق اختصاص معهم مثلما فعلنا مع ليبيا».

والسبت الماضي، رأى مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي أن التواصل مع مصر ضروري، رغم الخلافات بين الرئيسين إردوغان وعبدالفتاح السيسي، واصفاً القوات المسلحة المصرية بأنها «جيش أشقائنا».

وفي حين أشار أقطاي إلى «تقارب وتواصل بين الأطراف»، أكد وزير خارجية مصر سامح شكري أنّ القاهرة ترصد الأفعال لا الحديث والتصريحات، معتبراً أن الحديث إن لم يكن متفقاً ومتوافقاً مع سياسات تعزز الاستقرار وتتسق مع قواعد العلاقات الدولية فلا أهمية له.

back to top