الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعود إلى بيروت المنكوبة : أين الحكومة؟

• الجيش اللبناني يتهم إسرائيل بقصف مراكز جمعية بيئية بعد توتر ليلي في الجنوب
• البطريرك الماروني بشارة الراعي : رُدوا على «الحياد» بالحُجج... لسنا عملاء لأحد والحل بلمّ السلاح

نشر في 27-08-2020
آخر تحديث 27-08-2020 | 00:04
جندي فرنسي في مرفأ بيروت أمس	(رويترز)
جندي فرنسي في مرفأ بيروت أمس (رويترز)
على عكس ما كان متوقعاً أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيزور لبنان في الأول من سبتمبر كما وعد في زيارته الأخيرة بعد الانفجار الهائل الذي دمر مرفأ بيروت. الرئيس الفرنسي سيسأل المسؤولين السياسيين عن الذي تحقق من مطالبه لتجنيب البلاد الانهيار من خلال تشكيل حكومة وبدء إصلاحات اقتصادية.
ليس في الصورة ما يشي بأن الولادة الحكومية ستكون قريبة، إلى حد أن تبصر النور قبل الأول من سبتمبر المقبل، موعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبيروت في مئوية لبنان الكبير، بحسب ما أعلن قصر «الاليزيه» أمس.

وكشفت مصادر متابعة، امس، أن «الزيارة الرئاسية الفرنسية تهدف الى امرين اساسيين، الاول الاطلاع عن كثب على الخطوات التي طلبها في زيارته الاولى لجهة تشكيل حكومة انقاذ سريعا تنفذ الخطوات الاصلاحية التي في ضوئها يمكن فتح حنفية المساعدات للبنان، والثاني المشاركة في احياء ذكرى مئوية لبنان الكبير».

وقالت المصادر إن «ماكرون سيسأل بوضوح عن أسباب تأخر ولادة الحكومة، في ظل الانهيار الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه لبنان، وأنه سيضع السياسيين اللبنانيين أمام مسؤولياتهم وسيحملهم تبعات استهتارهم، الذي يساهم بتعميق الازمات في لبنان».

وأكدت أن «احتفالا مقتضبا جدا سيقام في قصر الصنوبر يشارك فيه الرئيس ماكرون، الذي تقتصر زيارته لبيروت على بضع ساعات، ورئيس الجمهورية ميشال عون وعدد محدود من الشخصيات، وسيعقبه غداء في قصر بعبدا يقيمه الرئيس عون على شرف نظيره الفرنسي».

الراعي

في موازاة ذلك، تواصل السجال القائم بين بكركي من جهة، و«حزب الله» وفريقه الإعلامي من جهة ثانية امس. فبعد دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي قبل أيام إلى «دهم كل مخابئ السلاح والمتفجرات ومخازنه المنتشرة من غير وجه شرعي بين الأحياء السكنية»، وتصويب الإعلام المحسوب على «حزب الله» باتجاه بكركي إلى حدّ اتهامها بأنها «تروج لاسرائيل»؛ رد الراعي أمس على تلك الاتهامات قائلا: «لم نتعوّد على أن نكون عملاء لأحد، بل البطريركية تقول الحقيقة البيضاء الواضحة، ولسنا مرتبطين بأي أحد في الداخل والخارج، وخلاص اللبنانيين الوحيد هو لبنان الحياد»، متسائلاً: هل يختلف اثنان على انّ السلاح متفلت في لبنان؟ الحلّ أن نقول للدولة لمّي الأسلحة».

وتابع: «كنتُ أنتظر ممّن لديه أي تحفّظ عن اقتراحي أن يعطي براهين مقنعة وقانونية، ومش كل ما دقّ الكوز بالجرّة نتّهم الناس بالعمالة». وأضاف: «لم أدخل بكلام عن حزب الله وسلاحه، وأنا تحدّثت بالمبادئ ولا سيادة اليوم للدولة في لبنان».

السفير الروسي يزور قاسم

إلى ذلك، أكد نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «حرص حزب الله على تكليف رئيس حكومة وتشكيلها بما يتناسب مع أوسع تأييد للقوى السياسية النيابية، لتتمكن من العمل معا لإنقاذ البلد».

وقال قاسم، خلال استقباله السفير الروسي في بيروت الكسندر زاسبكين، أمس: «رغبة الحزب في حكومة الوحدة الوطنية أو ما يشابهها ليست إلا لحشد الطاقات وتحمل المسؤولية من الجميع في بناء لبنان، فقد أثبتت التجربة أن أغلب من يكونون معارضة لأنهم لم يمثلوا في الحكومة، يعملون على إعاقة عمل الحكومة وتحريض الدول الأجنبية لعدم مساعدة لبنان والتحريض لإفشال الحكومة».

تصعيد على الحدود

عاش سكان المنطقة الجنوبية الممتدة من بنت جبيل في القطاع الأوسط، وصولاً إلى شعبا وكفرشوبا في القطاع الشرقي، ليلة حامية على وقع إطلاق الجيش الإسرائيلي عشرات القنابل المضيئة والحارقة، فوق أودية قرى عدة ممتدة على الشريط الحدودي.

وبينما لم يصدر أي بيان عن «حزب الله» حول الأمر، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أن قواته قصفت نقاط مراقبة لحزب الله قرب الحدود مع لبنان، ردّاً على إطلاق نار استهدفها ليلاً (الثلاثاء)، في حين توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو برد «قوي في حال حصول هجمات جديدة انطلاقا من لبنان». وقال جيش الدفاع الاسرائيلي، في تغريدة على «تويتر»، إنه «خلال نشاط عملاني في شمال إسرائيل ليل أمس (الثلاثاء) تمّ استهداف جنود من الجيش الإسرائيلي بإطلاق نار». وأضاف: «ردّينا بالنيران، وطائراتنا قصفت نقاط مراقبة لحزب الله قرب الحدود». وتابع: «هذا حدث خطير، ونحن مستعدّون دوماً لمحاربة أي تهديد لحدودنا، كما ان الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية ما يحصل على أراضينا».

نتنياهو

وأعلن نتانياهو، امس، أن «إسرائيل تنظر بخطورة كبيرة إلى التصعيد الأخير على الحدود مع لبنان»، متوعدا «برد قوي في حال حصول هجمات أخرى في المستقبل». وقال: «أنصح حزب الله بعدم اختبار قوة إسرائيل. حزب الله يعرض لبنان مجددا للخطر بسبب عدوانه».

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، ليل امس الأول، وقوع «حادث أمني» على الحدود مع لبنان عمد على أثره إلى إطلاق قنابل مضيئة في سماء المنطقة الحدودية، مشيراً إلى أنّه «تمّ على الأثر إغلاق عدد من الطرق في المنطقة». كما دعا الجيش سكان خمس بلدات حدودية إلى «التوقّف عن مزاولة أي نشاط خارج منازلهم والعودة حالاً إليها وملازمتها والاستعداد لإيجاد ملاذ آمن إذا ما اقتضت الحاجة».

الجيش اللبناني

الجيش اللبناني

في السياق، أعلن الجيش اللبناني، في بيان أمس، أن «مروحيّات تابعة لإسرائيل استهدفت بعد منتصف ليل امس (الثلاثاء) مراكز تابعة لجمعية أخضر بلا حدود البيئية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك عبر إطلاق 3 صواريخ في خراج بلدة راميا، و8 صواريخ في خراج بلدة عيتا الشعب، إضافة إلى صاروخين أُطْلِقا من داخل موقع تل الراهب على خراج البلدة نفسها. كما استهدفت مركزاً للجمعية المذكورة في محمية عيترون، ما أدى إلى اندلاع حريق داخلها».

وأضاف الجيش اللبناني: «سبق ذلك اعتداءات في الليلة نفسها، عبر إطلاق 117 قذيفة مضيئة، ونحو 100 قذيفة قسم منها متفجّر والآخر فوسفوري في خراج بلدات: ميس الجبل وحولا ومارون الراس وعيترون داخل الأراضي اللبنانية، ما سبّب اندلاع حرائق في الأحراج، وأضراراً مادية في أحد المنازل».

كما لفت الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي، أمس، إلى أن «اليونيفيل قامت على الفور بتحريك قنوات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها، وعززت قواتها على طول الخط الأزرق»، مشيرا الى أنه «وفي اتصالات لاحقة، أبلغ الجيش الإسرائيلي اليونيفيل أن نيران أسلحة خفيفة أُطلقت من لبنان تجاه دورية تابعة للجيش الإسرائيلي في محيط منطقة المنارة».

ودان مجلس الدفاع الأعلى خلال اجتماعه في قصر بعبدا، امس، القصف الاسرائيلي، وقرر رفع شكوى لمجلس الأمن الدولي.

التصعيد عشية «التمديد»

ويأتي التصعيد على الحدود عشية استحقاق التمديد لقوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» (31 اغسطس)، وبعد أسبوع من دعوة إسرائيل إلى «إصلاح» تلك القوة واتهامها «بالانحياز وعدم الكفاءة». ولم تستبعد مصادر متابعة أن «يكون الاسرائيليون من تلقاء أنفسهم، قرروا التصعيد جنوبا قبل استحقاق التمديد»، مشيرة إلى انهم «يريدون من سلوكهم هذا دعم وجهة النظر الاميركية، القائلة بضرورة توسيع صلاحيات القوة الدولية ومهامها لتتمكن من ضبط تحرّكات حزب الله جنوبي الليطاني بشكل أفضل».

back to top