فيروس كورونا يفتك بأميركا اللاتينية... وإفريقيا تبدو الأقل تضرراً

• أكثر من 6 ملايين مصاب بالعالم بينهم 500 ألف بالبرازيل
• الطيران الداخلي يعود بالسعودية

نشر في 01-06-2020
آخر تحديث 01-06-2020 | 00:04
فرنسيون يستمتعون بالهواء الطلق في أحد مقاهي باريس (أ ف ب)
فرنسيون يستمتعون بالهواء الطلق في أحد مقاهي باريس (أ ف ب)
بعد نحو خمسة أشهر على ظهوره للمرة الأولى في الصين، تجاوزت عدد الإصابات بمرض "كوفيد 19" الناجم عن فيروس "كورونا" المستجد 6 ملايين. ورغم هذه الأعداد، لا تزال كثير من الدول تعلن تباعا تخفيف إجراءاتها، ورفع القيود التي فرضتها خلال الأسابيع الماضية لمواجهة الوباء.
رغم تحذير منظمة الصحة العالمية من استمرار انتشار وباء "كوفيد 19" المسبّب لفيروس "كورونا" المستجد بصمت بالدول الإفريقية في ظل عدم اجراء الفحوصات الكافية لتحديد المصابين، الا أنه يبدو حتى الان أن الفيروس "تجاوز" القارة السمراء التي لا تزال أقل قارات العالم من حيث عدد الوفيات والاصابات، في وقت تستعد أميركا اللاتينية "لأسوأ السيناريوهات"، مع استمرارها في الغرق بالأزمة الصحية، وتحديداً أحيائها الفقيرة حول المدن، حيث يعجز ملايين من السكان عن الامتثال للتدابير الوقائية فيما هم يواجهون خطر الموت جوعاً.

وأعلن المركز الإفريقي لمكافحة الامراض والوقاية منها، ان اجمالي الوفيات في القارة السمراء، وصل إلى 3941 فيما بلغت الاصابات 136677. وأوضح المركز التابع للاتحاد الافريقي، ان الوباء يواصل انتشاره في 54 دولة افريقية ولو بشكل متفاوت.

رغم ذلك، فان القارة السمراء لا تزال في آخر سلم عداد الوفيات والاصابات حول العالم والتي تخطّت، أمس، عتبة الـ 6 ملايين اصابة و370 ألف وفاة، ثلثاهم في أوروبا والولايات المتحدة.

أميركا اللاتينية

في المقابل، تستمر أميركا اللاتينية بالغرق في أزمتها الصحية.

فمع ارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير في دول مثل البرازيل والبيرو وتشيلي وتوقّع أن تكون الأرقام أكبر بكثير من تلك المعلنة، أصبح الوضع خطيرا جدا.

ففي الأرجنتين، دقت السلطات ناقوس الخطر بعد كشف نحو 100 اصابة في أسول، وهي مدينة صفيح في محيط العاصمة بوينوس أيرس.

ووضع سكان مدينة الصفيح هذه البالغ عددهم نحو 3 آلاف في العزل التام لتجنب أن ينتقل الفيروس إلى مدينة صفيح مجاورة يتكدّس فيها 16 ألف شخص.

لكن في هذه المنطقة، تشكّل الوظائف غير الرسمية نسبة 54 في المئة ويتوقع أن ترتفع هذه النسبة في الأشهر المقبلة بسبب الأزمة الاقتصادية. لذا يصعب على أفقر الفقراء الاختيار "بين الموت جوعا أو الموت جراء الفيروس".

ومن الصعوبات الأخرى اكتظاظ هذه الأحياء الفقيرة، الأمر الذي لا يُسهل احترام إجراءات التباعد الاجتماعي. ويمضي السكان جزءاً كبيراً من النهار في الخارج بسبب المساكن الضيقة التي تقيم فيها أجيال عدة.

واحتشد متظاهرون، أمس الأول، من جميع الأطياف السياسية في الأرجنتين للاحتجاج على القيود الصارمة المفروضة لاحتواء التفشي.

منظمات إجرامية

وفي دول أخرى، تستغل منظمات إجرامية هذا الفراغ الرسمي لتوسيع نطاق نفوذها.

ففي المكسيك، توزع كارتلات المخدرات المواد الغذائية والأدوية وفي هندوراس تنظم العصابات حملات تعقيم في المناطق التي تسيطر عليها.

وأمام تخاذل الدول، ترصّ الكنائس والجمعيات الصفوف أيضا من خلال حملات توعية وتعقيم و"بنوك الأغذية".

وفي حي "6 دي مايو" في ضاحية سانتياغو، يعرف سكان تشيلي أماكن إقامة المرضى فينظمون صفوفهم لتقديم الطعام إليهم.

ويقول جيلسون رودريغيس، المسؤول في حي مارايسوبوليس، ثاني أكبر مدن الصفيح في مدينة ساو باولو البرازيلية (100 ألف نسمة)، "يجب أن يكون لدينا السياسات العامة الخاصة بنا ووضع البدائل مع غياب الحكومة" موضحا أن الحي الفقير "يستعد لأسوأ السيناريوهات".

والبرازيل هي من أكثر الدول تضررا من الجائحة بعد الولايات المتحدة، مع أكثر من 29 ألف وفاة و400 ألف إصابة فيما عدد السكان 210 ملايين، وأصبحت الرّابعة بين الدول التي سجّلت أعلى معدّلات وفيّات، لتتقدّم بذلك على فرنسا.

وفي البيرو التي تضربها الجائحة بقوة، يعاني نحو ثلث سكان ليما البالغ عددهم 10 ملايين، من مشاكل كبيرة للحصول على المياه ولا سيما في الضواحي.

وفي فنزويلا، تضاف الجائحة إلى أزمة اقتصادية كارثية في الأساس مع تقنين متزايد في الكهرباء ونقص في الوقود.

لندن

أما في لندن، فتجاهل وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب امس، الانتقادات بسبب التحرك بسرعة كبيرة للسماح للناس بمزيد من التواصل الاجتماعي ودافع عن التخفيف "الحذر" للقيود.

وقال: "نحن واثقون من أن هذه هي الخطوة الصحيحة التي يجب اتخاذها في هذا التوقيت ونحن نتخذ هذه الخطوات بحذر بالغ استنادا إلى العلم، وإلى قدرتنا الحالية على مراقبة وضع الفيروس".

ويتعرض رئيس الوزراء بوريس جونسون لانتقادات حادة من بعض العلماء لتخفيفه إجراءات العزل العام التي فرضتها السلطات قبل 10 أسابيع، وقال بعضهم إن القرار سابق لأوانه ويعد مجازفة في غياب نظام فعال لرصد أي تفش جديد.

السعودية

في غضون ذلك، فتحت مساجد السعودية أبوابها للمصلين أمس، للمرة الأولى منذ ما يزيد على شهرين.

وتوجه المصلون إلى المساجد لأداء صلاة الفجر في ظل قواعد صارمة تتطلب استخدام الكمامات وجلب سجاد الصلاة الشخصي وتجنب المصافحة والوقوف على مسافة مترين على الأقل.

ولا تسمح السلطات لكبار السن والأطفال دون سن 15 عاما والمصابين بأمراض مزمنة بالذهاب إلى المساجد، كما يجب على الناس الوضوء في منازلهم قبل توجههم للصلاة في المساجد.

وعززت الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي في المدينة المنورة إجراءاتها الاحترازية والوقائية لحماية المصلين والزائرين، بعد الفتح التدريجي للمسجد اعتباراً من الأمس.

وفي حين استأنف موظفو وزارة الرياضة السعودية امس، العمل من جديد في مقر الوزارة بمختلف مكاتبها بمدن ومحافظات المملكة بالنسب التي حددتها الجهات المعنية، أكدت الهيئة العامة للطيران المدني، أنه لن يسمح للمسافر الذي تزيد حرارته على 38 درجة من دخول المطارات حسب البروتوكولات الوقائية الصحية المعدة من الجهات الصحية المختصة، وذلك بعد إعادة الرحلات الداخلية في السعودية بداية من الأمس.

الأقصى

وفي القدس، عبر مئات المسلمين فجر أمس، باب حُطة الخشبي الأخضر الكبير أحد أبواب الحرم القدسي ليؤدوا الصلاة فيه للمرة الأولى منذ إغلاقه قبل شهرين للحد من انتشار الفيروس. ودخل المصلّون إلى الباحات بعيد الساعة الثالثة فجراً، أي قبل الأذان وهم يرددون "الله أكبر، بالروح بالدم نفديك يا أقصى".

وكان في استقبالهم مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني الذي هنأهم على صبرهم عبر مكبرات الصوت.

بريطانيا تدافع عن التخفيف «الحذر»
back to top