نبيل الفيلكاوي: النقابة ليست «طوفة هبيطة» ومَن يحاربها يرد الفوضى

«تحويل النجوم إلى النيابة دفعنا لتعديل قانون الدراما»

نشر في 17-09-2020
آخر تحديث 17-09-2020 | 00:04
منذ أن أنشئت نقابة الفنانين والإعلاميين في عام 2007 والبعض يؤيد قيامها ويثمّن دورها، بينما البعض الآخر يتحفّظ، وقد يتجاهل وجودها، وبين الفريقين تمارس النقابة نشاطها دون أن يشعر أحد بهذا الدور إعلامياً.
"الجريدة" حاورت نقيب الفنانين والإعلاميين د. نبيل الفيلكاوي، وقلّبت في أوراق النقابة، ودخلت إلى مناطق ساخنة وحقول ألغام، استقبلها الفيلكاوي بهدوء ورحابة صدر، كاشفا أسباب تجميد اتحاد المسارح الأهلية، ورفع قضايا عليه من المجلس الوطني، ومتطرقا إلى بعض المنتجين "النصابين" الذين يأكلون حقوق الفنانين، وكيف تم تحويل كبار النجوم في الكويت الى النيابة، ودور النقابة في الفصل بين المتنازعين قبل تحويل القضايا الى القضاء الكويتي، وخطّة النقابة في القضاء على دخلاء الفن الذين أساءوا للفنان الكويتي، مشيرا إلى وجود قانون سيقدّم الى الفصل التشريعي المقبل في مجلس الأمة، سيفرض على الجميع عضوية النقابة، وموقف النقابة من المخرجين العرب وآراء أخرى... تابعوا التفاصيل في الحوار التالي:
● لماذا وضعت كل هذه التخصصات في النقابة، خاصة المسرح الذي كان يمثله اتحاد المسارح الأهلية؟

- بعد تجميد المجلس الوطني للثقافة والفنون اتحادَ المسارح الأهلية، برزت فكرة تأسيس النقابة لتحمي جميع الفنانين، وتشمل كل التخصصات، وهي تابعة للهيئة العامة للقوى العاملة حاليا، ولذلك استعنّا بكل لوائح النقابات الفنية في العالم العربي بحكم علاقاتنا مع الجميع وعضويتنا في اتحاد الفنانين العرب كنائب للرئيس والأمين العام، كما ساهمت النقابة كعضوة في تأسيس الهيئة العربية للمسرح، وأنشطتها كثيرة ومتعددة في كل المحافل، سواء المحلية أو العربية، وأقمنا معارض للأزياء وورشا للديكور وورشا للمسرحيين والتشكيليين والتصميم بالكمبيوتر.

● هل تتدخل النقابة لفضّ النزاعات بين المنتجين والفنانين؟

- نعم دخلنا كثيرا من القضايا دفاعا عن الفنانين حتى الآن، ونتدخل في أي نزاع ينشأ بين الفنانين والمنتجين في حال كانت التعاقدات من خلال عقد النقابة الذي يرعى مصالح هؤلاء الفنانين، لأن عقود المنتجين الخاصة بهم غالبا لمصلحة جهة الانتاج، أما إذا تمت هذه التعاقدات خارج النقابة فلا نتدخل، وعلى الفنان أن يطالب جهة الإنتاج بإتمام التعاقد من خلال عقود النقابة، حتى تصبح طرفا أصيلا من حقها التدخل لفضّ النزاعات.

● لكن الفنان سيضطر إما للموافقة على طلب شركات الإنتاج أو الجلوس في بيته، وبذلك يتم إلغاء دور النقابة وتهميشها؟

- هذا الوضع لن يستمر طويلا، فهناك قانون سيتم تقديمه لمجلس الأمة في الدورة المقبلة لتنظيم وتقنين هذه الأوضاع، وعندما يصدر يصبح ملزما لكل الأطراف، فلا تعاقدات فنية خارج إطار النقابة، ولا بدّ أن يكون المنتج والفنان أعضاء في النقابة التي تفصل بينهما، لكن إذا لم تنجح النقابة في السيطرة على أي خلاف خلال شهر واحد يتم اللجوء للقضاء الكويتي ليفصل بين المتنازعين.

النجوم في النيابة

● ماذا فعلت النقابة عندما تم تحويل كبار النجوم إلى النيابة قبل عدة أعوام؟

- النقابة كان لها دور كبير في تعديل قانون الدراما التلفزيونية، بعدما أثيرت مشكلة مع الفنان القدير الراحل عبدالحسين عبدالرضا وحياة الفهد، وهم نجوم كبار، ومن أعمدة الفن الكويتي عندما أنتجوا أعمالا درامية، وقام وكيل وزارة الاعلام بتحويلهم الى النيابة.

● ما التهم التي وجهت إليهم حتى يتم تحويلهم إلى النيابة؟

- هناك بعض المخالفات التي وقعت فيها شركاتهم الإنتاجية، فاستغلها الوكيل وقام بتحويلهم إلى النيابة، فالتقينا وزير الإعلام، وأوضحنا له أن هذه المخالفات ليست لها عقوبة في القانون، فتم تشكيل لجنة لتعديل قانون الدراما التلفزيونية شاركت فيها ممثلا عن النقابة، وكذلك المخرج خلف العنزي، كما شارك فيها كل من رئيس جمعية الفنانين الكويتيين الفنان شادي الخليج، والأمين العام السابق لرابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي مع مستشاري وزارة الإعلام، وعدّلنا القانون، حيث يحمي شركات الإنتاج والفنان معا، وكان القانون السابق يتضمن فقرات ضد الدراما وتوقيت تصويرها وعرضها حذفناها جميعا.

● سمحت وزارة الإعلام بعودة قراءة نصوص الدراما التلفزيونية ومنحها التصاريح، في حين لم تسمح بعودة قراءة سيناريوهات الأفلام، وبالتالي تعطل النشاط السينمائي... ما موقف النقابة من هذا القرار؟

- قدمنا كتابا إلى وزير الإعلام يتضمن شكوى من أعضائنا بخصوص السينما، فنحن نعلم أن جائحة كورونا كانت السبب في تعطيل كثير من الأنشطة، لكن طالما سمحت بتحريك الدراما وقراءة نصوصها، فلماذا لا تعامل السينما بالمثل؟

فنحن نأمل بتعديل هذا القرار، خاصة أن السينما الكويتية بدأت تشهد نهضة، وهناك كثير من المواهب الكويتية الشبابية التي تريد تنفيذ إنتاجها.

الرقابة على الدراما

● غياب لجنة المنتج المنفذ أدى إلى وجود أعمال درامية دون المستوى، مما أضر بالدراما الكويتية... كيف ستواجهون هذه المشكلة؟

- هذه اللجنة تحولت إلى لجنة شراء مباشر، وهذا خطأ، لأن الدراما الكويتية تمثّل المجتمع الكويتي ومرآة لما يحدث فيه، فلا بُدّ أن تتم مراقبة هذه الأعمال وقراءتها وتنقيحها وتصفيتها، والموافقة على الإنتاج واختيار الأعمال وفق خطة وآلية تخدم المجتمع الكويتي، وتساهم في تطويره والارتقاء به، لكن أن يترك الحبل على الغارب أو "سداح مداح" كل منتج "يسوي اللي يبيه"، وينتج ويبيع ويعرض دون حسيب أو رقيب، فهذا مرفوض، والقضية تحتاج الى ضوابط، فعودة لجنة المنتج المنفذ ستكون لها نتائج ايجابية لتطوير الحركة الفنية والارتقاء بالدراما لمصلحة المجتمع الكويتي وسبب التدني في الحركة الفنية هو عدم وجود قانون يحد من الدخلاء والنصابين.

تهميش وتجاهل

● كان للنقابة وللمسارح الأهلية عضويات في اللجنة العليا للمسرح بالمجلس الوطني، لماذا تم تهميشكم وتجاهلكم في هذه اللجنة؟

- للأمانة، كان وزير الإعلام الأسبق الشيخ سلمان الحمود يشركنا في كل لجان وزارة الإعلام، وفي اللجنة العليا للمسرح، وطالبنا المجلس الوطني بالفعل أن يكون هناك كرسي للنقابة في اللجنة العليا للمسرح وكذلك المسارح الأهلية، لأننا أصحاب الشأن والمعنيون والعاملون في الميدان، أما المجلس الوطني فهم موظفون يقومون على خدمة الفنانين وتسهيل أمورهم ودعمهم ماديا وإدرايا، أما بقية الأمور الفنية فلا بدّ أن يوافق عليها أهل الاختصاص من الفنانين.

● كثير من الفنانين ربما يرفضون الاشتراك في النقابة حتى لا يلتزمون بقوانينها التي يرون أنها قد تحد من حريتهم

- النقابة لا تستطيع حاليا أن تفرض على الفنان الاشتراك فيها، لكن بعد صدور القانون ستتمكن من فرض هذا الاشتراك، لأننا راعينا كل الاحتجاجات ووجهات نظر الفنانين، فليست هناك حجة لعدم الاشتراك بعد صدور القانون.

● ألا ترى أن عملية فرض الاشتراك على الفنانين ستكون مزعجة وفيها استفزاز لهم؟

- بالعكس، هذا القانون لمصلحة الجميع، ونحن حالنا حال كل النقابات الفنية في العالم العربي، هل يستطيع أحد أن يمارس المحاماة أو الهندسة أو الطب إلّا بعد أن يكون عضوا في النقابة أو الجمعية الخاصة بتخصصه، فنحن نحافظ على هويتنا كفنانين من الدخلاء الذين يعملون في المجال الفني بدون شهادات أو خبرات، فمثلا الفاشينستا يدخلون المجال دون حسيب أو رقيب، وهكذا، وقد أوقف نقيب المهن التمثيلية د. أشرف زكي في مصر كثير من المهازل، فهل نتركها نحن.

تخريب سمعة الفن

● هذا يعني أنه بعد صدور القانون لن تستطيع أي شركة إنتاج الاستعانة بفاشينستا واعتبارها فنانة؟

- لن نسمح لأي أحد خارج إطار النقابة أن يدخل المجال ويخرب سمعتنا ويسيء إلينا باسم الفن، حتى الفنانين الأجانب الذين يتقنون اللهجة الكويتية، ويتصور الناس أنهم كويتيون ويتحدثون للصحافة وكأنهم كويتيون، وتختلط الأوراق وتضيع الحقيقة، فلا بدّ من ضبط هذه الأمور، حتى نحمي الفنان الكويتي والمجتمع بشكل عام، ومن حق كل فنان عربي أن ينتمي لنقابته، وكونك تدفع رسوما بسيطة، فسوف تعود عليك بالنفع، فالنقابة وجدت لتحمي الفنانين.

● وماذا عن كبار النجوم هل سيكون الاشتراك النقابي فرض عليهم؟

- مع كل التقدير والاحترام لنجومنا وتاريخهم، لكن هذا قانون ملزم للجميع، ولا بدّ من احترامه ألا يدفع النجوم مخالفات سياراتهم، لماذا لا تدفع أيضا رسوم اشتراكك في النقابة التي ستتولى الدفاع عنك في حال ظهرت مشاكل مستقبلية، فمن يغضب أو يزعل "كيفه"، لكن احترام القانون فرض وواجب لمصلحة الحركة الفنية والكويت.

غياب الـ "شو" الإعلامي

● لماذا لا يشعر الفنانون والإعلاميون بوجود نقابة لهم فهناك غياب إعلامي لأنشطته؟

- ليس من أهدافنا الـ "شو" الإعلامي أو استعراض العضلات، لكن هناك بروتوكولات تعاون بين نقابتنا والنقابات الفنية العربية، فمن ينتج مثلا عملا دراميا ويسعى لعرضه في أي دولة عربية، تعمل النقابة على تسهيل أموره، كذلك تتدخل النقابة لحل كثير من المشاكل في صمت، فالخدمات موجودة دون ضجيج إعلامي.

● بعد عامين تقريبا، تمر مئة عام على عرض أول عمل مسرحي كويتي في عام 1922، فماذا أنتم فاعلون؟

- بالطبع الحركة المسرحية الكويتية عريقة، وستكون هناك احتفالية خاصة بهذا الحدث المهم، سيعلن عن تفاصيلهافي حينه، وهذا يدفعنا للتساؤل أيضا: هل معقول مئة عام بدون نقابة أو قانون يحمي الفنانين؟ ولا يتصور البعض أنها نقابة للممثلين أو المسرحيين فقط، بل لدي 84 تخصصا، كل عناصر العرض المسرحي والفنون التشكيلية والتطبيقية والنحاتين والطباعة والتصميم بالكمبيوتر والجرافيك والأزياء والموسيقيين، وغيرهم، لكن الممثلين فقط "همّا اللي زعلانين ومتخوفين"، وأقول لهم هذه النقابة ليست لكم بمفردكم، فنحن نتعاون في كل المجالات لا التمثيل فقط، فمن يزعل معناه أنه رافض للقانون.

● ما الموقف القانوني بالنسبة للمخرجين العرب الذين يتصدون للأعمال الدرامية الكويتية بعد صدور القانون؟

- من حق الفنان أو المخرج العربي الانتساب للنقابة، بشرط أن يكون قد مضى على وجوده في الكويت خمس سنوات، وإذا كان عضوا في نقابة الفنانين بدولته يتم التنسيق مع النقابات العربية، فنحن لا نمنع أحدا من العمل، لكن في إطار القوانين المنظمة لهذا العمل، حيث يحصل على تصريح أو موافقة من النقابة الكويتية لتصوير أو إخراج العمل الذي أتى من أجله.

● وإذا لم يحصل على تصريح وبدأ التصوير متجاهلا النقابة؟

- لدينا خاصية الضبطية القضائية، بمعنى لا يستطيع أحد تصوير أي عمل على أرض الكويت إلا بعد موافقة وزارة الإعلام الكويتية، والحصول على تصريح منها، فالنقابة تستطيع إيقاف تصوير الأعمال ما لم تحصل على تصريح، وتلتزم بالقوانين، فالنقابة ليست "طوفة هبيطة"، ومن يرفض ففي بطنه شيء، ومن يحارب النقابة يريد الساحة "سداح مداح".

● في نهاية اللقاء، هل تود توجيه رسالة لأحد المسؤولين؟

- رسالتي للأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كامل العبدالجليل، ومفادها: نحن وجهان لعملة واحدة، أنتم المؤسسة الرسمية الحكومية، ونحن نمثّل الفنانين، فأرجو التعاون وإشراكنا في التخصصات الموجودة لديكم لإثراء الحركة الفنية، لأننا كأعضاء نقابة متخصصون في كل المجالات.

أعضاء مجلس إدارة النقابة

نقيب الفنانين رئيس مجلس الإدارة د. نبيل الفيلكاوي، ويتكون مجلس الإدارة من الفنان طارق العلي، والمخرج خلف العنزي، وجمال الردهان، وخالد بوحيمد، ود. خالد القحص، ود. عنبر وليد، كما تضم النقابة أعضاء من خيرة الدكاترة وكبار المتخصصين في المجالات الفنية كافة، مثل المسرح والدراما والإعلام والسينما والموسيقى والفنون التشكيلية والتطبيقية بجميع فروعها وتخصصاتها.

دخلنا قضايا كثيرة دفاعاً عن الفنانين من شراك النصابين

الدخلاء أضروا بالحركة الفنية وهبطوا بمستوى الدراما
back to top