كوريا الشمالية تقطع خطوط التواصل بين الكوريتين... ماذا بعد؟

نشر في 15-06-2020
آخر تحديث 15-06-2020 | 00:00
 ذي دبلومات يوم الثلاثاء الماضي، صرّحت كوريا الشمالية بأنها ستقطع جميع خطوط التواصل مع كوريا الجنوبية بدءاً من ظهر ذلك اليوم، وأعلنت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية: «ستنقطع خطوط الاتصال في البحرَين الشرقي والغربي بين الجيشين الشمالي والجنوبي، وخط الاتصال التجريبي بين الكوريتين، والخط الساخن بين مبنى اللجنة المركزية في «حزب العمال الكوري» ومقر الرئاسة الكورية الجنوبية «تشونغ وا داي»، ابتداءً من الساعة الثانية عشرة ظهراً من تاريخ 9 يونيو 2020».

ثم أضافت الوكالة في بيانها: «هذا التدبير هو أول خطوة رامية إلى قطع جميع وسائل الاتصال مع كوريا الجنوبية والتخلص من الأدوات غير الضرورية، لقد توصلنا إلى استنتاج مفاده ألا حاجة إلى الجلوس مقابل السلطات الكورية الجنوبية ولا يمكن التناقش معها حول أي مسائل لأنها خيّبت أملنا بكل بساطة».

يعكس قرار قطع التواصل، بأمرٍ من كيم يو جونغ، شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، والمسؤول البارز كيم يونغ تشول، ذروة التوتر العالق منذ فترة طويلة بين الكوريتين، وفي الأشهر الأخيرة زادت انتقادات بيونغ يانغ تجاه كوريا الجنوبية بعد فترة من الجهود الدبلوماسية المكثفة وتنامي التقارب بين الطرفين على مر عام 2018.

قابل كيم جونغ أون في 2018 رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن خلال قمّتَين رسميتَين: في شهر أبريل في قرية السلام الحدودية بين الكوريتين «بانمونجوم»، ثم في سبتمبر في بيونغ يانغ، واجتمع الرئيسان أيضاً خلال لقاء مرتجل في مايو من السنة نفسها، بعدما ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول اجتماع له مع كيم.

تتعلق مشكلة بيونغ يانغ في معظمها بعدم استعداد كوريا الجنوبية للتعامل معها بما يخالف واجباتها المرتبطة بالعقوبات الدولية، إذ عجزت الحكومة الكورية الجنوبية أيضاً عن إقناع حلفائها الأميركيين بتغيير سياستهم تجاه كوريا الشمالية لتخفيف العقوبات المفروضة.

بحلول منتصف السنة الماضية، بدأت كوريا الشمالية تنقلب على كوريا الجنوبية، في نوفمبر الماضي مثلاً، تزامناً مع ذكرى قصف جزيرة «يونبيونغ» في 2010 من جانب الوحدات المدفعية الكورية الشمالية خلال واحد من أسوأ أعمال العنف في حقبة ما بعد الحرب الكورية بين الطرفين، زار كيم جونغ أون الوحدة المدفعية التابعة للجيش الشعبي الكوري على خط المواجهة لمراقبة أحد التدريبات.

هذه السنة، انتقدت بيانات صادرة عن كوريا الشمالية مواقف كوريا الجنوبية، وقبل أيام من بيان يوم الثلاثاء، هاجمت بيونغ يانغ سيول لأنها سمحت لجماعات مدنية بتوزيع منشورات معادية للنظام على طول الحدود بين الكوريتين.

تشبه تحركات يوم الثلاثاء الحملة القمعية التي أطلقها الجانب الكوري الشمالي ضد الاتصالات بين الكوريتين في مارس 2013، وأدت تلك الخطوة إلى ترسيخ عزلة كوريا الشمالية طوال سنوات في حين أبحر البلد في تجارب صاروخية كبرى استمرت حتى نهاية 2017.

سيضطر رئيس كوريا الجنوبية، الذي أصبح الآن في النصف الثاني من ولايته الرئاسية الممتدة على خمس سنوات، لاتخاذ قرار حاسم حول خطوته المقبلة، وخلال خطابه في أبريل الماضي، ذكر أنه متمسك بالتواصل مع كوريا الشمالية، وحاولت سيئول أيضاً بذل قصارى جهدها، باستثناء مخالفة العقوبات الدولية، لمتابعة التواصل مع كوريا الجنوبية.

في شهر مايو الماضي، طرحت السلطات الكورية الجنوبية تفسيراً مختلفاً وأحادي الجانب لعقوبات أحادية سابقة، أو ما يسمّى «تدابير 24 مايو»، مما يحتّم إبطال مفعول تلك التدابير، وفي أبريل حاول قادة كوريا الجنوبية إخماد الشائعات حول صحة كيم جونغ أون، وفي وقتٍ لاحق من ذلك الشهر، استخفوا بحادثة أخرى حيث أقدم جنود كوريون شماليون على طرد حارس كوري جنوبي في المنطقة المنزوعة السلاح.

لكن لم يكن أيٌّ من هذه المبادرات كافياً، ولا يُعتبر المطلب الذي تريده كوريا الشمالية، أي تخفيف العقوبات، من صلاحية سيئول وحدها، ربما تثبت خطوة الثلاثاء الماضي أن كوريا الشمالية سئمت من مواقف كوريا الجنوبية، لكنها تشير في الوقت نفسه إلى انطلاق مساومة صعبة في المرحلة المقبلة.

* أنكيت باندا

* «دبلومات»

back to top