احتجاجات العراق تتسع و«مهلة صدرية» لمصطفى الكاظمي

«الحشد» ينفي إزالة صورة سليماني من مطار بغداد ويتهم «الرياح»

نشر في 12-05-2020
آخر تحديث 12-05-2020 | 00:00
عراقي يلقي زجاجة حارقة خلال تجمع على جسر الجمهورية ببغداد أمس (رويترز)
عراقي يلقي زجاجة حارقة خلال تجمع على جسر الجمهورية ببغداد أمس (رويترز)
وسط سباق على استمالة الاحتجاجات الشعبية بين رئيس الحكومة الجديد في العراق مصطفى الكاظمي والقوى المقربة من إيران، وانقسام المحتجين حول التصعيد ضد الحكومة الجديدة، انطلقت مسيرات جماهيرية جديدة في شوارع العراق للمطالبة بتلبية مطالب التظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت في الأول من شهر أكتوبر الماضي وأجبرت رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي على الاستقالة لأول مرة في نظام ما بعد صدام حسين.

ورغم مد رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي، يده للمحتجين وإصداره سلسلة قرارات تصب في مصلحتهم، انضمت كربلاء والنجف إلى محافظات بغداد والناصرية والمثنى وواسط في احتجاجات ليلية رافقتها صدامات وإطلاق غازات مسيلة للدموع وإحراق إطارات في الشوارع.

ومع تأكيد محافظ كربلاء نصيف جاسم دعمه للمطالب المشروعة للمتظاهرين والالتزام بحماية تحركهم السلمي، انطلقت ثلاث مسيرات من ساحة التربية في المدينة المقدسة وفي شارع السناتر وجسر الضريبة وشارع المحافظة وقطعت الشوارع الرئيسية في ظل انتشار أمني.

وفي بغداد، ردت القوات الأمنية بفتح خراطيم المياه والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع، على متظاهرين حاولوا عبور الساتر المرفوع لإغلاق جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء الشديدة التحصين، التي تضم مقار حكومية وسفارات أجنبية.

وفي ظل انشغال العراقيين بإزالة الصورة الشهيرة لقائد "فيلق القدس" قاسم سليماني ونائب "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس من مدخل مطار بغداد، الذي شهد تصفيتهم في مطلع يناير بضربة أميركية، أكدت مديرية اعلام الحشد الشعبي، أمس، أن "الصورة المتداولة تمزقت بسبب الرياح والعاصفة التي ضربت بغداد في 6 مايو". وشددت على أنه "يجري حاليا العمل على استبدالها بصورة أخرى، علماً أن هذه الصورة كانت بمبادرة من متطوعين ومحبين".

وفي البصرة، التي شهدت سقوط أول قتيل في التحرك الجديد وإصابة أربعة آخرين، وجه المتظاهرون أصابع الاتهام إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الذي وصف في أكتوبر الماضي احتجاجات العراق بأنها "أعمال شغب تديرها أميركا وإسرائيل وبعض دول المنطقة".

وفيما أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ #اشتعلت_روحك_خامنئي، أصر المتظاهرون على رحيل الحكومة المحلية في المحافظة الغنية بالنفط، مطالبين بإقالة المحافظ ونائبيه.

وفي تطور، أغلقت قوات أمن البصرة مقر حزب "ثأر الله"، المتهم باستهداف وقمع المتظاهرين، وألقت القبض على الأشخاص الموجودين فيه بمنطقة المعقل.

وتأسس الحزب الإسلامي المسلح عام 1995، وشارك أمينه العام، يوسف سناوي، الذي انضم في 2008 إلى "البيت الخماسي" المكون من المجلس الأعلى ومنظمتي بدر و"سيد الشهداء"، في عدة انتخابات برلمانية دون الحصول على مقاعد، ودخل بين عامي 2006 و2008 مواجهات عسكرية، كما اتهمته السلطات المحلية بالاستحواذ على سيارات عائدة للدولة والقيام بنشاطات مسلحة والتنفذ في شركة الموانئ العراقية ودفع الشركات الأجنبية إلى الخروج من الموانئ العراقية.

وبعد تعهد الكاظمي بالإفراج عن المتظاهرين وتحقيق العدالة وتعويض أقارب الضحايا ودعوته لاعتماد قانون جديد لإجراء الانتخابات المبكرة، حدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رئيس الحكومة الجديد 100 يوم كمهلة، مطالباً إياه بـ"قوة القلب حبّاً بالوطن".

ومع انتشار مقطع فيديو للكاظمي يحذره فيه من استغلال منصبه، أصدر شقيقه عماد الكاظمي توضيحاً قال فيه إن "الاتصال الهاتفي الذي تم بينهما داخل دائرة التقاعد في بغداد جاء على خلفية ما ذكره رئيس هيئة التقاعد أمام رئيس الوزراء بأن عماد من أصدقائنا ومعارفنا، وأثار هذا الكلام حفيظة رئيس الوزراء، خصوصاً وأن هذا الكلام في وقت مبكر من صباح الأحد".

وبين أن ذلك "دفع مصطفى الكاظمي للاتصال بعماد في سياق عمله فأراد بذلك إيصال رسالة بأنه لجميع العراقيين، ونحن لسنا معترضين على إجراء رئيس مجلس الوزراء، لكن وددنا التوضيح منعاً لما قد يحاول البعض تفسيره وتأويلات لا تلامس أصل الموضوع".

وتابع: "بوصفي مواطناً عراقياً متقاعداً، قدمت طلبا منذ 5 شهور لترويج معاملة في الهيئة، واستفسرت عنها مثل سائر المواطنين لا أكثر".

back to top