انتقادات للهند مع انطلاق عملية إجلاء«فاندي بهارات»... وروسيا الخامسة بإصابات فيروس كورونا

• ترامب يعتبر «كورونا» هجوماً أسوأ من «بيرل هاربور» وبكين تدعوه لمواجهة الوباء كرفاق
• روما تتفهم القلق حول أصل الفيروس

نشر في 08-05-2020
آخر تحديث 08-05-2020 | 00:05
وسط انتقادات، بدأ مئات الهنود بالوصول الى بلدهم قادمين من دول عدة في اطار حملة جوية وبحرية أطلقتها الحكومة تحت اسم «فاندي بهارات» (تقديراً لأمنا الهند)، بينما تواصل التراشق الصيني ـ الأميركي حول اصل فيروس «كورونا» وقفزت موسكو الى المرتبة الخامسة عالميا بعدد الاصابات رغم ان نسبة الوفيات لديها بقيت منخفضة.
بدأت الهند أمس عملية إجلاء واسعة النطاق، تحمل اسم "فاندي بهارات"، باستخدام الطائرات التجارية والسفن البحرية وطائرات النقل العسكرية، لإعادة عشرات الآلاف من مواطنيها الذين تقطعت بهم السبل في دول مختلفة، بسبب القيود التي تم فرضها لمواجهة وباء "كورونا"، مكررة بذلك سيناريو قامت به منذ 3 عقود خلال الغزو العراقي للكويت.

وقال متحدث باسم الخطوط الجوية الهندية (إر إنديا) الوطنية إن أولى هذه الرحلات وصل من أبوظبي ودبي إلى مدن ولاية كيرالا، مساء أمس، مضيفا أن عملية صعود الركاب استغرقت وقتا طويلا في ظل عملية فحص وثائق وسلسلة من الفحوصات الطبية.

وكان وزير الطيران المدني هارديب بوري، قال في مؤتمر صحافي في وقت سابق من الأسبوع الجاري إنه في المرحلة الأولى، التي ستستمر مدة أسبوع، وبدأت أمس، ستتم إعادة ما لا يقل عن 14800 هندي من 12 دولة، على متن 64 رحلة تجارية خاصة نظمتها "إر إنديا".

ووصلت أمس 10 رحلات جوية إلى مطارات هندية مختلفة، على متنها 2300 راكب، من مدن تضم لندن وسنغافورة وسان فرانسيسكو ودكا.

يذكر أنه قبل 3 عقود، قاد طيران الهند مجموعة من شركات الطيران التي شملت "الخطوط الهندية" و"إيروفلوت"، وكذلك القوات الجوية الهندية، لإنقاذ ما يقدر بنحو 111.711 هنديا من الخليج، بعد أن غزا العراق الكويت عام 1990. وشملت العملية، التي استمرت 59 يوما، 488 رحلة، وتم إجراؤها قبل حرب الخليج الأولى.

وتلقت القنصلية الهندية في دبي، الإمارة التي يجذب اقتصادها المتنوع اليد العاملة الأجنبية خصوصاً، نحو 200 ألف طلب للترحيل، معظمهم عمال خسروا وظائفهم نتيجة للأزمة الناجمة عن الوباء.

ويرى العامل الهندي إيشان أن السفينة والرحلتين التي من المتوقع أن ترسلها الهند إلى دبي لإجلاء مئات الأشخاص، ليست إلا جزءا بسيطا مما يجب فعله. وأضاف هذا الرجل البالغ من العمر 35 عاماً، والذي كان يدير خدمات الاستقبال بفندق فاره في دبي قبل تسريحه، أن "الأمر أشبه برمي فتات العظام للكلاب".

لكنه اعتبر نفسه محظوظاً لتلقيه تعويضات مالية من الشركة التي كان يعمل فيها، على عكس العديد من العمال الأجانب.

وأضاف إيشان "لنقل أنهم سيجلون 400 شخص في اليوم الأول (عبر الطائرة)، ونحول آلاف خلال عشرة أيام. هل سيغيرون الوضع فعلاً؟".

واعتبر أن الحكومة الهندية تقوم بحملة إعلامية "لجذب انتباه المجتمع الدولي"، لكن على الأرض، يثير نقص شفافيتها الكثير من التساؤلات بالنسبة لمواطنيها العالقين في الخارج.

وقال "نحن غاضبون لأن هذا فشل تام من جانب الحكومة"، مشيراً إلى أنه يستعلم عن الوضع من خلال الإعلام الإماراتي، فهو لم يحصل على أي توضيح من جانب القنصلية الهندية حول موعد إقلاع تلك الرحلات، وقيمة بطاقات السفر، وحتى تكلفة الحجر الصحي مدة 14 يوماً عند العودة إلى الهند.

وتابع إيشان "انظروا إلى الناس الذين لا يملكون المال. كيف تحضرونهم إلى هذا الوضع؟".

وطلبت السلطات القنصلية من إبراهيم خليل، الذي يرأس جمعية للجالية الهندية في دبي، اختيار 100 شخص لإعادتهم بين مئات الآلاف من الطلبات.

وأوضح خليل أن الأولوية أعطيت "للمتقدمين في السن، والنساء الحوامل، ومن يعانون مرضا غير كورونا"، مضيفاً "تخطط مؤسستنا لدفع ثمن بطاقات الطائرة لغير القادرين". لكن الاختيار لن يشمل كل النساء الحوامل.

وتروي شابة هندية في شهرها الثامن وعالقة في إمارة الشارقة المجاورة لدبي مع زوجها لفراس برس: "اتصلنا (بالقنصلية) لكن لم يجب أحد. أرسلت بريداً إلكترونياً، ردوا عليه بالقول إنهم لا يستطيعون قول شيء، ونصحوني بانتظار اتصال منهم".

وأضافت الشابة البالغة من العمر 26 عاماً، التي فضلت عدم كشف هويتها، أنها جاءت لزيارة زوجها الذي يعمل في دبي، لكنها تقيم في شقة صغيرة تتشاركها عائلات أخرى في الشارقة حيث الإيجارات أقل تكلفة.

وتابعت "لا نملك تأميناً طبياً، والمصاريف الطبية مرتفعة جداً في دبي"، مؤكدةً أنها فقدت الأمل بالعودة سريعاً إلى بلدها للولادة هناك حيث بإمكانها تلقي دعم عائلتها. مضيفة "لا أعرف لماذا لم يتم اختياري".

بكين وواشنطن

إلى ذلك، اعتبر الرئيس الأميركي خلال فعالية بمناسبة "اليوم الوطني للممرضين"، في البيت الأبيض أمس الأول، أن أزمة الفيروس "اسوأ" من الهجوم المفاجئ الذي شنته اليابان عام 1941 على قاعدة بيرل هاربور العسكرية في جزر هاواي، الذي أودى بحياة أكثر من 2400 أميركي، ودفع الولايات المتحدة إلى الدخول في الحرب العالمية الثانية، و"أسوأ من اعتداءات 11 سبتمبر 2001" التي خلفت نحو 3000 قتيل.

واستدرك: "لم يسبق أن حصل هجوم مماثل، وما كان ينبغي لذلك أن يحصل، كان من الممكن وقفه في المصدر. كان من الممكن وقفه في الصين".

ودانت الصين أمس تصريحات المسؤولين الأميركيين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونيينغ إن "العديد من الدول والخبراء والعلماء قدموا تعليقات إيجابية بشأن تعامل الصين مع السيطرة على الفيروس ومكافحته".

وأضافت هوا: "وحدها الولايات المتحدة تصدر مواقف متضاربة وكاذبة ومنافقة"، ورأت أن "العدو الذي تواجهه الولايات المتحدة اسمه فيروس كورونا".

ودعت الأميركيين إلى "المكافحة إلى جانب الصين كرفاق وليس كأعداء"، متابعة: "من المؤسف أن نرى أن البعض في الولايات المتحدة يلقون باللائمة على غيرهم بدلا من تحمل مسؤولياتهم".

وأمس الأول، جدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تأكيده أن هناك أدلة كثيرة تؤكد خروج الفيروس من مختبر في ووهان.

وقال بومبيو، في مؤتمر صحافي، "ليس لدينا إثبات يقين، لكن هناك أدلة مهمة على أن هذا جاء من المختبر".

واعتبرت هوا أن الادعاءات التي تأتي بحق الصين على لسان مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى بهذا الشأن "لا أساس لها".

في سياق متصل، أعربت الدبلوماسية الصينية عن دعم بلادها لجهود منظمة الصحة العالمية الرامية إلى تحديد مصدر الفيروس، محملة الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى المسؤولية عن محاولة تسييس الموضوع واستغلاله لمهاجمة بكين.

روسيا

وفي روسيا، ارتفع عدد الإصابات إلى 177160 أمس، بعد زيادة يومية قياسية، مما يعني احتلالها المرتبة الخامسة عالميا من حيث عدد المصابين بالفيروس، متجاوزة بذلك ألمانيا وفرنسا، إلا أن عدد الوفيات، لا يزال أقل بكثير من بلدان عدة، إذ زاد إلى 1625 بعد وفاة 88 مساء أمس الأول، وفق بيان صادر عن "قوة العمل المكلفة مكافحة كورونا" في روسيا، مشيراً الى أن عدد الإصابات الجديدة زاد 11231 حالة في الـ 24 ساعة الماضية.

وسجلت العاصمة موسكو، بؤرة تفشّي الفيروس في روسيا، أكثر من نصف عدد الإصابات والوفيات الكلّي.

إيطاليا

وفي روما، أكد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، ضرورة الشفافية في العلاقات الدولية بشأن الفيروس، معربا عن تفهّم روما قلق واشنطن حيال مصدر الجائحة، على أن يحسم العلماء الجدل بشأنه.

وقال دي مايو، في حديث نشر على الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية، تعقيباً على المواقف التي تُحمّل بكين مسؤولية انتشار الجائحة "نأخذ مخاوف واشنطن والمواقف التي اتخذتها الاستخبارات الأميركية وخبراؤها على محمل الجد".

وأضاف أن "من الحكمة في هذه الظروف الاعتماد على العلم الذي بوسعه فقط أن يعطينا إجابات"، مشيرا الى أن "هذا النقاش حول مصدر الفيروس يجب ألّا يكون هدفه النهائي تحديد الجاني، بل فهم كيف نجهز أنفسنا في المستقبل لمواجهة تهديد مختلف مشابه للجائحة الحالية".

وفي السياق نفسه، نفى دي مايو الاتهامات بمحاباة الصين وروسيا على حساب الولايات المتحدة خلال الأزمة.

جونسون

وفي لندن، راجعت الحكومة البريطانية، أمس، تدابير الإغلاق المفروضة، وسط توقّعات بتخفيف متدرّج يعلن عنه في نهاية الأسبوع.

وبعد يوم من تعرّضه لهجوم من المعارضة بسبب الحصيلة العالية للوفيات، التقى رئيس الوزراء بوريس جونسون أعضاء الحكومة، وسط تكهنات بالسماح للمواطنين بالخروج مرّات غير محددة لممارسة التمارين الرياضية والتنزّه، في إطار الخطوة الأولى من تخفيف القيود.

وقال جونسون، أمس الأول: "نريد إن كان بالإمكان المضيّ ببعض هذه التدابير الاثنين. أعتقد أنه سيكون من الجيد أن يكون لدى الناس فكرة عمّا سيحصل".

لكن الحكومة ومستشاريها حذّروا من عدم توقّع عودة إلى الحياة الطبيعية لأشهر، في وقت سجلت بريطانيا حتى الآن 30 ألفا و76 وفاة، في أعلى حصيلة بأوروبا.

وتساءل الزعيم الجديد لحزب "العمال"، كير ستارمر، خلال جلسة المساءلة الأولى لرئيس الوزراء في البرلمان منذ انتخابه في 4 أبريل على رأس هذا الحزب: "كيف وصلنا الى هذا الحد؟". وأضاف: "رغم أن عدد الوفيات في المستشفيات يبدو أنه يتراجع، فإن عددهم في دور المسنين يرتفع".

وتحدّث جونسون للمرة الأولى في مجلس العموم منذ تعافيه من المرض، قائلا إن الحكومة ستراجع هذه البيانات وستحدد استراتيجيتها المقبلة الأحد. وعبّر عن "أسفه الشديد" لعدد الوفيات في دور المسنين.

وأقر بصعوبات في الإمدادات، مؤكدا في الوقت نفسه أنه يتم بذل "جهود جبارة" من أجل الحصول على عدد كاف من الملابس الطبية الواقية. وعبّر أيضا عن أمله في الوصول الى إجراء 200 ألف فحص يوميا "بحلول نهاية الشهر" أي ضعفي العدد الذي أجري بصعوبة حتى نهاية أبريل. ولمح وزير الصحة مات هانكوك إلى أن المقاهي المجهزة بمساحات في الهواء الطلق ستتمكن من فتح أبوابها مجددا. لكنّ جونسون حذّر من مخاطر "كارثة اقتصادية" في حال حصول موجة ثانية للوباء.

ألمانيا

وبينما تعيد ألمانيا فتح اقتصادها مرة أخرى، قال هيلغ براون، كبير موظفي مكتب المستشارة أنجيلا ميركل، أمس، إن جائحة الفيروس ستستمر لبقية العام على أقل تقدير. وأضاف: "لسنا الآن في مرحلة ما بعد الجائحة، بل نعيش في ذروة جائحة ستبقى معنا لبعض الوقت، على الأقل خلال هذا العام، وهذه وجهة نظر متفائلة جدا".

back to top