بكين تحاول احتواء بؤرة فيروس كورونا... وتشكيك في «ديكساميثازون»

• بنس يثير الجدل بحسمه عدم وقوع «موجة ثانية»
• حاكم هندوراس أول رئيس يصاب بالفيروس

نشر في 18-06-2020
آخر تحديث 18-06-2020 | 00:04
موظفون صحيون يستعدون لفحص المئات في العاصمة الصينية أمس (إي بي أيه)
موظفون صحيون يستعدون لفحص المئات في العاصمة الصينية أمس (إي بي أيه)
بعد أشهر على إعلانها "النصر" على الوباء، الذي ظهر في مدينة ووهان، وسط البلاد، أواخر العام الفائت، واعتبارها أول دولة في العالم تخفف معظم التدابير التي اتخذتها لاحتواء فيروس "كورونا"، عادت الصين إلى معركتها مع الوباء، في محاولة لاحتواء بؤرة جديدة لانتشاره.
بينما تسارع السلطات لاحتواء بؤرة جديدة لانتشار فيروس "كورونا"، مرتبطة بسوق هائل للبيع بالجملة، ألغى مطارا بكين ثلثي الرحلات، وأغلقت المدارس في العاصمة الصينية مجددا أبوابها، أمس.

وأعلنت سلطات المدينة 31 اصابة أمس، فيما حض مسؤولون السكان على عدم مغادرة بكين، وسط مخاوف من موجة ثانية من الإصابات في الصين، التي تمكنت إلى حد كبير من السيطرة على الوباء.

وتجري السلطات فحوصات واسعة النطاق على عشرات آلاف الاشخاص، الذين لهم صلة بالبؤرة الجديدة التي يعتقد انها سوق شينفادي للمواد الغذائية بالجملة، بينما وضعت 30 مجمعا سكنيا قيد الحجر الصحي.

وألغيت 1255 رحلة على الأقل أمس، كما أفادت صحيفة "الشعب" الصينية، أي نحو 70 في المئة من كل الرحلات من وإلى مطار بكين الدولي ومطار داشينغ الدولي.

وأرغم الانتشار الجديد للوباء السلطات على فرض حظر السفر على سكان "مناطق تعتبر فيها المخاطر متوسطة الى عالية"، فيما طلبت من سكان آخرين اجراء فحوصات الكشف عن الفيروس لكي يتمكنوا من مغادرة العاصمة.

في هذا الوقت تقوم عدة مقاطعات بفرض حجر صحي على الوافدين من بكين، فيما أمرت المدارس بإغلاق أبوابها مجددا، والعودة الى التعليم عبر الانترنت.

وأثارت البؤرة الجديدة المكتشفة في الصين، وارتفاع أعداد الإصابات في أميركا اللاتينية وجنوب آسيا شكوكا جديدة بشأن مدى قدرة العالم على السيطرة على الجائحة التي تسببت في أكثر من 8.1 ملايين إصابة، ونحو 440 ألف وفاة.

وظهرت أيضا بؤرة جديدة للفيروس في مسلخ لحوم تابع لشركة "تونيس" للصناعات الغذائية في مدينة ريدا فيدنبروك غربي ألمانيا، وقالت متحدثة باسم إدارة منطقة غوترسلوه امس، إن نتيجة الاختبارات التي خضع لها عمال المسلخ منذ مطلع هذا الأسبوع جاءت إيجابية بالنسبة لـ400 عامل.

تقرير مضاد

إلى ذلك، أثار التقرير، الذي صدر أمس الأول، عن علاج فعال لمرض "كوفيد-19"، شكوك الأطباء الأميركيين وتفاؤلهم في الوقت نفسه، إذ قالوا إن سحب دراسة مؤثرة عن المرض الناجم عن الفيروس في الآونة الأخيرة جعلهم يريدون الاطلاع على مزيد من البيانات.

وقال باحثون في بريطانيا إن عقار "ديكساميثازون"، المستخدم في علاج الالتهابات الناجمة عن أمراض أخرى، خفض معدل الوفيات بين مرضى الحالات الحرجة من "كوفيد-19" بنحو الثلث، وأنهم سيعملون على نشر التفاصيل الكاملة في أقرب وقت.

لكن بعد بضع ساعات، حذر أكبر مسؤول طبي في كوريا الجنوبية من استخدام هذا الدواء بسبب أعراض جانبية محتملة.

وقالت الطبيبة كاثرين هيبرت، مديرة وحدة الرعاية المركزة في المستشفى العام في ماساتشوستس، التابع لجامعة هارفارد الأميركية، "لُدغنا من قبل، ليس فقط أثناء جائحة الفيروس ولكن من قبلها، من نتائج مثيرة اتضح أنها غير مقنعة عندما اطلعنا على بياناتها".

وأضافت هيبرت أن نشر البيانات قد يساعدها على تقييم النتائج وتحديد المرضى الذين يمكن أن يحققوا أعلى استفادة من الدواء، فضلا عن الجرعات المناسبة، متابعة: "آمل بشدة أن يكون ذلك حقيقيا لأنها ستكون خطوة كبيرة للأمام في قدرتنا على مساعدة المرضى"، لكنها أضافت أنها لن تغير الممارسات العلاجية في هذه المرحلة.

وحذر الطبيب توماس مكغين، نائب كبير الأطباء في "نورثويل هيلث"، أكبر منظومة للرعاية الصحية في نيويورك، من أن الأدوية من عائلة الستيرويدات يمكن أن تثبط الجهاز المناعي، مبينا ان الأطباء يستخدمونها على حسب كل حالة على حدة.

وحض الطبيب مارك ورفيل، الأستاذ في "جامعة واشنطن"، الباحثين على عرض البيانات قبل النشر الرسمي.

ارتفاع الضحايا

وفي واشنطن، كتب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس مقالا في صحيفة "وول ستريت جورنال"، أمس الأول، تحت عنوان "لن تكون هناك موجة ثانية بكل حسم"، واعتبر بنس، وهو المسؤول عن ادارة أزمة ملف "كورونا"، أنه "مع استمرارنا في اجراء المزيد من الفحوصات والعلاجات وتسريع التجارب السريرية على لقاح للفيروس، فان وضعنا أفضل بكثير مما تظهره التقارير الاعلامية".

ويتعارض كلام بنس مع تصريحات سابقة للرئيس دونالد ترامب في وقت سابق، قال فيها: "اذا توقفنا عن اجراء الفحوصات، فلن يعود لدينا أي حالات". وأثار مقال بنس أمس جدلا في معظم وسائل الاعلام الاميركية، مما دفع نائب الرئيس الى عقد لقاء مساء أمس مع الخبراء الطبيين مستعرضا تصاعد الحالات في 19 ولاية أميركية.

وسجلت الولايات المتحدة مساء أمس الأول، أكثر من 700 وفاة جديدة، ليرتفع بذلك إجمالي عدد ضحايا الوباء في هذا البلد إلى 116.850 شخصاً، أي أكثر من عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى. ووفقا لوزارة شؤون قدامى المحاربين فإن عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى يناهز 116.500.

كما سجلت البرازيل رقمين قياسيين في عدد الاصابات والوفيات في يوم واحد بإعلانها تسجيل 34918 إصابة جديدة و1282 وفاة.

وارتفعت حصيلة الوفيات في الهند بنحو ألفين في يوم واحد، لتصل الحصيلة الإجمالية الى نحو 12 ألفا، في هذه الدولة العملاقة في جنوب آسيا.

من ناحية أخرى، قال رئيس هندوراس خوان أورلاندو هيرنانديز، في خطاب بثه التلفزيون، "باعتباري رئيسا للبلاد ومواطنا مسؤولا، أود أن أقول إنه خلال عطلة نهاية الأسبوع بدأت أشعر بحالة من عدم الارتياح وجرى تشخيصي اليوم بأنني مصاب بمرض كوفيد - 19".

وفي موسكو، قال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس، إن الرئيس يحظى بحماية من الفيروس، بواسطة ممرات تطهير خاصة، يتعين على أي شخص يزور مقر إقامته خارج موسكو أو يلتقي به في الكرملين العبور خلالها.

وزراء الصحة الخليجيون

وعقد وزراء الصحة بدول مجلس التعاون، أمس، الاجتماع الاستثنائي الثالث عبر الاتصال المرئي، لمناقشة آخر المستجدات والترتيبات المتعلقة بالوقاية وعلاج الفيروس.

وقالت مديرة ادارة العلاقات الصحية الدولية بوزارة الصحة د. رحاب الوطيان، ان الاجتماع أكد استمرار التنسيق والتعاون لتوحيد الجهود في مجابهة الجائحة ودور القطاع الصحي في العودة التدريجية للحياة الطبيعية.

إصابة 400 عامل في مسلخ ألماني وتخصيص ممرات تطهير لحماية بوتين
back to top