سفارة أذربيجان: بلادنا أصبحت نموذجاً يحتذى به على نطاق عالمي

نشر في 27-05-2020 | 19:03
آخر تحديث 27-05-2020 | 19:03
No Image Caption
يصادف يوم 28 من شهر مايو مرور 102 عام على قيام أول جمهورية ذات طابع برلماني في المشرق الإسلامي ألآ وهي جمهورية أذربيجان الديمقراطية. ولقد إستطاعت الجمهورية الديمقراطية اليافعة نيل الإعتراف الدولي بها على هامش مؤتمر باريس للسلام، مما يعد حدثا تاريخيا مشهودا ومثارا للفخر وصفحة من الصفحات المجيدة في تاريخ الشعب الأذربيجاني الذي يعتزبهذا اليوم والذي يستمر بالإحتفال به سنويا على نطاق واسع.

ونظراً لسوء الحظ، لم تستمتع جمهوريتنا الفتية بعبق الإستقلال والحرية سوى 23 شهرا، بعدما تعرضت للغزو على يد الجيش الأحمر السوفييتي. ولا شك أنه لكانت جمهورية أذربيجان الديمقراطية من ضمن الدول الأكثر نموا وثراء في العالم في الوقت الحالي، إذا ما تمكنت من الحفاظ على إستقلالها.

غير أنها قطعت شوطا كبيرا خلال عمرها القصير في بناء الدولة الديمقراطية على وجه الخصوص. إذ أنها منحت حق التصويت للنساء وضمنت المساواة بين الجنسين وبالتالي، سبقت عدد من الدول الغربية مثل الولايات الأمريكية المتحدة وفرنسا وغيرها من الدول ، ومن جانب أخر حرصت على بناء الجيش الوطني والإقتصاد الوطني وتوفير سلامة أراضيها وإصدار العملة الوطنية وتأسيس البنك الوطني ونيل الاعتراف باستقلالها وسيادتها من قبل المجتمع الدولي وإقامة العلاقات الدولية وغيرها على شتى الاصعدة.

وعلى الصعيد التشريعي، فقد قامت جمهورية أذربيجان الديمقراطية بإصدار عدد من القوانين والمراسيم في غاية الأهمية تماشيا مع المبادئ المحددة في إعلان الاستقلال والتي كان الهدف الرئيس منها تشكيل 3 فروع وهي السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية مع حماية إستقلال الدولة وسلامة أراضيها والالتزام بحقوق الإنسان والحريات الأساسية وإقامة الدولة الديمقراطية القائمة على القانون.

وبهدف المنع من التدخل الخارجي في الشئون الداخلية، فقد بذلت كل من الحكومة والبرلمان قصارى جهودهم للتوصل للاعتراف الدولي بجمهورية أذربيجان الديمقراطية، حيث قرر البرلمان إرسال الوفد الخاص إلى مؤتمر باريس للسلام في 18 ديسمبر 1918.

لكن التوسع السوفييتي نحو جنوب القوقاز، قد أسفرعن إحتلال الديمقراطية الفتية في 28 أبريل عام 1920 الذي ترك في دوره أثرا ملحوظا في تاريخ الحركة التحريرية الوطنية. إلا أن العقود السبعة من الرقابة السوفييتية البشعة، لم تثن عزيمة الشعب الأذربيجاني صوب قيم الحرية والإستقلال.

ففي 18 أكتوبر عام 1991، إنفصلت أذربيجان عن المنظومة الشيوعية وإستعادت إستقلالها وسيادتها وتقاليدها كجمهورية ديمقراطية. وثم إنضمت الى منظمة الأمم المتحدة التي في دورها أقرت عضويتها في إطارالحدود القائمة من قبل الإحتلال الأرميني.

لقد واجهت جمهورية أذربيجان في السنوات الأولى من إستقلالها العدوان العسكري المباغت من قبل الدولة المجاورة وهي أرمينيا، الذي أدى الى إحتلال 20% من أراضينا الأم ، وتحول أكثر من مليون أذربيجاني الى مشردين ولاجئين. ولم تنجح أرمينيا في غزو أراضينا لو لا الفوضى السياسية العارمة والإقتتال الداخلي من أجل السلطة بين الأطراف المتناحرة، في حين كانت جمهورية ناختشيوان ذات الحكم الذاتي في إطار جمهورية أذربيجان، قد بدأت بجناية ثمار القرارات التنموية المبنية على الإصلاحات السياسية والإقتصادية في ضوء الإستقرار السياسي والإجتماعي بقيادة حيدر علييف.

وفي ظل مثل هذه الظروف، توجه الشعب الأذربيجاني الى حيدر علييف وطلب طلبا مصرا منه إنقاذ البلاد من خطر الإندثار. وإنطلاقا من وطنيته وحبه العميق لشعبه، فقد تجاوب حيدر علييف مع نداء شعبه المصر ووافق على عودة الى جمهورية أذربيجان وذلك في 15 يونيو عام 1993 الذي يعتبره الشعب الأذربيجاني يوم نجاة، حيث تم إنتخاب حيدر علييف رئيسا للمجلس الأعلى وثم رئيس الدولة بعد فوزه بأغلبية ساحقة في الإنتخابات الرئاسية في 3 أكتوبر عام 1993.

وما إن تولى القائد العظيم حيدر علييف حكم البلد، حتى سارع الى تحرير بعض الأراضي المحتلة بالإمكانات العسكرية الضئيلة المتوفرة وتوصل لوقف إطلاق النار مع أرمينيا عام 1994. تباعا للهدنة، أخذ فخامة الرئيس حيدر علييف في إتخاذ الإجراءات والقرارات الرامية الى توفير الإستقرار السياسي والإجتماعي وبناء مؤسسات الدولة والقوات المسلحة والإقتصاد الوطني من صفر.

لقد دخلت الفترتان الرئاسيتان للزعيم الوطني حيدر علييف من 1993 الى 2003 في ذاكرة الشعب الأذربيجاني بوصفهما فترتي تمهيد أرضية للطفرة النهضوية الهائلة والشاملة التي أصبحت ممكنة بفضل الإصلاحات التنموية وإستراتيجية الطاقة الموضوعة من قبل القائد العظيم.

وفي 2003، بعدما أبدى الشعب الأذربيجاني ثقته لخفامة إلهام علييف الوارث الجدير للزعيم الوطني حيدر علييف، إنطلقت الطفرة التنموية الشاملة التي أدت الى زيادة حجم الإقتصاد بأضعاف وتقلص ملموس في مؤشرات البطالة والفقر وإرتقاء المستوى المعيشي للمواطنين والوثبة في إحتياطي النقد الأجنبي وما الى ذلك. وبفضل مواصلة فخامة إلهام علييف الرئيس الحالي النهج الذي وضع أسسه والده القائد العظيم حيدر علييف باتت أذربيجان دولة رائدة في منطقة القوقاز ونالت مزيدا من ثقة المجتمع الدولي.

اليوم يقوم فخامة الرئيس في عمل دؤوب على تعزيز سيادة جمهورية أذربيجان وإستقلالها وتحرير الأراضي المحتلة عن طريق المفاوضات السلمية مع الإحتفاظ بحق اللجوء الى طرق غير تقليدية وكذلك توفير إستدامة التنمية، حيث أصبحت أذربيجان صاحبة الكلمة الأخيرة في تنفيذ المشاريع ذات الشأن العالمي في مجال الطاقة النقل وتعد مبادرة المشاريع العملاقة في ذات المجالين مثل خط الأنابيب للنفط باكو – تبليس – جيهان الذي ينقل المواد النفطية من بحر قزوين إلى شواطئ البحر المتوسط في تركيا مرورا بجورجيا. وكذلك خطوط الأنابيب للغاز الطبيعي "تاب" و"تاناب" وغيرها التي توصل الغاز الأذربيجاني الى الأسواق الأوروبية، ناهيك عن ممري النقل الدولي "الشمال-الجنوب" و"الشرق-الغرب".

على صعيد السياسة الخارجية، فإستطاعت جمهورية أذربيجان نيل المكان المرموق والمعتد به في منظومة العلاقات الدولية من عام لآخر، حيث كانت في عامي 2012-2013 عضوا غير دائم في مجلس الأمن الأممي وتتولى اليوم رئاستي مجلس التعاون للدول الناطقة باللغات التركية.

كما إنعقدت في العاشر من شهر أبريل عام 2020 قمة طارئة لمجلس التعاون، التي أعقبتها مؤتمر قمة فريق الاتصال لحركة عدم الانحياز في الرابع من شهر مايو من هذا العام اللتين كرستا لتضافر الجهود الدولية ، علما بأن القمتين المشار اليهما أعلاه اللذين بحثا سبل مواجهة وباء فيروس كورونا المستجد، وعقدتا بمادرة كريمة من فخامة إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان عبر تقنية الإتصال المرئي.

وبالرغم من النهضة التي تشهدها جمهورية أذربيجان في مختلف المجالات إلا ان مشكلة صراعها مع أرمينيا حول اقليم ناغورني قاراباخ ما زال قائما، فكما هو معلوم إن منطقة ناغورني قاراباخ إحدى المناطق الأذربيجانية التي قام الحزب الشيوعي السوفياتي بمحاولات عديدة لفصلها وضمها إلى جمهورية أرمينيا ونتيجة الضغط الأرمني على زعماء السوفييت الذين كانو مواليين لهم في داخل الاتحاد السوفياتي وخارجه، ونتيجة للسياسة العدوانية للقيادة السوفياتية السابقة ضد أذربيجان فقد بدأ الأرمن بطرد الأذربيجانيين من أراضيهم الأصلية وقامت القوات الأرمنية بمساعدة قوى خارجية باحتلال 20% من الأراضي الأذربيجانية نتيجة للحرب التي شنتها على أذربيجان ، ويبلغ عدد اللاجئين من الأراضي الأذربيجانية المحتلة أكثر من مليون شخص مشردين داخل وخارج أذربيجان، وفي هذا المقام نود القول بأن جمهورية أذربيجان تعمل جاهدة على حل الصراع الأرميني الأذربيجاني بالطرق السلمية ولا تألوا جهدا في اتباع كافة القنوات الدبلوماسية لإيجاد حل لهذه اللأزمة والحصول على دعم المجتمع الدولي لحل قضيتها العادلة ، وقد أكد فخامة الرئيس الهام علييف على حرص جمهورية أذربيجان لتسوية النزاع القائم في إقليم ناغورني قاراباخ بالسبل السلمية وفي ضوء قرارات الأمم المتحدة ، ولا بد من القول هنا بأن جمهورية أذربيجان تهتم اهتماما عاليا لتوفيرالحياة الطبيعية في المنطقة، وتطويرها اقتصاديا وهذا لا يمكن اتمامه الا بتوقف النزاع بصورة عادلة وثابتة ، في ظل الموافقة العادلة والشاملة بين الطرفين بالطرق السلمية من اجل تحقيق السلام وبموافقة كلا الطرفين على الشروط المنصوص عليها وهي تحرير الأراضي الاذربيجانية وعودة المشردين إلى ديارهم وفتح الطرق المغلقة .

وإنتهازاً لهذه الفرصة، لا بد من الذكر هنا أن الشعب الأذربيجاني والحكومة الأذربيجانية تقدر عاليا رسوخ الموقف العادل لدولة الكويت الصديقة من النزاع في ظل قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابرالصباح أمير دولة الكويت الصديقة. كما ينبغي الإشارة إلى أن موقع الكويت جغرافيا وثقافيا يشكل قلب العالم العربي النابض حيث لعب دورا كبيرا وتفاعل مع مختلف القضايا العربية والأحداث في المنطقة، ولا شك أن دولة الكويت بقيادته الحكيمة لها تأثير كبير على السياسة الإقليمية والدولية وذلك على أعتبار أهمية الكويت كدولة فاعلة في منطقة الخليج والشرق الأوسط وبالعالم أجمع ممثلة بحضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت أمير الإنساني والعمل الإنساني ودوره التاريخي والإنساني في العالم العربي والإسلامي، فالكويت تعتبر نموذج السياسة المتوازنة المبنية على الثوابت الوطنية المكرســــة لخدمة القضايا العربية والإسلامية .

​من المعروف بشكل جيد أن أذربيجان بلد يمتلك أرث ثقافي وحضاري متنوع عريق وقد شكل هذا الأرث أساسا راسخا لبناء دولة حديثة تمتلك كل مقومات التطور والتقدم بحيث أصبحت نموذجا يحتذى به على نطاق عالمي من حيث التعايش والتكامل بين مختلف الثقافات والقوميات التي شكلت في النهاية نسيج اجتماعي واحد داخل المجتمع الأذربيجاني، وقد شهدت أذربيجان طفرة ثقافية علمية كبيرة على مرالعصور إبتداءاً من نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

وتلعب مؤسسة حيدر علييف برئاسة السيدة مهربان علييفا، النائب الأول لرئيس جمهورية أذربيجان دورا متقدما في الطفرة المذكورة وفي خدمة المجتمع الأذربيجاني وترويج الحقائق الأذربيجانية في الخارج. وتأتي هذه المؤسسة في طليعة المشاريع الإنسانية والتعليمية والثقافية والصحية سواء داخل أو خارج الدولة. وأكتسبت هذه الدبلوماسية الإنسانية هي الأخرى سمعة متميزة لجمهورية أذربيجان إقليميا ودوليا.

back to top