من يملك الورقة الرابحة؟

نشر في 08-07-2020
آخر تحديث 08-07-2020 | 00:09
 د. ندى سليمان المطوع وسط حالة من "الاستنفار الصحي والاقتصادي" تأرجحت مؤشرات السباق الرئاسي في الولايات المتحدة هذا العام، واحتار المحللون في وصف ملامح البطاقة الرابحة، فهل هي لقاح الوقاية أم ترياق العلاج من كورونا؟ أم هي حزمة اقتصادية جديدة تغازل المواطن البسيط أم إعفاء من الضريبة؟

نائب الرئيس بايدن هو المرشح الأكبر سنا في تاريخ قادة البيت الأبيض، والذي أمضى سنوات في منصب نائب الرئيس مع أوباما، وبايدن ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الذي يحتمي بأفكار الليبرالية الحديثة، ويؤيد تدخل الدولة، ويدعم توفير الرعاية الصحية والتعليم برسوم تناسب العامة، ويتبنى سياسات حماية البيئة، ويحظى بتأييد النقابات العمالية، ولعل هيلاري كلنتون عبر كتابها قد أظهرت الكثير من تلك القضايا بعد معاركها الإعلامية العديدة للنيل من دونالد ترامب.

أما الحزب الجمهوري أو الكبير القديم المحافظ فيروج باستمرار لوضع حد لتدخل الحكومة وتخفيض الضرائب، ورغم الحوادث المؤلمة في إطلاق العيارات النارية بشكل عشوائي قبل عدة أعوام، فإنه يدعم حق امتلاك الأسلحة وفرض القيود على المهاجرين إلى الولايات المتحدة، ومرشحه الرئيس الحالي ترامب الذي لم يكن يوما ضمن صفوفه كناشط أو حتى كنائب، رجل أعمال عرف بأمواله الطائلة وامتلاكه المجمعات والفنادق، وشخصية تلفزيونية شهيرة اعتاد من خلال برنامجه الذي حمل عنوان المتدرب أن يقول عبارته الشهيرة "أنت مطرود"، وعلى غرار البرنامج أصبحت العبارة نمطا في تعامله مع من حوله من المستشارين.

التحق ترامب بركب الحزب الجمهوري 2016 لكي يصل إلى المواجهة مع هيلاري كلنتون في السباق الرئاسي، ففاز وأصبح الرئيس الخامس والأربعين، وتعددت ملامح الجبهات في عهده، فمنها جبهة المواجهة التي استهدفت الصين بحرب تجارية وحظر السفر للدول المتشددة وجبهة الانسحاب التي تناولت اتفاقيات عالمية وتكتلات.

وفي ظل السباق تميزت مجلة إيكونوميست هذا العام بالتوصل بمساعدة أساتذة من جامعة كولومبيا الى معادلات إحصائية وبيانية مثيرة للاهتمام، وذلك لأنها تتضمن المتغيرات والنتائج اليومية طبقا للعوامل المؤثرة، واليوم وقبل إرسال المقالة يتضح من الرسم البياني صعود شعبية بايدن.

ووسط كارثة الوباء العالمي (كورونا) والأزمة الاقتصادية الناتجة عن ذلك الوباء، ووسط الاضطرابات التي اجتاحت بلداناً عديدة، ومنها الولايات المتحدة بعد مقتل جورج فلويد، سيضفي ذلك تغييرا على قاعدة الدعم أو التخلي عن مساندة الرئيس القادم.

فهل سيخرج بايدن بنمط جديد لمعاداة الصين؟ وهل لورقة العقوبات وملفات العمالة دور في الدعم الداخلي له؟ وهل سيتغير نمط التصويت فيصبح عبر البريد أو الأونلاين؟ ولمصلحة من التغيير؟ أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات سنحاول من خلال الأسابيع القادمة التعرف على الحلول المطروحة.

وللحديث بقية.

back to top