الملتقى دعا إلى التعايش مع المرض وفق الاشتراطات الصحية

المتحدثون ناقشوا تاريخ الأوبئة خليجياً وتأثيراتها بيئياً واجتماعياً
تداعيات صحية واجتماعية... وإيجابيات بيئية
موجات الطاعون والإنفلونزا الإسبانية
سيف القايدي: الجائحة ساهمت في تقليل الملوثات والضوضاء وتخفيف الحركة المرورية
• موسى الغضبان: وباء الطاعون انتشر من البصرة عن طريق التجارة والبضاعة
• عيسى دشتي: الإنفلونزا الإسبانية أخطر من فيروس كورونا

نشر في 09-07-2020
آخر تحديث 09-07-2020 | 00:00
د. نايف السهيل مديراً للجلسة الثانية-مدير الجلسة د. راشد الصانع-د.  موسى الغضبان-د. محمد منيف العجمي منسق الملتقى
د. نايف السهيل مديراً للجلسة الثانية-مدير الجلسة د. راشد الصانع-د. موسى الغضبان-د. محمد منيف العجمي منسق الملتقى
ناقشت جلستا العمل الأولى والثانية في ملتقى تأثيرات كورونا، الأبعاد الجغرافية البيئية للجائحة، وتأثيراتها على دول الخليج غير المحصنة من انتشار الأوبئة والفيروسات.

كما بحثت تاريخ الأوبئة في دول الخليج العربية، وسلطت الضوء على الأمراض والاوبئة في الجزيرة العربية، خلال القرن العشرين.

وفي حين دعا بعض المتحدثين إلى ضرورة التعايش مع هذا المرض في ظل تطبيق الاشتراطات الصحية، لفت آخرون الى النتائج البيئية التي تركتها الجائحة، خصوصا على مستوى انخفاض معدلات التلوث
الجلسة الأولى

أطلق ملتقى الدراسات الاجتماعية في التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الجلسة الأولى التي تناولت الأبعاد الجغرافية البيئية لجائحة كورونا، والتي أدارها د. راشد الصانع.

بداية، قال ممثل كليات التقنية العليا في الامارات د. سيف القايدي "إن أهم الإيجابيات التي أحدثتها جائحة كورونا وتأثيرها على البيئة هي قلة الملوثات والمخلفات البلاستيكية على البيئة البحرية على سبيل المثال، فضلا عن قلة الضوضاء في المدن، وقلة حركة التنقل المرورية"، موضحا أن البيئة الطبيعية استعادت عافيتها، بسبب جلوس الناس في منازلهم.

وتابع القايدي: "لا توجد دراسات محكمة حول زيادة الوفيات فيما يخص الملوثات الطبيعية في ظل هذه الجائحة"، لافتا إلى أن الدولة شهدت انخفاضا في مستوى ثاني أكسيد الكربون من فبراير الى أبريل الماضيين.

وكشف عن سلبيات هذه الجائحة بأن دول الخليج غير محصنة من انتشار الأوباء والفيروسات، وان الشعوب خلال هذه الازمة ضحت بعلاقتها الاجتماعية، فضلا عن الحاجة الى التنسيق الكبير في دول مجلس التعاون، وان الشباب والبنات اصبحوا ملزمين منازلهم، مما حتم عليهم استخدام الاجهزة الالكترونية والتأثر بإشعاعاتها.

واستدرك: "تأثرت البيئة السياحية في ظل هذه الظروف بسبب هذه الجائحة، ومنع حركة الطيران والسفر بين الدول أثناء انتشار الوباء، وهذه المؤثرات التي لوحظت أثناء الازمة".

ضعف الانتشار

من جانبه، أكد عضو هيئة التدريس في قسم الجغرافيا بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د. محمد النصرالله أن معدل الوفيات من جائحة كورونا اقل من الاوبئة التي مر بها العالم سابقا، لافتا إلى أن الكثير يعتقد أن قدرة انتشار الفيروس ستضعف خلال فصل الصيف، لكن هذا الامر غير صحيح، بل زادت حالات الإصابة به في الوقت الحالي.

واضاف د. النصرالله أن حالات الإصابة المسجلة بلغت 40 الفا، بينما هناك حالات غير مسجلة في الوقت الحالي، كما أن الموقع الجغرافي في المناطق السكنية بالكويت له دور كبير في تحديد موقع الاصابة.

وشدد على ضرورة التعايش مع هذا المرض في ظل تطبيق الاشتراطات الصحية، لافتا إلى أن المرض أصبح منتشرا في الجمعيات التعاونية، نظرا لكثرة الناس وتمركزهم بها خلال فترة الأزمة.

الطلب على المياه

من جانبه، ذكر المدير التنفيذي لمركز أبحاث المياه في معهد الكويت للأبحاث العلمية د. محمد الراشد ان الطلب على المياه زاد مؤخرا، حيث بلغ 5 ملايين متر مكعب نتيجة تأثير الفيروس، بسبب غسيل اليدين واستخدام المياه داخل القطاع السكني في دول مجلس التعاون.

وعن الامن المائي في الكويت وتأثير الفيروس عليه، قال الراشد: "ان الكويت لديها شبكة امدادات آمنة وبعيدة عن اي تلوث، كما يوجد لدينا نظام معالجة المياه، إضافة الى استخدام تقنيات حرارية في تحلية مياه البحر قادرة على قتل الفيروسات".

وأشار الى أن المياه الجوفية بعيدة عن أي تلوث في الكويت، مضيفا ان الكائنات البحرية تقضي على نحو 150 فيروسا في البحر، نظرا لامتصاصها تلك الفيروسات، مثل المحار وغيرها.

الجلسة الثانية

تناولت الجلسة الثانية من ملتقى قسم الدراسات الاجتماعية بكلية التربية الأساسية تاريخ الأوبئة في دول الخليج العربية، والتي سلطت الضوء على الأمراض والاوبئة في الجزيرة العربية خلال القرن العشرين، وادارها د. نايف السهيل.

وقال عضو هيئة التدريس في قسم الدراسات الاجتماعية بكلية التربية الأساسية د. موسى الغضبان إن الكويت تعرضت لوباء الطاعون سابقا، والذي حصد أرواح 10 آلاف نسمة، لافتا إلى أن الوباء انتشر من البصرة عن طريق التجارة والبضاعة.

وأضاف د. الغضبان أن وباء الطاعون تم التطرق له تاريخيا على لسان مؤلف الكويت عبدالعزيز الرشيد، مشيرا إلى أن أعداد الوفيات في هذا الوقت كبيرة مقارنة بالوباء الحالي، وأفاد بأن "الطاعون" كشف صفات رجال الكويت في دفن الجثث، حيث كان من الممكن ان يصابوا به.

وأوضح أن مدة حضانة الاوبئة من 3 اشهر حتى سنة قديما، لافتا الى أن الاوبئة التي مرت بها الكويت اتت من الخارج، وخاصة في ظل التبادل التجاري من ايران والبصرة، كما ان العديد من الاوبئة انتهت بلقاح، ومنها مرض الجدري.

الإنفلونزا الإسبانية

من جهته، قال عضو هيئة التدريس في قسم الدراسات الاجتماعية بكلية التربية الأساسية د. عيسى دشتي إن الانفلونزا الاسبانية اخطر من "كورونا"، لافتا إلى أنها حظرت ولكنها لم تأت بقوتها عندما كانت في اوروبا، وهي تختلف اختلافا تاما عن الجائحة الحالية، "ونحن نستطيع التعامل مع مريض كورونا بالأدوية المعتادة".

وأشار د. دشتي إلى "ان الوضع الصحي في الكويت سابقا كان عبارة عن بيئة صحية، وأفضل مكان للاستجمام، بحيث كان العديد من المسؤولين في الخارج يفضلون تلقي الخدمات الصحية بها".

وبين أنه "في عام 1953 ظهر مرض الجدري في الجزيرة العربية، وطالبت السلطات البريطانية من الدول التي تصاب بهذا المرض تقارير اسبوعية عن حالات الاصابة والشفاء، في ظل توفير اللقاح الخاص لعلاج المرضى، حيث تم توفير الف جرعة لقاح في دولة الامارات المتصالح، وهي دولة الامارات العربية المتحدة حاليا".

قاعدة البيانات

من جانبه، ذكر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الشارقة د. نور الدين الصغير "ان قاعدة البيانات التي توجد لدينا عن الاوبئة لا تقل عن ١٢٠ الف ارشيف متعدد من الجامعات العالمية والعربية والخليجية".

وأشار د. الصغير إلى أنه "من خلال هذه الارشيفات نعتمد على مؤتمرات الصحة العالمية، كما نعتمد على موسعات البحث في الصحة، واعتمدنا على الرسومات الفنية التي وثقها الرساميون في اشكال الاوبئة والامراض".

زيادة الطلب على المياه في الأزمة بسبب غسل اليدين وكثرة استخدامها في القطاع السكني الراشد

ضعف انتشار الفيروس خلال الصيف غير صحيح النصرالله

120 ألف أرشيف عن الأوبئة من الجامعات العالمية والعربية والخليجية الصغير
back to top