إيران تعدم جاسوساً وشى بقاسم سليماني و الرئيس السوري بشار الأسد

• محمد جواد ظريف في موسكو اليوم... ورئيسي يعتبر الاحتجاجات خطاً أحمر للنظام
• الحرس الثوري الإيراني: اصطفافات وراء الحدود تتحيَّن الفرص
• اعتقال جميع محتجي مدينة بهبهان

نشر في 21-07-2020
آخر تحديث 21-07-2020 | 00:04
عراقيات ينتخبن في فبراير الماضي في موقع اغتيال قاسم سليماني في بغداد (رويترز)
عراقيات ينتخبن في فبراير الماضي في موقع اغتيال قاسم سليماني في بغداد (رويترز)
بعد 7 أشهر على عملية اغتيال قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، في بغداد بواسطة طائرة أميركية مسيَّرة، أعدمت السُّلطات الإيرانية، الشخص المُدان بالمساعدة في إفشاء وتحديد موقع سليماني، معتبرة أن "تنفيذ حُكم الإعدام بحق محمود موسوي مجد أغلق قضية خيانته لبلده".
أعدمت السُّلطات الإيرانية، أمس، مترجماً سابقاً أدين بالتجسس لمصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك المساعدة على تحديد موقع الجنرال قاسم سليماني، الذي قُتل بضربة نفذتها طائرة أميركية مسيَّرة قرب مطار بغداد في يناير، كما أنه زوَّد الاستخبارات الأميركية، بمعلومات عن رئيس فريق الحماية للرئيس السوري بشار الأسد.

وأفاد موقع «ميزان أونلاين»، المرتبط بالسُّلطة القضائية، بأنه «تم تنفيذ الحكم الصادر بحق محمود موسوي مجد صباح الاثنين، بتهمة التجسس، لتغلق بذلك قضية خيانته لبلده إلى الأبد».

وقال الناطق باسم القضاء، غلام حسين إسماعيلي، للصحافيين في وقت سابق هذا الشهر، إن «موسوي مجد تجسس على أجهزة أمنية عدة، خصوصا القوات المسلحة وفيلق القدس وتحركات الشهيد قاسم سليماني إزاء الحصول على المال».

وأدين موسوي مجد بتلقي مبالغ مالية كبيرة من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، والموساد الإسرائيلي، وفق إسماعيلي.

يُذكر أن موسوي مجد هاجر إلى سورية مع أفراد عائلته في سبعينيات القرن الماضي، وعمل مترجما باللغتين الإنكليزية والعربية في إحدى الشركات، وفق «ميزان أونلاين»، مضيفاً أن «إلمامه باللغة العربية والجغرافيا السورية جعله مقربا من المستشارين العسكريين الإيرانيين، وتولى مسؤوليات في مجموعات متمركزة من إدلب إلى اللاذقية».

تسجيلات مصوَّرة

من ناحيته، بث التلفزيون الرسمي الإيراني تسجيلات مصوَّرة قال إنها لأحد الوسطاء بين موسوي مجد و«CIA»، مشيرا إلى أنه تم اكتشاف أمره بعد اعتراض اتصالات جرت بينهما.

كما بث تسجيلا مصورا ذكر أنه لاعترافات موسوي مجد، قال فيه الأخير إنه كان يخطط كذلك للتعاون مع أجهزة استخبارات دولة خليجية، قبل أن يتم اعتقاله.

قناة «العالم»

وفي مزيد من التفاصيل، قالت قناة «العالم»، إن موسوي مجد تم اعتقاله قبل نحو عامين، وجرت محاكمته في الغرفة 15 من محاكم الثورة، بتهمة الإفساد في الأرض عبر العمل ضد الأمن القومي للبلاد، من خلال تسريب معلومات سرية إلى «CIA» و»الموساد»، والحصول على 280 ألف دولار مقابل أعمال التجسس، وصدر الحُكم ضده بالإعدام في العام الماضي، ومن ثم أخذت المحكمة العليا إشكالية على الحُكم، وأعادت الملف إلى المحكمة، التي حكمت عليه بالإعدام من جديد قبل نحو 5 أشهر، ورفعت الملف إلى المحكمة العليا، التي أكدت الحُكم الصادر هذه المرة.

وتفيد المعلومات بأن موسوي مجد، وضمن أعماله الإجرامية وفي أول لقاء له مع ضابط استخبارات أميركي، زوَّده بمعلومات عن رئيس فريق الحماية للرئيس السوري بشار الأسد، فضلا عن رقم هاتفه النقال.

كما وضع هذا الجاسوس تحت تصرف «CIA» مشروع التحول في هيكلية المؤسسات الأمنية والاستخبارية السورية مع تذييل كتبه سليماني.

وقد امتدت فترة تعامله من يونيو 2013 حتى أكتوبر 2017، وبلغ ما تسلمه من الاستخبارات الأميركية 280 ألف دولار.

كما تعاون مع «الموساد»، وتلقى تدريبات من هذا الجهاز، ضمنه كيفية ترميز الوثائق والمعلومات، وضمن المعلومات التي زود «الموساد» بها كانت حول زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى سورية.

«الشاب الماجن»

جاء ذلك، بعد أن عمدت وسائل إعلام شبه رسمية، أمس الأول، إلى نشر تقرير يؤكد وجود صور ومقاطع مصورة تفضح حياة الشاب «الماجنة»، حيث كان يقضي قسطاً كبيراً من وقته في الملاهي الليلية بلبنان، وفق وكالة أنباء «فارس». وأضافت أن الصور والفيديوهات التي حصلت عليها السُّلطات الإيرانية كشفت أن موسوي مجد، وعلى عكس ما كان يظهر عليه من تدين، كان يتعاطى المخدرات، ويعاقر الخمر بشراهة.

كما زعمت أن علاقة موسوي مجد مع الموساد الإسرائيلي رصدت من قبل «حزب الله» وسُلِّم لإيران. وأكدت الوكالة أن المتهم «كان على اتصال مع بعض المستشارين الإيرانيين في سورية»، لكنها قالت إنه كان «يعمل سائقاً، وتحت هذا الستار قام بجمع وبيع المعلومات التي يحصل عليها إلى المخابرات الإسرائيلية والأميركية، وكان يتقاضى 5000 دولار شهريا مقابل هذه المعلومات».

تساؤلات

وطرحت قضية موسوي مجد العديد من التساؤلات، لاسيما أن الأخير وقع بين يدي «حزب الله» في لبنان، ومن ثم سُلِّم إلى طهران.

كما حملت قضية «الواشي بسليماني» تضارباً كبيراً بين تصريحات المسؤولين الإيرانيين الشهر الماضي، ففي حين أعلن إسماعيلي تورط محمود موسوي مجد في كشف تحركات سليماني، نفى مسؤولون إيرانيون لاحقا تلك المعلومة، لاسيما بعد أن كشف أن الشاب معتقل منذ عام 2018 أي قبل مقتل سليماني، مكتفين بالقول إنه كشف تحركات القوات الإيرانية في سورية.

الحرس الثوري

من ناحية أخرى، قال القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، إن «ثمة اصطفافات خطيرة وراء الحدود تتحيَّن الفرص».

ونقلت وكالة فارس عن سلامي قوله، «منذ 41 عاماً نعيش في نقطة تشهد أكثر المؤامرات العالمية تعقيداً، وأن تطورنا خلال هذه الفترة كان في ساحة العمل والتهديد، حيث قمنا بمبادرات وإبداعات جديدة».

وأضاف: «قوات الحرس الثوري لا تخشى أي قوة، مهما كانت كبيرة، لأنها تتوصل إلى طريق بالتغلب على العدو، والحدود تلعب اليوم الدور الأساسي في أمن واستقرار المجتمع، لأن هنالك ثمة اصطفافات خطيرة وراء الحدود تتحيَّن الفرص، إلا أن قواتنا الدفاعية لن تسمح لها بذلك».

اعتقال محتجين

في غضون ذلك، أعلنت الشرطة الإيرانية، أمس، توقيف منظمي الاحتجاجات التي اندلعت الأسبوع الماضي في جنوب غربي البلاد، وفق ما أفادت وكالة «إرنا» الرسمية.

ونقلت الوكالة عن قائد شرطة ولاية خوزستان، حيدر عباس زاده، أنه «تم التعرّف وتوقيف جميع مَن نظموا تجمعا غير قانوني، ومخالفا للأعراف في مدينة بهبهان»، من دون أن يحدد عددهم أو هوياتهم.

واندلعت الاحتجاجات الخميس الماضي، «مع تجمع عدد محدود من سكان بهبهان، وإطلاقهم هتافات مخالفة للأعراف» وفقا لزاده، وهو مصطلح تستخدمه عادة السُّلطات الإيرانية للإشارة إلى الشعارات المناهضة للنظام.

وقال إبراهيم رئيسي، رئيس السُّلطة القضائية في إيران والمرشح المحتمل لخلافة المرشد علي خامنئي: «خطنا الأحمر هو الاحتجاجات، التي تؤدي إلى تفكك البلاد». ورغم إلغاء قرار إعدام 3 شبان شاركوا في احتجاجات نوفمبر بعد توقيع أكثر من 10 ملايين إيراني في الداخل والخارج على عريضة لإلغاء الحكم، قال رئيسي إن «طفيليين» يقفون وراء الحملة.

لافروف وظريف

على صعيد آخر، يعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، محادثات في موسكو، اليوم، مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

وكانت آخر مرة زار فيها وزير الخارجية الإيراني موسكو، في 16 يونيو الماضي. وتأتي الزيارة، بعد توقيع طهران ودمشق اتفاق دفاع عسكريا يتضمن تزويد السوريين بدفاعات جوية إيرانية.

وكانت «الجريدة» أشارت إلى أن موسكو وافقت مسبقاً على الاتفاقية، بعد أن عارضتها لمدة 6 أشهر. كما تأتي بعد يومين على اجتماع عبر الفيديو بين وزيري الدفاع الروسي والإسرائيلي تطرَّق إلى الأوضاع في سورية وإيران والتعاون الدفاعي، وفق ما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية.

back to top