إصلاح الشرطة يضغط على دونالد ترامب ويقسّم الديمقراطيين

الرئيس الجمهوري يقر بصحة استطلاع أظهر تراجعه الكبير أمام جو بايدن

نشر في 09-06-2020
آخر تحديث 09-06-2020 | 00:05
جانب من المواجهات في سياتل مساء أمس الأول  (أ ف ب)
جانب من المواجهات في سياتل مساء أمس الأول (أ ف ب)
تحوّل موضوع إصلاح الشرطة، الذي قفز إلى أولوية المشهد الأميركي بعد الاضطرابات العرقية، التي تسببت فيها حادثة مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد على يد الشرطة، إلى موضوع ضاغط على إدارة الرئيس دونالد ترامب، وموضوع انقسامي داخل صفوف الحزب الديمقراطي.
قبيل طرح الديمقراطيين بقيادة مشرعين سود مشروع قانون يضع قيوداً على الشرطة، بعد تراجع الحزب بسرعة عن تبني مطلب وقف تمويل الشرطة، أكد وزير العدل ويليام بار، أن النظام القانوني في الولايات المتحدة ليس عنصرياً، معارضاً بقوة دعوات تعديل القوانين المتعلقة بعمل الجهاز الأمني أو وقف تمويله الاتحادي.

وقال بار، لشبكة "سي بي اس"، أمس الأول، لاتزال هناك عنصرية، ولا أعتقد أن سببها نظام إنفاذ القانون، ومع ذلك أتفهم عدم ثقة بعض المجتمع الأميركي الإفريقي"، مضيفاً: "أعتقد أنه يجب أن ندرك أن مؤسساتنا كانت عنصرية بشكل صريح في الماضي، لكن منذ الستينيات، بدأنا مرحلة إصلاح، وتم إحراز تقدم كبير، ولعل الجيش هو أحد أفضل الأمثلة".

واعتبر بار انه لا داعي لتعديل قوانين الشرطة، لأن عملها أصعب مهمة، ولا يجوز إسقاط تصرف فردي على جهاز بأكمله، مشدداً على أنه "لا يجب تقليل الحصانة من أجل محاسبة رجال الشرطة السيئين، لأن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى تردد وتراجع الجهاز برمته".

ومع جنوح الاحتجاجات للسلمية، وإعلان الرئيس دونالد ترامب سحب الحرس الوطني من واشنطن، نفى بار عزم ترمب نشر 10 آلاف جندي، مؤكداً أن القرار لم يتخذ أبداً، وأن ما جرى نقاشه هو الاحتمالات في حال تطورت أعمال الشغب.

تمويل الشرطة

ورغم تأييد الديمقراطيين للتظاهرات، فإن أغلبيتهم أعربت عن حذرها من دعوات وقف تمويل الشرطة. وبينما فضلت التيارات الليبرالية واليسارية والتقدمية داخل الحزب عدم الوقوف بوجه المطالب بشكل صريح، حتى لا تحسب عليها مواقف متناقضة مع "الشارع" كان التيار الوسطي اكثر وضوحا برفض هذا المطلب.

وقال عضو مجلس الشيوخ كوري بوكر، إنه يتفهم الشعور الذي يدفع إلى المطالبة "بوقف تمويل الشرطة" لكنه لن يستخدم هذه العبارة.

وأكد زعيم كتلة الديمقراطيين بمجلس النواب والنائب عن نيويورك حكيم جيفريز، أنه لا يدعم أي خطط لخفض تمويل الشرطة في ولايته، مبيناً أنه "يجب النظر إلى الأمر على أساس كل حالة على حدة".

ويعارض مشروع قانون، الذي قدمه الديمقراطيون أمس عنف الشرطة والظلم العنصري، ويشمل تسهيل مقاضاة ضباط يقدمون على القتل. ولم يتضح بعد ما إذا كان يتضمن أي تخفيضات في التمويل الاتحادي لدوائر الشرطة.

واستغل الرئيس دونالد ترامب القضية للهجوم على منافسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن. وقال أمس الأول في تغريدة: "جو النعسان والديمقراطيون اليساريون المتطرفون يريدون وقف تمويل الشرطة، وأنا أريد قوات إنفاذ قانون عظيمة ذات تمويل جيد. أريد فرض القانون والنظام!".

شوفين وFBI

ومع مثول الشرطي الأبيض ديريك شوفين للمرة الأولى أمام القضاء بتهمة قتل مواطنه الأسود جورج فلويد خنقاً أثناء توقيفه بمينيابوليس، أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي FBI مقتل 89 من ضباط إنفاذ القانون في حوادث أثناء أداء الخدمة في عام 2019، مؤكداً أن 48 لقوا حتفهم في 19 ولاية نتيجة لأفعال جنائية، و41 في حوادث.

وعلى وقع التظاهرات التاريخية، التي لم تترافق في نهاية الأسبوع مع أعمال شغب ونهب كما حصل في الأيام الماضية، قررت سلطات مينيابوليس "تفكيك وإعادة بناء" شرطة المدينة، معتبرة أن "فكرة عدم وجود قوة ليست بالتأكيد مشروعا قريب الأمد".

وقالت رئيسة المجلس البلدي ليزا بيندر: "نحن ملتزمون بتفكيك أجهزة الشرطة كما نعرفها في مدينة مينيابوليس وإعادة بناء نموذج جديد للسلامة العامة يضمن فعلا أمن مجتمعنا، وذلك بالاشتراك مع مواطنينا"، مشيرة إلى أنّها تعتزم تحويل الأموال المخصصة لميزانية شرطة المدينة إلى مشاريع تتعلّق بالسكان.

وفي حين أكدت عضوة المجلس ألوندرا كانو أن شرطة المدينة "غير قابلة للإصلاح وسننهي النظام الحالي لحفظ الأمن"، أبلغ رئيس البلدية جاكوب فراي، قبل تصويت المجلس، أنه يفضل "إصلاحاً بنيوياً واسع النطاق لإعادة تأسيس هذا النظام الذي ينطوي على عنصرية هيكلية".

إجراءات فورية

في السياق، أعلنت شرطة مينيابوليس حظر القبض على عنق الموقوفين باعتبارها لقطة خطيرة، في حين حظر قائد شرطة سياتل استخدام الغاز المسيل للدموع مدة ثلاثين يوماً.

وبعد رفعه حظر التجوال قبل موعده، أعلن عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو، إصلاحات مقترحة لشرطة المدينة بينها إعادة توزيع قسم من ميزانية الإدارة إلى الشباب والعمل الاجتماعي، كما ستصبح الملفات التأديبية لرجال الشرطة أكثر شفافية.

واستجابة لما وصفها بـ"لحظة تحول" للمدينة، قال العمدة إن الإصلاحات المقترحة تعد مجرد خطوات أولى فقط، وأن هناك حاجة إلى توضيح مزيد من التفاصيل.

وكانت مدينتا لوس أنجلس وواشنطن، اللتان شهدتا تظاهرات تخللتها أعمال عنف أوائل الأسبوع الماضي، ألغتا بالفعل حظر التجوال، وحذت معظم المدن حذوهما.

وفي ولاية فرجينيا، يواجه ضابط شرطة اتهامات بالاعتداء والضرب بعد أن صعق واعتقل رجلا أسود مشوشا دون استفزاز. ونشر رئيس الشرطة في مقاطعة فيرفاكس لقطات للحادث من كاميرا كانت مثبتة على جسده، ووصف أعمال الضابط بأنها "إجرامية".

استطلاع

إلى ذلك، أرجع ترامب سبب تراجعه في استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات المقبلة إلى "مضايقات تعرض لها طوال 3 سنوات". وكتب في تغريدة: "لو أنني لم أتعرض لمضايقات طوال 3 سنوات من قبل التحقيقات المزيفة وغير القانونية، روسيا، روسيا، وروسيا، ثم خدعة إجراءات عزلي، لكنت متفوقا الآن بـ25 نقطة على جو بايدن النعسان والديمقراطيين عديمي الفائدة. هذا ليس منصفاً، لكن لا يمكن تغيير الوقائع". واعتبر تعليق ترامب إقرارا بصحة الاستطلاعات التي كان عادة يشكك فيها.

وأشارت أرقام استطلاع لشبكة "سي إن إن" إلى حصول بايدن على 51 في المئة من أصوات الناخبين المسجلين، مقابل 41 في المئة لترامب"، ما يمثل تحولاً كبيراً في حجم الدعم للمرشح الديمقراطي الذي كان يحظى بـ48 في المئة في استقصاء أبريل الماضي.

وأوضح استطلاع أجرته "رويترز/إبسوس"، الأسبوع الماضي، أن أغلبية كبيرة من الجمهوريين تستحسن أداء ترامب بصفة عامة، و63 في المئة يعتزمون التصويت لصالحه، في حين أن 46 في المئة فقط منهم يقولون إن الولايات المتحدة تسير في الطريق السليم.

شوفين يمثل للمرة الأولى أمام القضاء بتهمة قتل فلويد... ومينيابوليس تعيد بناء شرطتها
back to top