لبنان: هجوم شيعي على حياد بشارة بطرس الراعي ... وجبران باسيل يضع شروطاً مستحيلة

نشر في 20-07-2020
آخر تحديث 20-07-2020 | 00:00
رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبدالأمير قبلان
رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبدالأمير قبلان
بينما أظهرت كل المؤشرات أن سيد بكركي البطريرك مار بشارة بطرس الراعي متمسك بالحملة، التي أطلقها من أجل تحييد لبنان مجدداً عن أزمات المنطقة، لإنقاذه من الازمة الاقتصادية، شن رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبدالأمير قبلان، الذي يعتبر أعلى مسؤول ديني شيعي، أمس، أعنف هجوم على "مبدأ الحياد" موجها انتقادات ضمنية للراعي.

وفي رسالة إلى اللبنانيين، في الذكرى السنوية لـ "عدوان تموز"، حذر قبلان بشدة من "تضييع بوصلة المصلحة الوطنية والأخلاقية فيما يتعلق بموقع لبنان وكيفية إنقاذه وسط هذه الأعاصير، والهجمة الدولية والإقليمية على تمزيقه، تارة بفرض حصار وعقوبات اقتصادية عليه، وأخرى بتدخلات في شؤونه الداخلية وتحريض فئة على أخرى، وصولا الى الدعوة الى الفدرلة وتحميل المقاومة وزر الأزمة الاقتصادية والمعيشية، وطرح حياد لبنان كمخرج للخروج من الأزمات الحالية".

ولفت قبلان إلى أن "الحياد أن نكون ضد شياطين النهب والفساد والظلم والفتنة والاستبداد، الذين حولوا الدولة إلى جثة نتنة ممزقة فوق ركام شعب من المضطهدين والمظلومين".

وقال: "من السخافة والنذالة أن نجد من يتعاطف مع العملاء والخونة تحت عناوين شتى تريد تشويه صورة لبنان المقاوم والمنتصر على العدو الصهيوني، بغية إخراجه من الصراع مع عدو ظالم لا يزال محتلا لارضنا".

ليس طرحاً طائفياً

وكان الراعي أعاد، خلال عظته امس، التمسك بطرحه، مؤكداً أن "نظام الحياد ليس طرحاً طائفياً أو فئوياً أو مستورداً، فالحياد هو استرجاع لهويتنا وطبيعتنا الأساسية، وباب خلاص لجميع اللبنانيين دونما استثناء"، مضيفاً: "رجائي أن يصار إلى فهم حقيقي مجرد لمفهوم نظام الحياد الناشط والفاعل عبر حوارات فكرية علمية، تكشف معناه القانوني والوطني والسياسي، وأهميته للاستقرار والازدهار".

ويبدو أن "الحج" السياسي والشعبي باتجاه الديمان المقر الصيفي للبطريرك، خلال الأيام الماضية، قد دفع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، المتحالف مع "حزب الله" إلى اللحاق بالركب.

وأكد باسيل، بعد لقائه الراعي، أن "التحييد هو قرار ذاتي يأخذه الشخص من تلقاء نفسه ويطبقه، وقمنا بتسميته النأي بالنفس. أما الحياد فهو قرار مطلوب منا ومن الآخرين لكي يطبق".

وأوضح باسيل أن "الحياد هو تموضع استراتيجي وخيار إذا أخذناه يجب أن نتأكد من إمكانية تطبيقه، وأن نعمل لنوفر ظروف النجاح له وهي ثلاثة: أولا التوافق الداخلي، فلا يمكن أن يكون بالفرض والنكاية، بل بالاقناع والحوار الوطني، ونحن طرحنا فتح الحوار بين اللبنانيين على كل القضايا وخاصة الخلافية".

وأضاف: "ثانيا تأمين مظلة دولة ورعاية خارجية كاملة لتأمين احترام الحياة من قبل الدول، وثالثا وجوب اعتراف دول المجاورة لهذا المبدأ واحترامه وتطبيقه من خلال اخراج عناصر الخارج المتفجرة في الداخل، ومنها احتلال الارض من قبل إسرائيل والإرهاب الموجود في لبنان والمنظم من الخارج، وترسيم الحدود للعيش دون خلاف وصراع، والنازحين السوريين في لبنان، ووجود اللاجئين الفلسطينيين".

وعلقت مصادر سياسية متابعة على كلام باسيل بالقول: إنه يحاول وضع شروط تعجيزية امام الحياد، فكيف ومتى وبأي زمن سيقبل النظام السوري وإسرائيل معاً على تحييد لبنان؟

back to top