الرئيس الأميركي دونالد ترامب يحشد في تالسا... و«تمثال» يسقط بواشنطن

نشر في 21-06-2020
آخر تحديث 21-06-2020 | 00:04
ناشطون يشوهون تمثال الجنرال الكونفدرالي ألبيرت بيك بواشنطن أمس الأول (إي بي أيه)
ناشطون يشوهون تمثال الجنرال الكونفدرالي ألبيرت بيك بواشنطن أمس الأول (إي بي أيه)
في خضم اضطرابات عرقية أوقد شرارتها عنف الشرطة غير المبرر، ومن خلفه العنصرية والتمييز، استأنف الرئيس الأميركي دونالد ترامب نشاطه، أمس، بتجمع انتخابي محفوف بالمخاطر، احتشد خلاله عشرات الآلاف من أنصاره داخل قاعة مغلقة لأول مرة منذ تفشي فيروس كورونا.
غداة يوم حافل أحيا فيه الأميركيون الذكرى 155 لإنهاء العبودية، وشهد إسقاط التمثال الكونفدرالي في واشنطن، أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب زخما كبيرا لحملته الانتخابية، بتدشينه أول أنشطته المباشرة، بحضور عشرات الآلاف من أنصاره في تالسا بولاية أوكلاهوما المحافظة.

وفي وقت يواجه أزمات عميقة وانتقادات تسببت في تراجع شعبيته بالاستطلاعات، أكد ترامب، الذي يسعى لهزيمة منافسه الديمقراطي جو بايدن، والفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 3 نوفمبر، أن حملته "تنطلق مساء السبت في أوكلاهوما"، مضيفا أن مليون شخص طلبوا بطاقات التجمع، سيتمكن منهم 40 ألفا من الحضور نصفهم في قاعة مجاورة.

وأرخى التوتر بثقله على تالسا، التي شهدت عام 1921 مجزرة راح ضحيتها 300 أميركي أسود على أيدي حشود من البيض، مع تظاهر نحو 100 ألف شخص بينهم مناصرون لترامب ومتظاهرون ضد العنصرية، وتفاقم الجدل هو التقلبات في المواقف محوره حظر تجول فرضه رئيس بلدية المدينة الجمهوري جورج تيرون بينام، إثر تلقيه معلومات تفيد بأن أشخاصا مرتبطين بمجموعات "متورطة بسلوك عنيف ومدمر" كانوا يعتزمون "التسبب باضطرابات"، ثم ألغاه لاحقاً.

وفي تحذير حاد، هدد ترامب بأنه على "أي محتجين أو فوضويين، محرضين، لصوص، أو سيئي السمعة ممن سيتوجهون إلى أوكلاهوما، إدراك أنه لن يتم التعامل معكم مثلما حدث في نيويورك أو سياتل أو مينيابولس، بل سيكون المشهد مختلفا كثيراً".

تجمع بايدن

وقبل التجمع، نشر ترامب على "تويتر" صورة لتجمع انتخابي لبايدن، تظهر مترجما للصم والبكم وشخصين فقط يحضران اللقاء، وكان بايدن يتحدث، بينما ظهرت بعض الكراسي شاغرة، وتفصل بينها دوائر كبيرة احتراما لقواعد التباعد الاجتماعي، وكتب ترامب: "تجمعات بايدن صفر حماسة"، لكن حسابات مرتبطة بحملة المرشح الديمقراطي أوضحت أن اللقاء لم يكن مخصصا للعموم.

وبعد رفض محكمة أوكلاهوما إلزام الحضور ارتداء الكمام والحفاظ على التباعد، كتب السيناتور اليساري البارز بيرني ساندرز، في تغريدة، "ترامب ينوي نشر فيروس كورونا لسماع بعض الهتافات المؤيدة"، مضيفا انه "خطر مباشر على صحة الشعب ويجب أن يهزم".

واعتمر مناصرو ترامب، الذين انتظروه بحماسة أياما تحت خيم في الشوارع، قبعات كتب عليها "ترامب 2020"، ولوحوا بالأعلام الأميركية. وبالنسبة لترامب، فإن التجمعات الكبيرة هي دفعة جديدة له ولحظة تشارك مريحة مع قاعدته التي يشكل ولاؤها شبكة أمان انتخابية.

انتهاء العبودية

وفي خضم تظاهرات تاريخية ضد العنصرية وعنف الشرطة شهدت أعمال عنف ونهب غير مسبوقة، أحيا الآلاف أمس الأول ذكرى مرور 155 عاما على "يوم التحرير"، الذي أدرك خلاله "العبيد" في غالفستون بتكساس أنهم صاروا أحراراً.

وإحياء لهذه الذكرى، شارك الآلاف في مسيرات امتدت من نيويورك إلى لوس أنجلوس، بينما أغلقت الشرطة شوارع في وسط العاصمة، وانتشرت على نطاق واسع في محيط البيت الأبيض والساحة المسماة حديثا "حياة السود تهم".

وقبل نهاية التظاهرات، التي حملت طابعاً احتفالياً في بعض الأحيان خصوصاً في تكساس، أسقط المتظاهرون ليل الجمعة - السبت تمثال الجنرال الكونفدرالي ألبرت بايك، وهو الوحيد لشخصية كونفدرالية في العاصمة واشنطن، وربطوه بحبال وسلاسل وسحبوه وسط الهتاف والتشجيع.

وبعدما أصدر وزوجته مانيلا رسالة تعاطف استنكر فيها "ظلم العبودية"، وأشاد فيها "بالتحرير"، ندد ترامب بإسقاط تمثال بايك، الذي نصب عام 1901، ووصف الحادث بأنه "عار"، متهما شرطة واشنطن بأنها "لم تقم بعملها ووقفت متفرجة على التمثال وهو يسقط ويحرق".

وفي الأسابيع الأخيرة، تكثفت الدعوات إلى إزالة النصب التذكارية لشخصيات لعبت دورا في معسكر الفدراليين خلال الحرب الأهلية (1861-1865)، والمنتشرة بكثرة في جنوب الولايات، وجرى تخريب وحرق وإزالة بعضها، كما منعت سباقات ناسكار للسيارات رفع أعلام الكونفدرالية في الحلبات.

وأمرت زعيمة الديمقراطيين في الكونغرس نانسي بيلوسي الخميس بإزالة صور لأربعة رؤساء سابقين لمجلس النواب لأنهم انحازوا إلى أنصار الكونفدرالية.

وشكلت وفاة الأميركي الأسود جورج فلويد اختناقا في 25 مايو بمدينة مينيابوليس، بعدما جثا الشرطي الأبيض ديرك شوفين على عنقه لأكثر من 8 دقائق الدافع الرئيسي خلف الحركة الاحتجاجية المناهضة للعنصرية، التي أججتها حادثة أتلانتا في 12 يونيو، حينما أطلق شرطي أبيض رصاصتين على ظهر أميركي أسود كان يحمل آلة صعق كهربائي بيده ويحاول الفرار.

من جهة ثانية، أثار القاضي الفدرالي رويس لامبرت أمس الأول شكوكا في محاولة إدارة ترامب وقف نشر كتاب مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، بإشارته إلى أن أجزاء منه بالفعل في حوزة الرأي العام.

وقال القاضي رويس لامبرت إن "الحصان أصبح خارج الحظيرة، كما اعتدنا أن نقول في تكساس"، مطالبا المحامين بتقديم المزيد من المواد الخاصة بالقضية حتى يمكنه استيفاء دراستها، قبل أن يصدر حكمه.

وفي كتابه "ذي روم وير ايت هابند"، الذي سيصدر بعد غد، يتحدث بولتون عن رئيس غير حكيم، معجب بالحكام المستبدين ومهووس بإعادة انتخابه حتى لو كان ذلك يتضمن احتمال تعريض البلاد للخطر.

وكتب بولتون: "ليس هناك أي قرار مهم اتخذه ترامب خلال فترة عملي معه لم تكن وراءه حسابات مصلحة إعادة انتخابه"، متهما إياه بالخلط بين "مصالحه السياسية الخاصة والمصلحة الوطنية"، وارتكاب "سلوك غير مقبول على الإطلاق، يقوض حتى شرعية الرئاسة".

واستشهد بولتون بأن ترامب انشغل "لأشهر عدة بأولوية كبيرة" تتمثل في التأكد من إهدائه زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون عبارة عن قرص مدمج يحتوي على أغنية "روكيت مان" (الرجل الصاروخ) للمغني البريطاني إيلتون جون.

واتهم بولتون وزير الخارجية مايك بومبيو بتصنع الدفاع الدائم عن ترامب وإظهار ولائه وانتقاده من خلف الظهر، مبينا أن كبير موظفي البيت الأبيض السابق جون كيلي من بين شخصيات أخرى تعرب عن انزعاجها من تصرفات ترامب، وأعرب عن قلقه مرارا لما قد يحصل إذا "اتخذت قرارات بطريقة (ترامبية) في حال حصلت أزمة حقيقية مثل اعتداءات 11 سبتمبر".

back to top