رحيل رجاء الجداوي بعد صراع مع فيروس كورونا

أصيبت الفنانة الراحلة رجاء الجداوي بفيروس كورونا بعد انتهائها من تصوير مسلسلها الرمضاني "لعبة النسيان"، وهو العمل الذي فضلت الالتزام بتصويره بعد توقيعها التعاقد مع الشركة المنتجة قبل تفشي الفيروس، لرغبتها في عدم الإضرار بالشركة المنتجة.

وبالرغم من حصولها على جرعتين من بلازما المتعافين، بالإضافة إلى الأدوية الطبية المقررة في بروتوكول وزارة الصحة المصرية فإن حالتها تدهورت بشدة في الأيام الأخيرة، ووضعت على جهاز تنفس اصطناعي، ونتيجة تاريخها المرضي انتشر الفيروس في الرئة بشكل كبير حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، بعدما أصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية.

وقضت الراحلة 43 يوما في مستشفى أبوخليفة للعزل الصحي، حيث ظل الأطباء يتابعون حالتها عن كثب فيما كانت الفنانة قادرة على إدراك ما حولها خلال الشهر الأول من إقامتها في المستشفى قبل أن تتدهور حالتها آخر أسبوعين بصورة كبيرة.

ونعى نقيب الممثلين الفنان أشرف زكي الراحلة، مؤكداً أنها كانت متشبثة بالحياة، ودائما ما تضفي روح البهجة في أي مكان تتواجد فيه، لافتا إلى أن النقابة كانت على تواصل دائم مع ابنتها والمستشفى خلال محنة مرضها، فيما قام عدد كبير من الفنانين بنعيها بعبارات مؤثرة عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووارى جثمان الراحلة الثرى بمقابر الأسرة في منطقة البساتين بالقاهرة، وفق الإجراءات الطبية المتبعة مع مرضى الفيروس، مودعة مسيرة فنية حافلة امتدت نحو 6 عقود قدمت خلالها أكثر من 350 عملا فنيا متنوعا، ما بين السينما والمسرح والتلفزيون، بالإضافة إلى عشرات البرامج التي قدمتها، سواء عبر أثير الإذاعة أو التلفزيون، وشاركت مع الإعلامي عمرو أديب في كل برامجه وآخرها برنامج "الحكاية"، الذي يعرض حاليا، حيث كانت تشارك في تقديم فقرة أسبوعية.

والراحلة هي ابنة شقيقة الفنانة تحية كاريوكا، التي تولت مسؤولية رعايتها في القاهرة بعد قدومها من الإسماعيلية مسقط رأسها وهي طفلة، وألحقتها بمدارس الفرنسيسكان حيث تمكنت من تعلم الفرنسية والإيطالية بمرحلة مبكرة من عمرها، فضلاً عن تعلمها أصول الإتيكيت لتبدأ بعدها مرحلة العمل في عروض الأزياء، وفازت بلقب ملكة جمال القطر المصري عام 1958، مما فتح الباب أمامها للعمل في التمثيل، وهو عكس رغبة خالتها تحية كاريوكا التي كانت تخاف عليها من العمل في الوسط الفني.

بدأت رجاء الجداوي مسيرتها السينمائية بدور صغير في فيلم "إشاعة حب"، لتنطلق بمجموعة من الأدوار المميزة بعدة أفلام في تلك المرحلة، منها دورها في "دعاء الكروان"، لكن النقلة الحقيقية في حياتها على مستوى السينما والتلفزيون جاءت مع بداية الألفية، وحجزت مكاناً مميزاً لها لدى جيل الفنانين الشباب في أعمالهم بدور الأم الذي كانت تقدمه دائماً ببراعة واقتدار وبتنوع يفيد الأعمال التي تظهر فيها.

وقدمت رجاء خلال آخر عقدين أغلبية انتاجها الفني، خصوصا الدرامي والسينمائي، حيث كانت شريكاً رئيسياً في عدة أعمال ناجحة درامية وسينمائية آخرها "لعبة النسيان"، الذي عرض في رمضان الماضي.

تزوجت الفنانة الراحلة من حارس مرمى نادي الإسماعيلي ومنتخب مصر حسن مختار، وأنجبت منه ابنتهما الوحيدة أميرة، حيث عاشت معه حتى رحيله قبل سنوات.