دمشق: الرئيس بشار الأسد باقٍ... ومن يعارض «قيصر» صديقنا

• وليد المعلم : ما يحكى عن خلاف مع موسكو «هرج ومرج»... وإيران لم ولن تتركنا
• نرحب بأي خطوة إماراتية لتعزيز العلاقات وندعم حفتر وجاهزون لمساعدة مصر بليبيا

نشر في 24-06-2020
آخر تحديث 24-06-2020 | 00:06
المعلم خلال مؤتمره الصحافي في دمشق أمس (أ ف ب)
المعلم خلال مؤتمره الصحافي في دمشق أمس (أ ف ب)
مع تواصل تداعيات قانون العقوبات الأميركية «قيصر» المفروضة على سورية، تأثيرها على حياة المواطن، في وقت تشهد البلاد أسوأ أزمة اقتصادية وتراجعاً غير مسبوق في قيمة الليرة، أعلنت دمشق أنها ستحوّل هذا القانون إلى «فرصة للنهوض بالاقتصاد الوطني»، مشددة في الوقت نفسه على بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم.
في أول رد فعل رسمي على «قانون قيصر» للعقوبات الأميركي الذي بدأ تطبيقه منتصف الشهر الجاري، مدّت دمشق أمس، يدها إلى «أشقائها العرب» وإلى حلفائها الإقليميين، معلنة على لسان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم، أن «الهدف الحقيقي من قانون قيصر الأميركي للعقوبات، هو حملة لاستهداف لقمة عيش المواطن السوري والتأثير على الانتخابات الرئاسية المقبلة وفتح الباب لعودة الإرهاب مثلما كان عام 2011»، معتبراً أن «كل من يعارض هذا القانون «صديقنا»، مشيراً الى أن «الأميركيين يحلمون بأن تخضع سورية لشروطهم عبر قانون قيصر».

واعتبر المعلم في مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الخارجية في دمشق، أمس، أن «تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو والممثل الخاص للولايات المتحدة لدى سورية جيمس جيفري، بشأن ما يسمى قانون «قيصر» تؤكد أنهم جوقة من الكذابين لأن من يريد مصلحة الشعب السوري لا يتآمر على لقمة عيشه».

وأضاف: «في سورية معتادون على التعامل مع العقوبات الأحادية التي فرضت علينا منذ 1978 تحت مسميات عدة وصولاُ إلى ما يسمى قانون «قيصر». التحديات ليست سهلة لكنها ليست مستحيلة».

وتعتبر العقوبات، التي طالت الرزمة الأولى منها 39 شخصاَ أو كياناً بينهم الرئيس بشار الأسد وزوجته أسماء الأكثر قساوة على سورية. ويقول مسؤولون أميركيون، إن من أهدافها دفع الأسد للالتزام بالعملية السياسية في جنيف وفق القرار 2254 الذي يدعو إلى وقف النار وإجراء انتخابات وتحقيق انتقال سياسي في سورية.

وإذ أشار إلى أن «الولايات المتحدة لا تعطي وزناً للقانون الدولي، ونحن نعوّل على أنفسنا لصنع مستقبلنا»، شدّد المعلم في مؤتمره الصحافي على أنه «يجب تحويل هذا القانون إلى فرصة للنهوض باقتصادنا الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعميق التعاون مع الأصدقاء والحلفاء في مختلف المجالات، ونحن من جهتنا بدأنا بإجراءات للتصدي للعقوبات الأميركية وبدأنا بالحوار مع الأصدقاء لمواجهة قانون قيصر، وفي الوقت نفسه، فان معركتنا ضد الإرهاب لن تتوقف».

وتابع: «هل وجود قواتهم حول حقول النفط وهل حرق حقول القمح وهل تهديدهم لدول صديقة تريد المساهمة في إعادة الإعمار في سورية يصب في مصلحة الشعب السوري؟»

وأضاف: «هم يستثمرون بالإرهاب، بدليل نقل طائراتهم لمتزعمي تنظيم داعش الإرهابي إلى العراق ودعم تنظيم جبهة النصرة والنظام التركي في عدوانه على سورية لذلك هم يكذبون عندما يتحدثون عن مصلحة الشعب السوري».

الأصدقاء والحلفاء

وأضاف: «واثق أن الأصدقاء والحلفاء لن يتركوا سورية وحدها، وكل الهرج والمرج حول العلاقات السورية ـــ الروسية غير صحيح، الموقف الروسي الداعم لسورية مستمر، والأصدقاء الروس قدّموا ضحايا في مكافحة الإرهاب على الأراضي السورية وبيننا تشاور شبه يومي، إضافة إلى أن التنسيق والتعاون مع ايران قائم بجميع المجالات عدا زراعة الزعفران، وإيران لم تترك ولن تترك سورية وحدها».

لبنان

وإذ اعتبر أن موقف الأردن بشأن عدم تأثير قانون قيصر على التبادل التجاري مع عمّان «جيد وجريء»، قال المعلم: «جاهزون للتعاون مع لبنان بمواجهة قانون «قيصر» لكن هذا لا يتم برغبة سورية فقط بل برغبة مشتركة وحتى الآن لا يوجد تواصل مع الحكومة اللبنانية وعندما يرغبون ستكون سورية جاهزة».

وبالنسبة لترسيم الحدود مع لبنان، أكد المعلم: «لن نقبل بنشر القوات الدولية على الحدود لأن ذلك يتم مع الأعداء».

الإمارات

وقال وزير الخارجية السوري: «سمعنا منذ يومين تهديدات جيمس جيفري للإماراتيين، فإذا كانوا سادة قرارهم فأبواب دمشق مفتوحة أمامهم، والإمارات دولة شقيقة ومرحباً بأي خطوة إماراتية من أجل تعزيز العلاقة مع سورية بصرف النظر عن تحذيرات جيفري».

ليبيا

وفي الشأن الليبي، أوضح المعلم أن «ليبيا اليوم ضحية التدخلات والأطماع الخارجية، وفي مقدمتها العدوان التركي الطامع بثرواتها». أضاف: «إننا ندعم الجيش الوطني (بقيادة المشير خليفة حفتر)، والمؤسسات الليبية ونحرص على وحدة وسلامة وسيادة الأراضي الليبية».

مصر

كما أشار المعلم إلى أن «سورية تقف إلى جانب الأشقاء في مصر من أجل الدفاع عن أمنهم الوطني وعن الأمن القومي العربي. وإذا كانوا يريدون أي دعم سوري فنحن جاهزون له بغض النظر عن مواقفهم من قضايانا».

فلسطين

من ناحية أخرى، قال أن» سورية مستمرة بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وترفض مخططات الاحتلال الإسرائيلي ضم أراض من الضفة الغربية، وعلى إسرائيل الانسحاب من كل الأراضي العربية المحتلة»، موضحاً أن «الولايات المتحدة تدافع عن مصالح إسرائيل وخروجها من المنطقة حتمي».

العملية السياسية

وفيما يخص العملية السياسية في بلاده، أكد المعلم أن «سورية ملتزمة بالمسار السياسي ونرفض أي تدخل خارجي بعمل اللجنة الدستورية. الشعب السوري لن يسمح لأحد بالتدخل في دستوره ولن يقبل إلا بدستور وطني يلبي طموحاته. لن نسمح بتدخل الولايات المتحدة أو غيرها بالمسار السياسي وأعني هذا الكلام حرفياً نحن بلد مستقل، والولايات المتحدة تريد منا دستوراً على قياسها وقياس إسرائيل. القيادة السورية تتصرّف حسب أولوياتها». وأضاف المعلم: «نحن لا نقرّر من يقود الولايات المتحدة وعليهم أن يلتزموا بالمثل، فنحن بلد مستقل وكلمتنا واضحة»، وشدّد على أن «هدف القانون الذي هو آخر الأسلحة الأميركية ضد سورية، هو التأثير على الانتخابات الرئاسية المقبلة ومن يقول غير ذلك يخطىء»، مؤكداً أن «الرئيس الأسد سيبقى في منصبه طالما الشعب السوري يريده أن يبقى والقرار ليس بيد بومبيو وجيفري».

ويفترض إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة صيف عام 2021، في استحقاق تشهده البلاد كل سبع سنوات، فيما لم تثمر جولات مفاوضات قادتها الأمم المتحدة منذ عام 2014 في التوصّل إلى تسوية سلمية للنزاع.

ولفت المعلم إلى أن «رواية بولتون عن أن الرئيس دونالد ترامب كان سيرسل موفدين إلى سورية للتفاوض معها صحيحة».

وإذ اعتبر أن «المقاومة تنبع من نبض الشعب السوري»، أشار إلى أن «الأميركيين قوة استعمار غير شرعية والعتب على أشقائنا الكرد». وتابع: «وبموجب اتفاق سوتشي هناك وقف نار في إدلب وعندما تقوم المجموعات الإرهابية بخرقه نرد عليه وعندما يحين الوقت للتحرير سترون جحافلنا».

تركيا

وتابع المعلم: «تركيا تغزو شمال العراق وتنقل المرتزقة إلى ليبيا وتحتل أراضي في سورية وإردوغان يريد إعادة الأطماع العثمانية، ودروس التاريخ علمتنا أن الشعوب التي تناضل من أجل حريتها وسيادتها تنتصر في نهاية المطاف مهما طال الزمن».

لن نُرسّم الحدود مع لبنان... وإردوغان يحيي الأطماع العثمانية
back to top