الحرب العالمية الثالثة وفيروس كورونا

نشر في 15-05-2020
آخر تحديث 15-05-2020 | 00:02
 سعود الجنفاوي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بانتصار الحلفاء وبعد استخدام السلاح النووي لأول مرة، ظهر الرعب على العالم بتكرار استخدام الأسلحة النووية فأصبح هاجس «الحرب العالمية الثالثة» يسبب القلق لكل دولة في العالم سواء كانت دولة صغرى أو عظمى، وبعد إعادة تشكل النظام العالمي خلف قطبين من الدول العظمى وبدء سباق التسلح النووي حتى انتهى باتفاقيات الحد من الأسلحة النووية وتفكك الاتحاد السوفياتي وانتهاء حلف وارسو للأبد استمر هذا الهاجس والرعب من الحرب العالمية الثالثة.

ولم يكن في حسبان أي إنسان أن هذه الحرب العالمية ستبدأ وتنتشر الى جميع دول العالم بفعل فيروس صغير لا يمكن رؤيته، ولا يوجد عنه أي معلومات من قبل عن درجة خطورته أو كيفية الوقاية منه، والأخطر أنه لا يعلم له أي لقاح أو علاج سبق استخدامه أو تجربته طبياً لمساعدة البشرية بأكملها للتصدي له، أصبح العالم في خندق واحد، ولأول مرة تتوقف الحياة في أغلب دول العالم. وتفعل خطط الطوارئ وتغلق الحدود حتى لأقرب الحلفاء، عدو واحد لكنه لا يضع لأي دولة أي اعتبار أو مكانة، جميعها أصبحت دولا ضعيفة لا حول ولا قوة لها إلا أن تجد اللقاح الأنجع والعلاج المؤكد الذي لا يخلف انعكاسات سلبية أو آثارا تسبب مضاعفات غير محمودة للمريض.

مازال العالم يحاول النهوض مجدداً من ضربة ثقيلة للاقتصاد العالمي، ومازالت الخلافات السياسية والاتهامات المتبادلة بين الشرق ممثلاً في الصين وروسيا والغرب ممثلاً في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية من جانب آخر، اتهامات قد تتطور إلى نذر حرب عسكرية أو اقتصادية عظمى في حال استمرت دون تدخل غير متوقع لمجلس الأمن العاجز أمام الدول العظمى، والرئيس الأميركي ترامب جاهز لبدء الحرب بسبب الانتخابات أو لاحتياج أميركا للحرب كهدف استراتيجي في تحجيم الصين اقتصاديا، وكذلك من يحالف الولايات المتحدة ليحقق الهدف نفسه.

من يعتقد أن حرباً عالمية تحتاج إلى مبررات أو أسباب وجيهة فهو واهم، فأغلب الحروب قامت لأسباب مفتعلة أو لأسباب تافهة، فالحرب العالمية الأولى غير معروفة الأسباب، والحرب العالمية الثانية قامت بدون مقدمات، وقد تعجب عزيزي القارئ أن حربا قامت بين هندوراس والسلفادور بسبب مباراة كرة قدم، فكيف ستكون بداية الحرب القادمة؟

كل شيء متوقع بين أعداء الأمس! فنحن أمام نظام عالمي جديد ومتجدد، وكلما سنحت الفرصة أمام الدول لتغييره إلى نظام آخر تبعاً لمسار سقوط ونهوض الدول الذي لا يتوقف فإنها لن تتوانى عن تغييره تبعا لمصالحها الاستراتيجية والجيوسياسية. ومازال الأمل منعقداً على ما سيجده الإنسان بعد توفيق الله له من نجاح سباق المختبرات العلمية لتحليل الفيروس واكتشاف نقاط ضعفه للحصول على اللقاح والعلاج المناسب للإنسان، وأن يجد الإنسان لنفسه لقاحا مضادا لإثارة الحروب المدمرة والأكثر فتكا بالإنسان من فيروس صغير.

حفظ الله البشرية جمعاء من هذا الفيروس وما يتبعه من مستجدات وأنقذهم منه.

back to top