أسوأ حصيلة إصابات يومية لـفيروس كورونا عالمياً و دونالد ترامب مع التطبيع

• سلوفاكيا تفتح الحدود بلا كمامات
• بريطانيا توظف 25 ألف «متعقّب» لدحر الفيروس

نشر في 22-05-2020
آخر تحديث 22-05-2020 | 00:06
مسلحون معارضون للإغلاق يتظاهرون أمام الكابيتول في ميشيغان أمس الأول (أ ف ب)
مسلحون معارضون للإغلاق يتظاهرون أمام الكابيتول في ميشيغان أمس الأول (أ ف ب)
مع تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا منذ بداية تفشيه عتبة الـ5 ملايين شخص على مستوى العالم، بينهم واحدة من كل 3 إصابات في الولايات المتحدة، أعلنت منظمة الصحة العالمية أسوأ أيامها على الإطلاق، مع تسجيلها 106 آلاف إصابة في يوم واحد.
أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها الشديد إزاء تسجيل 106 آلاف حالة إصابة جديدة بفيروس "كورونا" في العالم في يوم واحد، مؤكدة أنه أعلى معدل إصابة يومي تسجله المنظمة على الإطلاق.

وفي مؤتمر صحافي عن بعد من مقر المنظمة في جنيف، قال المدير العام للمنظمة تيدروس غيبريسيوس، أمس الأول، إن ما يقرب من ثلثي تلك الإصابات جاء من 4 بلدان فقط، "ما يعني أن الطريق امامنا طويل للتعامل مع الجائحة"، كما عبر عن قلقه الشديد من تزايد أعداد الحالات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

قلق المنظمة الأممية قابله تقرير لعلماء أميركيين، ذكروا فيه أن عدد الذين أصيبوا منذ بداية الوباء، الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية ديسمبر الماضي، تجاوز 5 ملايين شخص على مستوى العالم، في حين توفي نحو 328 ألفا، مضيفين أنه تم الكشف عن نحو واحدة من كل 3 إصابات في الولايات المتحدة.

ترامب

ورغم هذه الأرقام المخيفة، يصر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على العودة إلى الحياة الطبيعية، خصوصا عبر دعوة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى G7 إلى اجتماع بحضور القادة.

وأمس الأول، اقترح الملياردير الجمهوري، الذي يواجه انتقادات حادة لإدارته للأزمة الصحية في الولايات المتحدة، ويريد إعادة إطلاق حركة الاقتصاد بأي ثمن، قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية، عقد قمة في كامب ديفيد، شمال واشنطن، يونيو المقبل، بدلا من الاجتماع المقرر بالفيديو.

وكتب في تغريدة: "الآن بعدما بدأت أمتنا العودة إلى العظمة، أنوي إعادة برمجة قمة مجموعة السبع في التاريخ نفسه تقريبا، لكن في كامب ديفيد، المكان التاريخي"، متابعا: "بدأ الأعضاء الآخرون في مجموعة السبع عودتهم أيضا. سيكون ذلك رمزا رائعا للجميع، تطبيع الوضع وعودة الأمور إلى طبيعتها!".

وأثار هذا التصريح ردود فعل حذرة من العديد من قادة مجموعة السبع، الذين ربطوا مواقفهم المقبلة بالوضع الصحي وتوصيات الخبراء.

ويتناقض تفاؤل الرئيس الأميركي مع الوضع في بلده، الذي سجل أكبر عدد من الإصابات (1.55 مليون) والوفيات في العالم، وأعلنت جامعة جونز هوبكنز 1561 وفاة إضافية خلال 24 ساعة، مما يرفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 93 ألفا و400، نحو ثلثهم في ولاية نيويورك وحدها.

وبينما قال الرئيس الأميركي، أثناء اجتماع في البيت الأبيض، أمس الأول، إن النظام الذي كان يتبعه بتناول دواء "هيدروكسي كلوروكين" المضاد للملاريا للوقاية من فيروس كورونا سينتهي خلال يوم أو يومين، لينهي بذلك جدلا بشأن ذلك الدواء الذي لقي انتقادات واسعة من الشعب وخبراء صحة، أعلنت وزارة الصحة امس، ان الحكومة الأميركية طلبت 300 مليون جرعة من لقاح محتمل لـ"كوفيد-19" تقوم شركة "أسترا زينيكا" وجامعة أوكسفورد بتطويره، وتأمل أن تكون أول جرعات جاهزة بحلول أكتوبر المقبل، أي ما يكفي لتلقيح وانقاذ كل الأميركيين من شباب وكبار في السن، علماً أن ذلك لا يزال مجرد فرضيات كون الاختبارات السريرية قد بدأت للتو.

معارضو الإغلاق يعترضون بـ«قص الشعر» في ميشيغان

مع تزايد الاحتجاجات الرافضة لأوامر الإغلاق حول البلاد، واتخاذها نبرة حزبية بشكل متزايد، احتج مئات المتظاهرين في ولاية ميشيغان الأميركية، أمس الأول، على أوامر البقاء في المنازل، من خلال تنظيم تجمع لقص الشعر أمام مبنى الكابيتول في الولاية.

وأفادت تقديرات الشرطة المحلية بأن نحو 300 شخص شاركوا في ذلك الاحتجاج، الذي نظم تحت اسم "عملية قص الشعر".

وانتهك المتظاهرون أوامر الصحة العامة المحلية، بالإبقاء على صالونات الحلاقة مغلقة للحد من انتشار الفيروس.

وخففت جميع الولايات الأميركية الـ50 من تدابير الإغلاق إلى حد ما، وقامت الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون بتخفيف قيود الصحة العامة أسرع من الولايات الخاضعة لسيطرة الديمقراطيين.

وحضّ الرئيس دونالد ترامب الولايات على الإسراع في إعادة فتح اقتصادها، وانتقد الحكام الديمقراطيين رغم تحذيرات من كبار مسؤولي القطاع الصحي بأن البلاد ربما تواجه موجة ثانية من تفشي الفيروس، إذا تم تخفيف أوامر الإغلاق بشكل متسرع.

إلا أن العالم الأميركي وليام هيسلتاين، الباحث الرائد بمجال السرطان والإيدز والجينات البشرية، قال إنه يتعين على الحكومات ألا تعول على ظهور لقاح ناجح قريبا حين تتخذ قراراتها بشأن تخفيف القيود المفروضة لمكافحة الجائحة، مبينا ان لقاحات تم تصنيعها سابقا لأنواع أخرى من فيروسات كورونا فشلت في حماية الأغشية المخاطية بالأنف، حيث يدخل الفيروس للجسم.

وأشار الى أنه حتى من دون علاج فعال أو لقاح يمكن السيطرة على الفيروس، من خلال تحديد العدوى، والعثور على الأشخاص الذين تعرضوا لها وعزلهم. وحث الناس على استخدام الكمامات وغسل اليدين وتطهير الأسطح والحفاظ على مسافات فاصلة، مضيفا ان الصين وكوريا الجنوبية وتايوان بذلت أفضل ما يمكن لكبح العدوى، بينما قدمت الولايات المتحدة وروسيا والبرازيل الأسوأ.

بومبيو

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة ستتبرع بـ200 جهاز تنفس اصطناعي لمساعدة روسيا في مكافحة الفيروس، بعد أسابيع قليلة من إرسال موسكو معدات مماثلة لنيويورك.

وكشف بومبيو عن المبادرة بنشر صورة على "تويتر" تظهر طائرة شحن عسكرية تحمل علما أميركيا وصناديق عليها شعار الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

أوروبا

ومن دون أن تعلن "انتصارها"، تواصل أوروبا من جهتها استئناف الحياة الطبيعية تدريجيا بحذر كبير وإجراءات تهدف إلى تجنب حدوث موجة ثانية من الإصابات.

وخففت سلوفاكيا القيود المفروضة على الحياة الاقتصادية، وقررت إعادة فتح حدودها لكل المسافرين دون فرض حجر، وكان التخفيف الأكثر وضوحا للقيود في الشارع هو إلغاء الالتزام بارتداء كمامات الوجه في الهواء الطلق.

كما سمحت السلطات بإعادة فتح مراكز التسوق ودور السينما والمسارح بشروط صارمة. وفي الوقت نفسه، لن تتم إعادة فتح المدارس ورياض الأطفال حتى 1 يونيو.

وفي اسبانيا، مددت الحكومة حالة الإنذار حتى ٦ يونيو، وفرضت ارتداء الأقنعة الواقية بدءا من سن الست سنوات في كل الأماكن العامة التي يصعب فيها الإبقاء على مسافات، بما في ذلك الشوارع.

ومنذ الأسبوع الماضي، شهدت شوارع مدريد احتجاجات ضد الحكومة، شارك فيها المئات، وامتدت إلى مدن أخرى على غرار سرقسطة وإشبيلية وقرطبة.

ومن الإجراءات التخفيفية في أوروبا أيضاً، فتح كل شواطئ كورسيكا تقريبا، بينما تعيد قبرص فتح المدارس والمقاهي والمطاعم وصالونات الحلاقة.

كونتي

وفي روما، قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، امس، إن بلاده تجاوزت الجزء الأسوأ، مضيفا أثناء عرض أحدث مجموعة حوافز حكومية أمام البرلمان "لكن لا يمكننا التوقف انتظارا للقاح، وإلا سنجد أنفسنا في مواجهة مجتمع ونظام إنتاج‭‭ ‬‬معيبين على نحو غير قابل للإصلاح".

وأمس الأول، أعلنت وزيرة النقل باولا دي ميكلي انه سيكون بإمكان المطارات الإيطالية استئناف عملها اعتبارا من ٣ يونيو.

اليابان

وفي ظل تباطؤ ارتفاع الإصابات، أنهت اليابان، أمس، حال الطوارئ في مقاطعات أوساكا وكيوتو وهيوغو غرب البلاد، بينما اتفقت الأجهزة الأمنية في تايلند على الحاجة إلى تمديد تطبيق الطوارئ لمدة شهر آخر، حتى نهاية يونيو، في ظل المخاوف من الوباء.

الأردن

وأعلنت الحكومة الأردنية فرض حظر شامل للتجوال لثلاثة ايام اعتبارا من مساء أمس الأول، بما في ذلك أول ايام عيد الفطر، بعد "تطور الوضع الوبائي" وارتفاع عدد الإصابات الى 672.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة: "في ضوء تطور الوضع الوبائي في المملكة وارتفاع الاصابات بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية (...) تقرر فرض حظر تجول شامل لمدة ثلاثة أيام، بحيث يمنع خروج المواطنين من منازلهم بشكل كامل".

وفي لندن، بعث رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون رسالة طمأنة إلى شعبه، مشيراً إلى امتلاك بلاده "نظاما" سيساعد على "دحر" الفيروس قريبا.

وغرد جونسون عبر "تويتر" قائلاً: "نحن نحرز تقدما كبيرا في تتبع وتحليل الفيروس. لدي ثقة كبيرة في أن لدينا نظاما سيساعدنا قريبا جدا على دحر هذا المرض".

وأعلن رئيس الوزراء في وقت سابق، عن برنامج لتتبع وتعقب من يشتبه في مخالطتهم لمصابين، موضحاً أن الحكومة ستعين 25 ألف متعقب للعمل بالبرنامج بحلول بداية الشهر المقبل.

الى ذلك، بدأ العاملون بقطاع الرعاية الصحية في بريطانيا، أمس، المشاركة في تجارب دولية تقودها "جامعة أكسفورد" لاستخدام دواءي "كلوروكين" و"هيدروكسي كلوروكين" المخصصين لعلاج الملاريا.

ويشارك في الدراسة أكثر من 40 ألفا من العاملين على الخطوط الأمامية في الرعاية الصحية، من أوروبا وإفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية، لتحديد ما إذا كان الدواءان فعالين في منع الإصابة بالفيروس.

سأنتهي قريباً من تناول هيدروكسي كلوروكين الرئيس الأميركي
back to top