لبنان بين مطرقة الإصلاحات الأوروبية وسندان «الحياد» الأميركي

الحريري: تفكير لدى الحكومة والعهد بتغيير النظام الاقتصادي الحر

نشر في 10-07-2020
آخر تحديث 10-07-2020 | 00:00
No Image Caption
تتراجع الثقة الدولية بلبنان بسبب عجز السلطة السياسة عن القيام بالإصلاحات المطلوبة، مما أدى إلى حجب المساعدات المالية وانعكاس ذلك مزيداً من التدهور الاقتصادي.

ويبدو أن سلوك الحكومة غير المتجاوب بات يهدد جدياً الدعم المطلوب، وما كلام وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان إلا دليل على ذلك.

فالوزير الفرنسي الذي سيزور لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة أسف "لإحجام الحكومة عن الإصلاحات"، مشيراً إلى أن "هناك اليوم خطر انهيار، ويجب على السلطات اللبنانية أن تستعيد زمام الأمور".

وتوجه إلى اللبنانيين قائلاً: "نحن حقاً مستعدّون لمساعدتكم، لكن ساعدونا على مساعدتكم"، مضيفاً: "من الواضح تماماً عدم وجود وعي كافٍ لدى مجمل الشركاء السياسيين لخطر الانهيار".

ولاقى كلام لودريان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي ركز على الشق السياسي من الأزمة اللبنانية، معلناً عزم بلاده "مساعدة لبنان لئلا يكون تابعاً لإيران".

وشدد على "مواصلة التمييز بين سياسة تعزيز العقوبات على حزب الله وبين سياسة دعم ركائز الدولة في لبنان"، مؤكداً تصدي بلاده "لمحاولات استيراد حزب الله النفط الإيراني الخام إلى لبنان".

وقالت مصادر سياسية متابعة لـ"الجريدة"، أمس، إن "لبنان واقع بين مطرقة الإصلاحات التي يطالب بها الأوروبيون وبين سندان مطالب واشنطن بتحييد لبنان وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وبسط الجيش سيادته على كامل الأراضي اللبنانية".

وأشارت إلى أن "المطالب الدولية أصبحت أكبر بكثير من قدرة لبنان على التحمل بتوازناته السياسية الداخلية الدقيقة التي قد تتعرض إلى الاهتزاز في حال زاد الخناق على اللبنانيين وتحديداً حزب الله".

لكن مصادر مقربة من "حزب الله" اعتبرت أن "كلام بومبيو تدخّل سافر وفظّ ومرفوض في الخيارات الاقتصادية للبنان، وهو كلام يؤكد ما كان أعلنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله عن أن الولايات المتحدة تفرض حصاراً اقتصادياً ومالياً ونقدياً على لبنان وشعبه".

وشددت المصادر على أن "لبنان لن يبقى رهينة للممارسات الأميركية وعليه أن يحسم أمره في اتّجاه الخيارات التي تؤمّن مختلف الحاجات لشعبه من الوقود وغيره".

في موازاة ذلك، زار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري البطريرك الماروني بشارة الراعي، أمس، في مقرّه الصيفي في الديمان.

وأكدت مصادر متابعة أن "اللقاء تخلله نقاش مفتوح وصريح في الأزمة اللبنانية بمختلف تشعباتها وخلفياتها وأبعادها، وتركّز البحث في شكل خاص على ملفين أساسيين: ضرورة حياد لبنان وعودته إلى موقعه التاريخي بكل ما تعني كلمة حياد، وكيفية هيكلة الإصلاحات". وأضافت المصادر، أن"الرأي اتفق أيضاً على أهمية الوقف الفوري لمسلسل الهيمنة على البلد من فريق سياسي يجر لبنان إلى الهلاك ويضع يده على كل مفاصل الدولة الإدارية للتحكم بها بما يتناسب ومصالحه ضارباً عرض الحائط آلية التعيينات".

وأشارت المصادر إلى أن "الحريري أكد للبطريرك أنه خارج الإصلاح والحياد لا مجال للحصول على فلس واحد من الخارج".

وأعلن الحريري بعد اللقاء أن "لبنان يمر في أسوأ وضع اقتصادي شهده تاريخياً، وهناك تفكير لدى الحكومة والعهد بتغيير النظام الاقتصادي الحر، وكل الأفعال والتصريحات دليل على ذلك"، لافتاً إلى أن "لبنان يدفع أثماناً إقليمية يجب ألا يدفعها وعلى الجميع أن يضحي وأنا ضحيت".

وختم: "يجب أن نساعد أنفسنا ونعرف حجمنا كدولة وحجمنا في المنطقة ويجب ألا نسمح للعالم أن يلعب بنا".

back to top