جميل العذري وابن الخصيب يبحثان عن معشوقتيهما (28- 30)

ابن والي مصر يعطي للبدوي 200 دينار وجوادين وجوهرة نفيسة

نشر في 28-05-2020
آخر تحديث 28-05-2020 | 00:01
ألف ليلة وليلة
ألف ليلة وليلة
توقفت شهرزاد في الحلقة السابقة، عند حكاية الجارية تودد التي أنقذت سيدها أبا الحسن من سوء الحال، وأعادت إليه ثروته بفضل علمها وحكمتها.
وفي هذه الحلقة، تنتقل إلى حكاية أخرى من حكايات الليالي المشوقة، الزاخرة بقصص العشاق والمحبين. فتروي قصة جميل بن معمر العذري والغلام العاشق، وحكاية ابن الخصيب وجميلة في عهد هارون الرشيد.
ولما كانت الليلة الرابعة عشرة بعد الستمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أنه ذات ليلة أرق أمير المؤمنين هارون الرشيد أرقاً شديداً، فنادى مسرور أن يأتيه أحد من الشعراء: يا مسرور مَن بالباب من الشعراء؟ فقال مسرور: خرجت إلى الدهليز فوجدت جميل بن معمر العذري، فقلت له: أجب أمير المؤمنين، فقال: سمعاً وطاعة، فدخلت ودخل معي إلى أن صار بين يدي هارون الرشيد وعقب التحية، أمره بالجلوس ثم قال له: يا جميل أعندك شيء من الأحاديث العجيبة؟

قال: نعم يا أمير المؤمنين، أيها أحب إليك وما عاينته ورأيته أو ما سمعته ووعيته، فقال: حدثني بما عاينته ورأيته قال: نعم يا أمير المؤمنين، أقبل عليّ بكلّيتك واصغ إليّ بأذنك، ولما اتكأ هارون الرشيد على مخدة من الديباج قال: هلمّ بحديثك يا جميل.

اقرأ أيضا

الحب والشوق

فقال: اعلم يا أمير المؤمنين أني كنت مفتوناً بفتاة محباً لها، وكنت أتردد إليها حيث هي سؤالي وبغيتي من الدنيا، ثم إن أهلها رحلوا بها لقلّة المرعى فأقمت مدة لم أرها، ثم إن الشوق أقلقني وجذبني إليها، فحدّثتني نفسي بالمسير إليها، فلما كنت ذات ليلة من الليالي هزّني الشوق إليها، فقمت وشددت رحلي على ناقتي وتعممت بعمامتي ولبست أطماري وتقلدت بسيفي واعتقلت رمحي وركبت ناقتي، وخرجت طالبا لها وكنت أسرع في المسير، فسرت ذات ليلة وكانت ليلة مظلمة مدلهمة، وأنا مع ذلك أكابد هبوط الأودية وصعود الجبال فأسمع زئير الأسود وعواء الذئاب وأصوات الوحوش من كل جانب، وقد ذهل عقلي وطاش قلبي، ولساني لا يفتر عن ذكر الله تعالى، فبينما أنا أسير على هذه الحال، إذ غلبني النوم فأخذت بي الناقة على غير الطريق التي كنت فيها وغلب عليّ النوم، وإذا أنا بشيء لطمني في رأسي، فانتبهت فزعاً مرعوباً. وإذا بأشجار وأنهار وأطيار على تلك الأغصان تغرّد بلغاتها وألحانها وأشجار ذلك المرج مشتبك ببعضها.

خيل وإبل ونار

فنزلت عن ناقتي، وأخذت بزمامها في يدي ولم أزل أتلطف بالخلاص، إلى أن خرجت بها من تلك الأشجار إلى أرض فلاة، فأصلحت كورها واستويت راكباً على ظهرها، ولا أدري إلى أين أذهب، ولا إلى أي مكان تسوقني الأقدار، فمددت نظري في تلك البرية فلاحت لي نار في صدرها، فوكزت ناقتي وسرت متوجهاً إليها حتى وصلت إلى تلك النار، فقربت منها وتأملت، وإذا بخباء مضروب ورمح مركوز ودابة قائمة وخيل واقفة وإبل سائحة، فقلت في نفسي يوشك أن يكون لهذا الخباء شأن عظيم، فإني لا أرى في تلك البرية سواه، ثم تقدمت إلى جهة الخباء وقلت: السلام عليكم يا أهل الخباء ورحمة الله وبركاته، فخرج إليّ من الخباء غلام من أبناء التسع عشرة سنة فكأنه البدر إذا أشرق والشجاعة بين عينيه، فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أخا العرب، إني أظنك ضالاً عن الطريق، فقلت: الأمر كذلك فأرشدني. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

خباء الغلام

وفي الليلة التالية قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جميل قال يا أخ العرب إن بلدنا هذه مسبعة، وهذه الليلة مظلمة موحشة شديدة الظلمة والبرد، ولا آمن عليك من الوحوش أن تفترسك، فانزل عندي على الرحب والسعة، فإذا كان الغد أرشدتك إلى الطريق، فنزلت عن ناقتي وعلقتها بفضل زمامها، ونزعت ما كان عليّ من الثياب وتخففت وجلست ساعة، وإذا بالشاب قد عمد إلى شاة فذبحها وإلى نار فأضرمها وأججها، ثم دخل الخباء وأخرج أبراراً ناعمة وملحاً طيباً، وأقبل يقطع من ذلك اللحم قطعاً ويشويها على النار ويعطيني ويتنهد ساعة ويبكي أخرى، ثم شهق شهقة عظيمة وبكى بكاء شديداً، وأنشد يقول هذه الأبيات:

لم يبق إلا نفس هـامـت

ومقلة إنسانهـا بـاهـت

لم يبق في أعضائه مفصل

إلا وفيه سقـم كـابـت

ودمعة جـار وأحـشـاؤه

توقـد إلا أنـه سـاكـت

تبكي له أعـداؤه رحـمة

يا ويح من يرحمه الشامت

قال جميل: فعلمت عند ذلك يا أمير المؤمنين، أن الغلام عاشق ولهان ولا يعرف الهوى إلا من ذاق طعم الهوى، فقلت في نفسي: هل أسأله؟ ثم راجعت نفسي وقلت: كيف أتهجم عليه بالسؤال وأنا في منزله، فرعت نفس وأكلت من ذلك اللحم كفايتي، فلما فرغنا من الأكل قام الشاب ودخل الخباء وأخرج طشتاً نظيفاً وإبريقاً حسناً، ومنديلاً من الحرير أطرافه مزركشة بالذهب الأحمر، وقمقماً ممتلئاً من ماء الورد الممسك، فعجبت من ظرفه ورقّة حاشيته وقلت في نفسي: لم أعرف الظرف في البادية، ثم غسلنا يدينا، وحدثنا ساعة، ثم قام ودخل الخباء وفصل بيني وبينه بفاصل من الديباج الأحمر وقال: ادخل وخذ مضجعك، فقد لحقك في هذه الليلة تعب وفي سفرتك هذه نصب مفرط، فدخلت وإذا أنا بفراش من الديباج الأخضر، فعند ذلك نزعت ما عليّ من الثياب وبتّ ليلة لم أبت في عمري مثلها. وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

سرّ الغلام

وفي الليلة السابعة عشرة بعد الستمئة قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جميلاً قال: فبتّ ليلة لم أبت في عمري مثلها، وكل ذلك وأنا متفكر في أمر هذا الشاب، إلى أن جن الليل ونامت العيون، فلم أشعر إلا بصوت خفيّ لم أسمع ألطف منه ولا أرق حاشية، فرفعت الفاصل المضروب بيننا وإذا أنا بصبية لم أر أحسن منها وجهاً وهي في جانبه، وهما يبكيان ويتشاكيان ألم الهوى والصبابة والجوى وشدة اشتياقهما إلى التلاقي، فقلت: يا للعجب من هذا الشخص الثاني لأني لما دخلت هذا البيت لم أر فيه غير هذا الفتى وما عنده أحد، ثم قلت في نفسي لا شك في أن هذه البنت من بنات الجن تهوى هذا الغلام، وقد تفرد بها في هذا المكان وتفردت به، ثم أمعنت النظر فيها، فإذا هي أنسية إذا أسفرت عن وجهها تخجل الشمس المضيئة، وقد أضاء الخباء من نور وجهها.

أيام الضيافة

فلما أصبحت، قلت لمستضيفي: يا أخا العرب، هل لك أن ترشدني إلى الطريق وقد تفضّلت علي. فنظر إليّ وقال: على رسلك إن الضيافة ثلاثة أيام، وما كنت بالذي يهديك إلا بعد ثلاثة أيام، قال جميل فأقمت عنده ثلاثة أيام، فلما كان في اليوم الرابع جلسنا للحديث فحدثته وسألته عن اسمه ونسبه. فقال: أما نسبي فأنا من بني عذرة، واسمي فلان ابن فلان، وعمي فلان، فإذا هو ابن عمي يا أمير المؤمنين، وهو من أشرف بيت من بني عذرة، فقلت يا ابن العم ما حملك على ما أراه منك من الانفراد في هذه البرية، وكيف تركت نعمتك ونعمة آبائك، وكيف تركت عبيدك وإماءك وانفردت بنفسك في هذا المكان؟ فلما سمع يا أمير المؤمنين كلامي تغرغرت عيناه بالدموع والبكاء، ثم قال: يا ابن العم إني كنت محباً لابنة عمي مفتوناً بها هائماً بحبها مجنوناً في هواها، لا أطيق الفراق عنها فزاد عشقي لها فخطبتها من عمي، فأبى وزوجها لرجل آخر، وأخذها إلى المحلة التي هو فيها من العام الأول، فلما بعدت عني واحتجبت عن النظر إليها حملتني لوعات الهوى وشدة الشوق والجوى على ترك أهلي ومفارقة عشيرتي وخلاني وجميع نعمتي، وانفردت بهذا البيت في البرية وألفت وحدتي فقلت: وأين بيوتهم؟

قال: هي قريبة في ذروة هذا الجبل، وهي كل ليلة عند نوم العيون وهدوء الليل تنسل من الحي سراً بحيث لا يشعر بها أحد، فتأتيني نبكي على ما فات، وها أنا مقيم على ذلك الحال حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، أو يأتيني الأمر على رغم الحاسدين أو يحكم الله لي، وهو خير الحاكمين.

ناقة سريعة

ثم قال جميل: فلما أخبرني الغلام يا أمير المؤمنين غمني أمره، وصرت من ذلك حيرانا لما أصابني من الغيرة، فقلت له: يا ابن العم، هل أن أدلك على حيلة أشير بها عليك وفيها عين الصلاح وسبيل الرشد والنجاح، وبها يزيل الله عنك الذي تخشاه؟

فقال الغلام: قل لي يا ابن العم، فقلت له: إذا كان الليل وجاءت الجارية فاطرحها على ناقتي فإنها سريعة الرواح واركب أنت جوادك وأنا أركب بعض هذه النياق وأسير بكما الليلة جميعها، فما يصبح الصباح إلا وقد قطعت بكما براري وقفاراً، وتكون قد بلغت مرادك وظفرت بمحبوبة قلبك، وأرض الله واسعة فضاها، وأنا والله مساعدك ما حييت بروحي ومالي وسيفي. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفاة الحبيبة

وفي الليلة الثامنة عشرة بعد الستمئة قالت إن جميلاً لما قال لابن عمه على أخذ الجارية ويذهبان بها في الليل ويكون عوناً له ومساعداً له مدى حياته، فلما سمع ذلك قال: يا ابن العم حتى أشاورها في ذلك، فإنها عاقلة لبيبة بصيرة بالأمور قال جميل: فلما جنّ الليل وحان وقت مجيئها وهو ينتظرها في الوقت المعلوم، فأبطأت عن عادتها فرأيت الفتى خرج من باب الخباء وفتح فاه وجلس يتنسم هبوب الريح الذي يهب من نحوها وينشد هذين البيتين:

ريح الصبا يهدي إليّ نـسـيم

من بلدة فيها الحبيب مـقـيم

يا ريح فيك من الحبيب علامة

أفتعلمين متى يكـون قـدوم؟

ثم دخل الخباء وقعد ساعة وهو يبكي، ثم قال: يا ابن العم إن لابنة عمي في هذه الليلة نبأ، وقد حدث لها أو عاقها عنّي عائق، ثم قال لي: كن مكانك حتى آتيك بالخبر، ثم أخذ سيفه وترسه وغاب عني ساعة من الليل، ثم أقبل وعلى يده شيء يحمله، ثم صاح عليّ فأسرعت إليه، فقال يا ابن العم، أتدري ما الخبر؟ فقلت: لا والله، فقال: لقد فجعت في ابنة عمي هذه الليلة، لأنها قد توجهت إلينا فتعرّض لها في طريقها أسد، فافترسها ولم يبق منها إلا ما ترى، ثم بكى بكاء شديداً ورمى القوس من يده، وأخذ كيساً على يده، ثم قال: لا تبرح إلى أن آتيك، ثم سار فغاب عني ساعة ثم عاد وبيده رأس أسد فطرحه من يده، ثم طلب ماء فأتيته به فغسل فم الأسد وجعل يقبله ويبكي وزاد حزنه عليها، وجعل ينشد هذه الأبيات:

ألا أيها الليث المـغـرّ بـنـفـسـه

هلكت وقد هيّجت لي بعدها حزنـا

وصيرتني فرداً وقد كنـت ألـفـهـا

وصيرت بطن الأرض قبراً لها رهنا

أقول الدهر ساءنـي بـفـراقـهـا

معاذ إليها أن تريني لـهـا خـدنـا

ثم قال: يا ابن العم سألتك بالله وبحقّ القرابة والرحم التي بيني وبينك أن تحفظ وصيتي، فستراني الساعة ميتا بين يديك، فإذا كان ذلك فغسّلني وكفّني أنا وهذا الفاضل من عظام ابنة عمي في هذا الثوب، وادفنّا جميعاً في قبر واحد، واكتب على قبرنا هذين البيتين:

كنّا على ظهرها والعيش في رغد

والشمل مجتمع والدار والوطـن

ففرّق الدهـر والـتـصـريف جمعتنا

وصار معنا في بطنها الكـفـن

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وصية الغلام

وفي الليلة التاسعة عشرة بعد الستمئة قالت إن الغلام وصى جميلا بأن يكتب بعد موته على قبره بيتين من الشعر، ثم بكى بكاء شديداً ودخل الخباء وغاب عني ساعة وخرج وصار يتنهد ويصيح، ثم شهق شهقة ففارق الدنيا.

فلما رأيت ذلك منه عظم عليّ وكبر عندي حتى كدت ألحق به من شدة حزني عليه، ثم تقدمت وفعلت به ما أمرني من العمل، وكفنتهما ودفنتهما جميعا في قبر واحد، وأقمت عند قبرهما ثلاثة أيام، ثم ارتحلت وأقمت سنتين أتردد إلى زيارتهما، وهذا ما كان من حديثهما يا أمير المؤمنين، فلما سمع الرشيد كلامه استحسنه وخلع عليه وأجازه جائزة حسنة.

الخصيب وجميلة

ولما كانت الليلة العشرون بعد الستمئة قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أنه مما يحكى أن الخصيب والي مصر رزق بولد حسَن البهية، ولا يوجد في زمانه أحسن منه، وكان من شدة حرصه عليه لا يسمح له بالخروج من باب القصر، وذات يوم خرج، فحدثت له أهوال وأحداث عظام بسبب عشقه لصورة، فراح يبحث عن صاحبتها ودخوله العديد من الأماكن الغريبة وسفره إلى بغداد يفتش عنها ومصاحبته للبغدادي ولقائه بتجار وجوارى كثر.

فلما بلغ الثالثة عشرة من عمره، سمح له بالخروج مرة في الأسبوع لصلاة الجمعة. فاتفق وهو فى طريقه إلى المسجد أن رأى كتابا عند بائع كتب فيه صورة لفتاة جميلة، سلبت عقله، وأدهشت لبّه.

وسأل البائع: ما ثمن هذه الصورة ؟ فقبّل الرجل الأرض بين يديه، وقال له: هي لك بغير ثمن أيها الأمير. وأعطاه الكتاب والصورة، فأخذهما ودفع له مئة دينار. وظل ابن الخصيب طوال الأسبوع التالي، مشغولا بالتطلع إلى تلك الصورة، ولا يجد سبيلا إلى النوم، وزهد في الطعام والشراب.

إبراهيم يشد الرحال إلى بغداد

لما خرج ابن الخصيب من القصر، لصلاة الجمعة كعادته، حتى عرج في طريقه على بائع الكتب الذي اشترى منه تلك الصورة، وبعد أن أعطاه مئة دينار أخرى، سأله عمّن صنعها. فقال البائع: صنعها شاب من أهل بغداد اسمه أبوالقاسم الصيدلاني، وهو يسكن حارة هناك اسمها حارة الكرخ. فشكره على هذه المعلومات، وتركه ومضى إلى المسجد، حيث صلى الجمعة، وما كاد يرجع إلى قصر والده حتى أحضر جرابا كبيرا ملأه بجواهر ثمينة لا تقل قيمتها عن ثلاثين ألف دينار.

ثم خرج من القصر ومعه ذلك الجراب، وتوجّه إلى الموضع الذى تسافر القوافل منه، وهناك وجد قافلة تهم بالمسير إلى بغداد. فسأل رجل من البدو الذين يجهزونها: كم يوما يستغرق السفر من هنا إلى بغداد؟ فقال له البدوي: يستغرق السفر إليها نحو شهرين بسير الجمال، ونحو 10 أيام على الخيل.

فأعطاه مئة دينار وقال له: هذه لك لكي تبحث لي عمن يصحبني إليها على الخيل، وسأعطيه مئة دينار قبل السفر، ومثلها عند الوصول، وهذا عدا الخيل التي أشتريها بأي ثمن. فلما سمع البدوي ذلك، قال له: أنا أصحبك إليها من طريق قصير أعرفه، فمتى تريد السفر؟

فقال له: أريد السفر الآن. ثم أعطاه مئة دينار أخرى لنفسه، ومئة دينار ليشتري بها جوادين لهما وما يحتاجان إليه من الزاد. ولم تمض ساعات حتى أتم البدوي كل معدات سفرهما، ثم ركبا جواديهما وسارا في ذلك الطريق الذي يعرفه. ولم يزالا يواصلان السفر ليل نهار، ولا يتوقفان إلا قليلا، لا راحة الجوادين وتناول بعض الطعام والشراب، إلى أن وصلا إلى بغداد بسلامة الله، فأعطى ابن الخصيب للبدوي مئة دينار والجوادين، وجوهرة تساوي أكثر من مئة دينار. ثم ودعه ودخل المدينة وحده. وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

وإلى اللقاء في حلقة الغد

جميل يلتقي ابن عمه مصادفة أثناء البحث عن محبوبته

ابن عم جميل يوصيه أن يكتب على قبره بيتين من الشّعر

ابن والي مصر يغرم بصورة ويبحث عن صاحبتها في بغداد

ابن الخصيب يصل إلى بغداد والدليل يعود من حيث أتى
back to top