انتخابات رئاسية بولندية حاسمة لليمين وماكرون يواجه‭ ‬امتحاناً صعباً بـ «البلديات»

طوابير طويلة في وارسو والفرنسيون اقترعوا بالكمامات... وفوز ساحق لرئيس آيسلندا

نشر في 29-06-2020
آخر تحديث 29-06-2020 | 00:03
بولنديون بعد ادلائهم بأصواتهم في وارسو أمس (رويترز)
بولنديون بعد ادلائهم بأصواتهم في وارسو أمس (رويترز)
بعد أشهر من حالة العزل العام التي عاشتها أوروبا ودول العالم لاحتواء فيروس "كورونا"، اصطف الناخبون في بولندا في طوابير طويلة، أمس، للإدلاء بأصواتهم في سباق انتخابات الرئاسة المتقارب الذي قد يُعيد تشكيل علاقة بولندا المتوترة مع الاتحاد الأوروبي وبرنامج الحزب الحاكم القائم على أسس رجعية، بينما يستعد حزب إيمانويل ماكرون لمواجهة انتكاسة في الانتخابات البلدية التي جرت، أمس، أيضاً في ظل غضب اجتماعي وانتقادات لإدارة أزمة "كورونا"، مما يجعل الرئيس الفرنسي في وضع صعب قبل عامين من انتهاء ولايته وتكهنات حول تعديل وزاري.

وأدلى البولنديون القلقون على مستقبل الديمقراطية ومن الأزمة الاقتصادية جراء "كورونا" بأصواتهم في دورة أولى من انتخابات رئاسية تشهد منافسة حادة، وتعد حاسمة لمستقبل الحكومة اليمينية القومية.

وجرت الانتخابات بعد 7 أسابيع من موعدها الأصلي بسبب الوباء، رغم أن عدد الإصابات والوفيات كان منخفضا نسبيا في هذا البلد.

واعتذرت لجنة الانتخابات، أمس، عن القيود المفروضة في لجان التصويت ومنها وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي، وطالبت الناخبين بالحضور ومعهم أقلامهم.

وكان الرئيس الحالي اندريه دودا (48 عاما)، الذي يخوض الانتخابات، تعهد بالمحافظة على البرامج الاقتصادية لحزب "القانون والعدالة" الحاكم، والتي تتضمن الإنفاق بسخاء على برامج اجتماعية، وتعهد بحماية القيم الأسرية في البلد الذي يغلب عليه الكاثوليك.

ومنافسه الرئيسي في الانتخابات هو رافال تراسكوفسكي (48 عاما)، رئيس بلدية وارسو، الذي ينتمي إلى تيار الوسط، وهو يسعى إلى بديل تقدمي ومكافحة عزلة بولندا في الاتحاد الأوروبي بعد 5 سنوات من الصراع بين الحكومة وبروكسل.

وإذا لم يفز مرشح واحد بأكثر من 50 في المئة من الأصوات فستُجرى جولة ثانية بين المرشحين الحاصلين على أعلى الأصوات.

فرنسا

وفي فرنسا، خرج الناخبون أمس، بكماماتهم وأدلوا بأصواتهم في الدورة الثانية للانتخابات البلدية، في ظل اتخاذ تدابير صحية استثنائية.

وسجلت فرنسا، التي تضررت بشدة من الفيروس، أكثر من 29 ألفا و750 وفاة منذ بداية الوباء. وفي منتصف مارس، وقبل أيام قليلة من فرض الإغلاق، توجه 44.3 في المئة من الفرنسيين فقط للتصويت في الدورة الأولى، وهو تراجع غير مسبوق.

وتم تأجيل الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في غويانا الفرنسية، حيث لا تزال حالة الوباء "مقلقة للغاية".

وأثّر الامتناع الهائل في منتصف مارس، سلبا على حزب الرئيس "الجمهورية إلى الأمام". ولا يبدو أنه في موقع قوة في أي مدينة فرنسية كبرى في الجولة الثانية، بعد أن تم تخطيه في باريس ومارسيليا وليل، وأجبر على التحالف مع اليمين في ليون وبوردو.

وقال المؤرخ والأستاذ في "جامعة أورليانز" جان جاريجيس، إن "المشكلة هي أن الجمهورية إلى الأمام هو حزب جديد ليس له جذور محلية، ويجد صعوبة في فرض نفسه كقوة. كما أنه طمس صورته مع عقده التحالفات مع اليسار ومع اليمين أيضا خاصة بعد الجولة الأولى".

وأضاف جاريجيس: "سيتم التعبير عن عدم الثقة ربما عن طريق الامتناع عن التصويت أكثر من التصويت ضد ماكرون".

ويشير سعيهم إلى الفوز بـعشرة آلاف مقعد في المجالس البلدية من أصل 535 ألف مقعد في فرنسا إلى ضعف طموحهم.

كما أنه ليس من المؤكد فوز رئيس الوزراء إدوارد فيليب، في مدينة هافر، الساحلية في غرب البلاد، رغم أنه تجرد من انتمائه للحزب. وقد يضطر ماكرون في حال هزيمته لإجراء تعديل وزاري.

ويملك الرئيس الفرنسي، الذي يجري مشاوراته، ولكنه لا يكشف عن نواياه، وحده مفاتيح تعديل وزاري محتمل.

في الأسابيع الأخيرة، أدى حدوث عدة انشقاقات لنواب إلى فقدان "الجمهورية إلى الأمام" الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية.

آيسلندا

وفي سياق متصل، أعادت آيسلندا انتخاب رئيسها غودني يوهانيسون لولاية ثانية مدتها أربع سنوات بعد فوز ساحق حققه في الانتخابات التي جرت أمس الأول، وحصل فيها على أكثر من 92 في المئة من الأصوات.

5 حقائق عن بولندا

فيما يلي 5 أمور يجب معرفتها عن بولندا، الدولة التي تعود جذورها لآلاف السنين، وأصبحت الآن القوة الاقتصادية السادسة في الاتحاد الأوروبي.

• أزمة القضاء

واجهت "إصلاحات" النظام القضائي، التي أدخلها المحافظون القوميون الذين يحكمون البلاد منذ 2015، بقيادة ياروسلاف كاتشينسكي، انتقادات حادة من المعارضة، وتدابير من المؤسسات الأوروبية والدولية القلقة من إضعاف استقلالية القضاة.

• الإنتاج

حققت بولندا نمواً مستمراً ومذهلاً منذ سقوط النظام الشيوعي عام 1989، والبلد زراعي بامتياز، فهو المنتج الأوروبي الأول للدواجن والتفاح والكشمش الأسود والفطر، وبفضل رخص اليد العاملة نسبيا، تنتج بكثرة الأجهزة الكهربائية والأثاث، وتؤمن شاحناتها نحو ثلث النقل البري الدولي في الاتحاد الأوروبي.

• ألعاب الفيديو

حقق البولنديون نجاحات واسعة في ألعاب الفيديو المعقدة، مثل "ذا ويتشر" و"ذيس وور اوف ماين" و"داينغ لايت"، ويصنف المنتج المقبل لشركة "سي دي بروجكت ريد"، وهو "سايبر بانك 2077" بأنه "اللعبة الأكثر انتظارا" حول العالم.

• الكاثوليكية

90% من البولنديين كاثوليك، ويشارك أكثر من 38% منهم في قداس الأحد، لكن صورة الكنيسة تأثرت بفضائح التحرش الجنسي بالأطفال، ويعارض اثنان من أصل ثلاثة بولنديين تدخلها في الحياة السياسية، لكن قسما من الأساقفة يدعم اليمين القومي، وخاصة في محاربة "أيديولوجيا مجتمع الميم".

• «جنة اليهود»

كانت بولندا لفترة طويلة البلد المضيف لليهود منذ العصور الوسطى، وأطلق عليها في القرن 18 اسم "جنة اليهود"، ولدى استعادة استقلالها عام 1918، كان عدد اليهود يبلغ 10 في المئة.

وخلال الحرب العالمية الثانية، قام المحتل النازي بإبادة 3 ملايين يهودي بولندي، وبعد الحرب هاجر عشرات الآلاف من اليهود، مدفوعين خاصة بحملة معادية للسامية، شنها الحزب الشيوعي في عام 1968، وحالياً يبلغ عدد الجالية اليهودية في بولندا بين 8 و12 ألفا.

back to top