برنامج العمل الحكومي هو الحل

وهذا الجهد يجعل الحكومة تستحق أن يضع الشعب ثقته المطلقة في يدها أياً كانت قراراتها وأيا كان الثمن الذي سيدفعه الشعب كفرض الضرائب أو خصخصة بعض مؤسسات ومرافق القطاع العام أو تعديل التركيبة السكانية، على ألّا يكون الجهد الحكومي عبر وعود أو خطط هلامية، بل عن طريق الفريضة الدستورية المغيبة، أعني برنامج العمل، فعلى الحكومة القادمة أن تضع برنامج عملها فور تشكيلها وفق ما نص عليه الدستور. وحتى يمكن ولادة برنامج العمل الحكومي وتقديمه فور تشكيلها وفق منطوق ومفهوم المادة الدستورية يجب على منظمات المجتمع المدني والكُتل السياسية والناشطين من أصحاب الرأي أن يبلوروا الأهداف والمشاريع والحلول بكل جدية واحترافية عالية بعيدا عن العموميات الجوفاء والمطالب الشعبوية الفارغة البعيدة عن الاستحقاقات التي تفرضها المرحلة الراهنة ووفق الإمكانات المتاحة في صيغة أهداف منضبطة بمعايير كمية وزمنية. وليأتِ مشروع الوزير السابق بدر الحميدي للإسكان والطرق، وليأتِ مشروع الشيخ ناصر صباح الأحمد مدينة الحرير وتطوير الجزر، ولتأتِ مرئيات الدكتور ناصر المصري التقدمية. (راجع مقالنا في الجريدة بتاريخ 2020/6/19)، ولا بد أن تتكامل مع ذلك وتمهد له كل تدابير ومقترحات إصلاح البيئة السياسية وحرية التعبير والنقد البنّاء، ولتفتح له المنافذ في أجهزة الإعلام الرسمية بحرية كما حدث في عهد وزير الإعلام الأسبق الدكتور أنس الرشيد لتكون هي مصدر الحقيقة والوعي لا الذباب الإلكتروني ومصادر الإشاعة والبلبلة.وكبادرة أولى يجب تعديل نظام التصويت الانتخابي ليشارك الجميع في الانتخابات القادمة وإيقاف مهزلة الواسطات للعلاج في الخارج والتوظيف والترقيات وكل الخدمات ومحاربة الرشوة الانتخابية بكل قوة لتتحول الساحة الانتخابية إلى ما يشبه ورشة عمل لا يجرؤ على دخولها إلا من لديه القدرة على تحمل أعباء هذه المرحلة ولديه كفاءة الانخراط الإيجابي والإبداعي في ورشة العمل.