توتر عابر لفيروس كورونا بين باريس وبكين

نشر في 14-05-2020
آخر تحديث 14-05-2020 | 00:05
توتر عابر للفيروس بين باريس وبكين
توتر عابر للفيروس بين باريس وبكين
ردت فرنسا أمس على انتقادات الصين بشأن عقد أسلحة مع تايوان، داعية بكين إلى التركيز على المكافحة الجماعية لوباء كوفيد-19 بدلا خوض جدل قديم.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، غداة تحذير وجهته بكين إلى باريس حول بيع معدات عسكرية فرنسية إلى تايوان "في مواجهة أزمة كوفيد-19، يجب أن يتركز كل اهتمامنا وجهودنا على مكافحة الوباء".

وأمس الاول حثت الصين فرنسا على "إلغاء" عقد تسلّح مع تايوان، مشيرة الى أن مثل هذه الصفقة مع الجزيرة التي تطالب بكين بالسيادة عليها وتديرها حكومة معارضة لها، قد "يسيء الى العلاقات الصينية الفرنسية".

وتتناول الصفقة بيع تجهيزات لفرقاطات فرنسية بيعت الى سلاح البحرية التايواني في التسعينات، وتسببت في أزمة دبلوماسية حينئذ بين فرنسا والصين.

ويتفاقم التوتر بين البلدين بعد شهر على استدعاء السفير الصيني في باريس بسبب تصريحات مرتبطة بفيروس كورونا المستجد، رغم رغبة متبادلة من الطرفين بتخفيف التصعيد عند وقوع أي حادث وفي وقت تحتاج فيه فرنسا الصين لإمدادها بالكمامات الواقية.

وخاضت الصين حملة دبلوماسية واسعة للإشادة بتفوق نموذجها في مكافحة وباء كوفيد-19 على الاستراتيجية التي يعتمدها الغرب.

وتدور تساؤلات أيضا حول طريقة إدارة الصين للأزمة الصحية منذ بدء الوباء وحصيلتها البالغة 4633 وفاة من أصل 82 ألفا و919 إصابة، التي يعتبرها البعض أقل من الواقع، والتي تسببت في مواجهة شفوية مع واشنطن.

وأشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضا الى نقاط غير واضحة في إدارة أزمة الوباء من جانب الصين. ونفت بكين التي أعلنت حصيلة وفيات أعلى لاحقا، أي إخفاء لمعلومات.

ويأتي هذا الجدل الآن حول تايوان، الموضوع الحساس جدا للصين، التي تعتبر الجزيرة التي يسكنها 23 مليون نسمة جزءا لا يتجزأ من أراضيها، وتستنكر أي علاقة رسمية بين دول أجنبية وتايبيه.

وأشارت الخارجية الفرنسية إلى أن "فرنسا تطبق سياسة الصين الواحدة وتواصل الدعوة إلى الحوار بين ضفتي المضيق، في إطار الإعلان الفرنسي الصيني لعام 1994".

وكانت تايبيه تعتبر سنوات عديدة الممثل الرسمي للصين، إلى أن تحولت الأمم المتحدة إلى بكين في 1971 وحذت حذوها دول ومنظمات دولية أخرى.

ولا تعترف بالجزيرة سوى 15 دولة في العالم معظمها من البلدان الفقيرة في أميركا اللاتينية والمحيط الهادئ، والفاتيكان في أوروبا.

ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية "أن فرنسا تحترم بدقة الالتزامات التي أبرمتها مع تايوان في هذا السياق ولم تغير موقفها منذ عام 1994".

وباعت فرنسا 6 فرقاطات لتايوان مقابل 2.8 مليار دولار في 1991، ما تسبب بفتور في العلاقات الدبلوماسية بين باريس وبكين.

وأشارت البحرية التايوانية، في بيان مقتضب في السابع من إبريل 2020، إلى أنها تعتزم تحديث فرقاطات "لافاييت" الفرنسية الصنع.

وصرّح مصدر قريب من الملف لوكالة "فرانس برس" أنّ وزارة الدفاع التايوانية وقعت عقدا لتحديث منظومة الإطلاق المموه "ديغيه" التي زودت بها فرقاطاتها الست. وهذه المنظومة تستخدم لتجنب أي ضربة من صاروخ معاد.

وقالت وسائل إعلام تايوانية إن قيمة الصفقة تزيد على 800 مليون دولار تايواني (26.8 مليون دولار). وأوضحت أن عملية الشراء ستتم من الشركة الفرنسية "دي سي اي-ديسكو" الفرنسية، الوحدة التابعة لمجلس الدفاع الدولي (ديفانس كونساي انترناشيونال - دي سي اي).

back to top