رسالة إلى السفير التونسي
سعادة الأخ العزيز: قرأت رسالتكم المؤثرة والنابعة من دبلوماسي تونسي قدير ومهني محترف في مجاله ومجالات عدة، أهمها ثقافة عالية وخلق كبير. إنني قرأت رسالتكم وانتابني شعور بالحزن، وفي الوقت نفسه بالفخر والتمني لكم قلبياً بالمهمة المرموقة التي تنتظركم في مستوى طموحكم وتطلعاتكم، أنا حزين لأنكم ستغادرون بلداً أحببتموه وبادلكم المحبة والود والاحترام وعلى فترتين أثبتم فيهما مكانة تونس في قلوب الكويتيين، وإني أعي ما أقول لأن المهمة صعبة.
تغلبتم على مراحل كثيرة كان فيها الحلو والمر، وبحمد الله وفقتم في المسير وسط أجواء صعبة مرت بالمنطقة تناغمت تونس الخضراء مع شقيقتها الكويت في معظمها، وأبليتم بلاء حسنا خلال توليكم المسؤولية بشهادة القاصي والداني من كويتيين وزملاء في السلك الدبلوماسي والجالية التونسية الكريمة. فهنيئا لكم بما وفقكم به الله من قدرة وعزم لما حققتموه من إنجازات وبصمات ستبقى محفورة في الذاكرة الجمعية للمجتمع الكويتي والمقيمين فيه من وافدين من مختلف المشارب، ولا يفوتني دور أسرتكم وزملائكم الذين أعانوكم على الحصول على النتائج الملموسة التي حققتموها، والتي ستكون زادا يرافقكم في مهامكم الجديدة. وفقكم الله، مع تمنياتي لكم بالسفر الميمون إلى حاضرة الخضراء محملكم السلام على كل من التقيت بهم خلال رحلتي الدبلوماسية من زملاء أعزاء عاودت الاتصال بهم بفضلكم، وكذلك أصدقائي وأحبائي الذين درست معهم في تونس منذ الستينيات من القرن الماضي، ولمدة خمس عشرة سنة كانت من أهم مراحل تكويني، المرحلة التي أغنتني بالمعرفة فكانت ولا تزال منصة أستند إليها في حياتي العملية والخاصة، ولكم أطيب التحيات والأخوة الصادقة. *سفير الكويت لدى كوبا