ألكسندر لوكاشينكو يأمر الجيش بقمع «الثورة الملوّنة»

تعهّد بحلٍّ «خلال أيام»... وتيخانوفسكايا تتحدّى السلطة

نشر في 23-08-2020
آخر تحديث 23-08-2020 | 00:00
لوكاشينكو (في الوسط) يتابع أمس تدريبات عسكرية  قرب غروندو    (رويترز)
لوكاشينكو (في الوسط) يتابع أمس تدريبات عسكرية قرب غروندو (رويترز)
مع استمرار الاحتجاجات المناهضة للحكومة في بيلاروسيا (روسيا البيضاء) التي تحظى بدعم الولايات المتحدة والدول الغربية منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في 9 الشهر الجاري، وفاز فيها ألكسندر لوكاشينكو بولاية رئاسية جديدة، أصدر الأخير، تعليماته إلى القيادة العسكرية للبلاد باستخدام «إجراءات صارمة» من أجل حماية أمن ووحدة أراضي البلاد.

ويتعرض لوكاشينكو «65 عاماً» الملقب بـ «آخر دكتاتور في أوروبا»، ويطلق عليه أنصاره اسم «باتكا»، التي تعني باللغتين الروسية والبيلاروسية «الوالد»، كناية عن الهيمنة الأبوية على مقاليد الدولة البيلاروسية، لأكبر حراك معارض بعد انتخابات رئاسية أعلن أنه فاز فيها بولاية سادسة بنسبة 80 في المئة من الأصوات رغم اتهامات كثيرة بالتزوير.

وأصدر لوكاشينكو هذه التعليمات أثناء زيارته، أمس، إلى قاعدة عسكرية في مدينة غرودنو غرب بيلاروسيا، قرب الحدود مع بولندا وليتوانيا، حيث يقام تدريب عسكري.

ودعا لوكاشينكو وزير الدفاع وقائد العمليات الغربية إلى بذل كل جهد «لحماية اللؤلؤة الغربية لبيلاروسيا ومركزها في غرودنو». وأضاف: «كما توقعنا، كل شيء يسير وفق خطة الثورات الملونة بمشاركة عامل خارجي، مع تأجيج الوضع السياسي الداخلي في البلاد، لذلك، يجب على جيشنا أن يستخدم أكثر الإجراءات صرامة لحماية وحدة أراضي بلادنا».

وكان لوكاشينكو، المحاصر بالمشاكل، أمضى يوم أمس الأول، في لقاءات مع مسؤولي هيئات إنفاذ القانون وقال، إنه ينوي حل الأزمة السياسية «في الأيام المقبلة».

كما اتهم الولايات المتحدة بـ«توجيه» المتظاهرين المعارضين من أجل إنشاء منطقة عازلة بين روسيا من جهة وبيلاروسيا ودول البلطيق الثلاث وأوكرانيا من جهة أخرى، واتهم الغرب بالتخطيط لغزو بلاده.

وقال إنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن قوى معادية أقامت مركزاً في وارسو وتسعى إلى «فصل» منطقة غرودنو المتاخمة لليتوانيا وبولندا.

من ناحيتها، أعربت زعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا التي تزعّمت أكبر تحد أمام لوكاشينكو الممسك بزمام السلطة منذ 26 عاماً، عن تحدّيها للسلطات عقب فتح حكومة لوكاشينكو تحقيقاً جنائياً في محاولات لـ»الاستيلاء على السلطة».

وفي أول تعليق علني منذ فرارها إلى ليتوانيا، قالت تيخانوفسكايا في مقابلة تلفزيونية، أمس الأول، إن البيلاروسيين «لن يقبلوا القيادة الحالية مرة أخرى على الإطلاق». وقالت ان الشعب «لن يغفر أبداً ولن ينسى العنف الذي عاناه».

وأضافت: «يجب أن يكون واضحاً للرئيس أن هناك حاجة للتغيير. آمل أن يتم سماع صوت الناس وأن تكون هناك انتخابات جديدة». وعندما سئلت إن كانت تنوي هي أو زوجها، خوض الانتخابات إذا أعيد التصويت، قالت تيخانوفسكايا، وهي مدرسة لغة إنكليزية سابقة تبلغ من العمر 37 عاماً، «لا أعتزم ترشيح نفسي»، مشيرة إلى أن إطلاق السجناء أحد مطالب المحتجين وكذلك «إجراء انتخابات جديدة نزيهة تسترد العدالة».

ورداً على سؤال حول الدعم الروسي للوكاشنيكو، قالت: «أدعو جميع دول العالم إلى احترام سيادة جمهورية بيلاروسيا، لا نريد أن نعيش وسط الخوف والأكاذيب بعد الآن»، داعية العمال المضربين إلى التواصل مع مجلس التنسيق الذي أسسته لتنظيم الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية.

وفتحت بيلاروسيا الخميس الماضي، تحقيقاً جنائياً في تشكيل مجلس التنسيق الذي اعتبرته محاولة غير دستورية للإطاحة بلوكاشنيكو.

وطالب الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا بـ»وقف التحقيق الجنائي والدخول في حوار بدلاً من ذلك بهدف التحرك نحو مخرج سلمي من الازمة الحالية» متهما حكومة لوكاشينكو بممارسة «الترهيب».

back to top