سورية: «الفيلق الخامس» يقود تظاهرات معارضة في درعا

تصاعد الصراع الخفي بالمحافظة الجنوبية بين «الفيلق الروسي» و«فرقة ماهر الرابعة»

نشر في 22-06-2020
آخر تحديث 22-06-2020 | 00:04
قوات روسية على الحدود السورية - التركية (ا ف ب)
قوات روسية على الحدود السورية - التركية (ا ف ب)
في أكبر تظاهرة منذ سيطرة القوات السورية على درعا، خرج الآلاف من المدنيين ومقاتلي «الفيلق الخامس» يطالبون برحيل الرئيس بشار الأسد وخروج الإيرانيين و«حزب الله» اللبناني من سورية.
عادت التظاهرات في سورية إلى الواجهة مجدداً، وخرج الآلاف من المدنيين وعناصر «الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا بتظاهرة حاشدة في مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، طالبوا خلالها بـ«إسقاط النظام السوري وخروج الإيرانيين وحزب الله من سورية»، وهتفوا بعبارات مناوئة لعائلة الرئيس بشار الأسد.

وجرت التظاهرة، وهي الثانية من نوعها لليوم الثاني على التوالي، أثناء تشييع قتلى «الفيلق الخامس» الذين سقطوا في تفجير، أمس الأول، وتعد التظاهرة الأكبر من نوعها منذ استعادة القوات الحكومية السيطرة على محافظة درعا في 2018، وشارك فيها أهالي معظم مدن وبلدات وقرى الريف الشرقي.

وكان «المرصد السوري لحقوق الانسان» أفاد أمس الأول، بمقتل 9 من عناصر «الفيلق الخامس» وإصابة 19 آخرين، جراء انفجار عبوة ناسفة على طريق بلدة كحيل شرق درعا، استهدفت حافلة للفيلق الذي أنشأته روسيا ويضم مقاتلين سابقين في صفوف فصائل المعارضة ممن أجروا تسويات ومصالحات، فيما لا يزال عدد القتلى مرشحا للارتفاع لوجود بعض الجرحى بحالات خطرة، إضافة الى وجود معلومات حول قتلى آخرين.

وكان «المرصد» أشار قبل أيام، إلى أن محافظة درعا تشهد تصاعداً في الصراع الخفي بين «الفيلق الخامس» الذي أنشأته روسيا من جانب، و»الفرقة الرابعة» التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري من جانب آخر، ويتمثل الصراع الخفي بالمحاولات المستمرة من كل جانب لفرض نفوذه الكامل على درعا، فبعد أن ثبتت قوات «الفيلق الخامس» نفوذها وباتت القوى الأكبر على الأرض هناك، عادت «الفرقة الرابعة» إلى الساحة أخيراً.

ووفقاً لـ «المرصد»، فإن «الفرقة الرابعة تسعى لاستقطاب الرجال والشبان وخاصة المقاتلين السابقين لدى الفصائل مقابل رواتب شهرية وإغراءات أخرى، واستطاعت استقطاب دفعة أخيراً تضم العشرات، وجرى زجهم على الحواجز بعد إخضاعهم لدورات عسكرية بريف درعا الغربي، في المقابل لاتزال كفة الروس راجحة عبر الفيلق الخامس، الذي يضم مقاتلين سابقين لدى الفصائل ممن رفضوا التهجير وأجروا تسوية ومصالحة».

تظاهرة كبيرة

وأول من أمس أيضا، خرجت تظاهرة ضمّت عشرات المواطنين في بلدة الجيزة بالريف الشرقي لمحافظة درعا، حيث طالب المحتجون بـ»إسقاط النظام، وإخراج المعتقلين فمن أقبية النظام»، في حين نظّم الأهالي أيضاً وقفة احتجاجية لأهالي درعا البلد طالبت بإطلاق المعتقلين من السجون.

يشار إلى أن درعا هي مهد ثورة 2011 المعارضة، واستعادتها القوات الحكومية من أيدي الفصائل المعارضة في صيف 2018 بدعم من موسكو.

وتتعرض القوات الموالية للحكومة في المنطقة لهجمات واغتيالات مستهدفة.

وكانت مدينة السويداء التي تسكنها أغلبية درزية، شهدت في مطلع الشهر الجاري تظاهرات احتجاجاً على تدهور الظروف المعيشية، لكنها لم تقف عند المطالب الاقتصادية فقط، بل تطورت وطالب المتظاهرون بـ«إسقاط النظام».

«داعش»

إلى ذلك، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن تنظيم «داعش» الارهابي، شنّ هجوماً جديدا، فجر امس، على مواقع القوات النظامية والمسلحين الموالين لها في أطراف الميادين من جهة بادية دير الزور، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين تمكن التنظيم على إثرها، من قتل 8 عناصر من القوات النظامية، إضافة لأسر 3 آخرين.

وبذلك، ترتفع حصيلة الخسائر البشرية خلال الفترة الممتدة من 24 مارس 2019، وحتى اليوم، إلى ما لا يقل عن 570 قتيلا من القوات السورية النظامية والمسلحين الموالين لها، بينهم اثنان من الروس على الأقل، إضافة لـ127 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، قتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لـ«داعش» غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء، حسب ما أعلن موقع «العربية.نت» أمس، مشيرا الى أن «منطقة المزارع تعتبر أكبر تجمع للإيرانيين والميليشيات الموالية لها في المنطقة، وتقع على مقربة من موقع الاشتباكات، إلا أن داعش لم يهاجمها، كما لم تعمد القوات الإيرانية إلى مساندة قوات النظام في صد الهجوم».

في السياق أيضا، عمد مسلحان يرجح أنهما من خلايا «داعش»، إلى اغتيال عنصر سابق لدى «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، عبر إطلاق النار عليه أمام منزله في قرية الجرذي الغربي بريف دير الزور.

وتأتي اشتباكات الفجر في دير الزور، بعد مواجهات عنيفة مماثلة جرت ليل السبت- الأحد، على محور بينين في ريف إدلب الجنوبي، بين الفصائل المتشدّدة من جهة، والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محاولة تقدّم للأخير على مواقع الأول، ترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة، ومعلومات مؤكدة عن قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.

كما وثق «المرصد» مقتل 3 عناصر من فصائل «الجيش الوطني» الموالي لتركيا، جراء استهدافهم من مجموعة مسلحة يعتقد أنها من خلايا «داعش»، في قرية نعمان الواقعة بين مدينة الباب وبلدة الراعي بريف حلب الشمالي الشرقي.

ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية، فإن عدد المقاتلين والمدنيين والعاملين في المجال النفطي والمسؤولين في جهات خدمية، ممن اغتيلوا ضمن 4 محافظات، هي: حلب ودير الزور والرقة والحسكة، إضافة إلى منطقة منبج في شمال شرقي محافظة حلب والتي تسيطر عليها قوات «قسد»، يرتفع إلى 526 شخصاً.

«داعش» يكثّف عملياته في البادية واشتباكات عنيفة بريف إدلب الجنوبي
back to top