لبنان: سمير جعجع يتبنّى مقاربة مختلفة ويخطف «لقاء بعبدا»

نشر في 07-05-2020
آخر تحديث 07-05-2020 | 00:03
جانب من اجتماع بعبدا	(دالاتي ونهرا)
جانب من اجتماع بعبدا (دالاتي ونهرا)
بعد طول أخذ وردّ، التأم «اللقاء الوطني»، الذي يضمّ رؤساء الأحزاب والكتل النيابية، أمس، في القصر الجمهوري، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، وحضور لافت لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي ظلّ موضوع مشاركته شخصيا «رماديا» حتى اللحظات الأخيرة، لما لها من انعكسات على علاقته بالأطراف السياسية كافة وتحديداً حلفائه.

وأتت مشاركة جعجع في وقت كان يحكى عن تحالف بين «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل» والحزب «التقدمي الاشتراكي» في وجه العهد ورئيسه، إلا أن اليومين الماضيين حملا مفاجأتين تمثّلتا بزيارة رئيس «التقدمي» النائب السابق وليد جنبلاط الى بعبدا، أمس الأول، وكلامه عن تنظيم الخلاف مع بعبدا، إضافة الى رمزية مشاركة جعجع شخصيا في اجتماع أمس.

ورغم مشاركته، أمس، فإن رئيس «القوات» أكد من القصر الجمهوري انه لم يترك حلفاءه، «لكن فضّلت مقاربة مختلفة عنهم»، مضيفا: «حضرت ليس لأنني أوافق على السياسات الموجودة، بل لأنه الأمر الوحيد الذي يمكن فعله في هذه الظروف، وليس لأنني أؤيد العهد على الإطلاق».

إلّا أنّ مصادر سياسية متابعة قالت لـ «الجريدة»، أمس، إن «فكرة التحالف الثلاثي ضد العهد لا تتماشى مع سياسة حزب القوات اللبنانية حاليا، فالتحالفات يجب أن تبنى على أسس واضحة وصلبة ومفصلة، وليس مجاراة لأهواء حزب محدّد قرر التغريد ضد رئيس الجمهورية لأسباب شخصية وآنية».

وأضافت أن «حزب القوات اللبنانية عندما يقرر التحالف مع أي جهة سياسية لتشكيل جبهة، فيجب أن يتفق على الاستراتيجية العامة، إضافة الى الخطوات العملية لتحقيق المكاسب السياسية»، مشيرة الى أنه «بانتظار تلك اللحظة فالأطراف السياسية كافة تتصرف وفق مصالحها الحزبية».

كما كانت لافتة أمس «تغريدة» النائب جميل السيد الذي نوع بحضور جعجع اجتماع بعبدا. وقال: «تفصل بيننا وبين جعجع سنواتٌ ضوئيةٌ في الاستراتيجية وموقع لبنان من الصراع الإقليمي، إنْ بمواجهة إسرائيل أو الإرهاب»، مضيفا: «لكن للحق منذ استقالته من حكومة الرئيس سعد الحريري، هو ينتهج العقلانية والحياد الإيجابي في السياسة الداخلية».

ولوحظ تجاهل جعجع وممثّل «اللقاء التشاوري» النائب فيصل كرامي بعضهما البعض خلال اللقاء.

من ناحيته، اعتبر الرئيس عون، في مستهل جلسة أمس، أن «الخطةٌ إنقاذية واكبها طلب المؤازرة من صندوق النقد الدولي، وهو الممر الإلزامي للتعافي إن أحسنّا التفاوض والتزمنا الإصلاح الذي ينشده شعبنا من دون أي إملاء أو وصاية، فنضع حداً لاستنفاد الاحتياطيات الخارجية، ونحمي أموال المودعين، ونحاول احتواء عجز الموازنة ومعالجة تدني المستوى المعيشي».

ومن بين من حضروا اللقاء رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة حسان دياب، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران. وغاب عنه رئيس تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل وزعيم الحزب التقدمي وليد جنبلاط ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.

وفي كلمته شدد دياب، أمس، على أنه «لا مجال للمزايدات اليوم، ولا مكان لتصفية الحسابات، ولا يُفترض فتح أبواب ماضية في السياسة، وسيكون توجيه الاتهامات خسارة للبنانيين»، مضيفا: «ما نطرحه اليوم ليس منزّلاً، بل قابل للتحديث والتعديل والنقاش، والخطة هدفها عبور لبنان المرحلة الصعبة». ودعا إلى «التخلص من الأوهام المصلحية»، وتساءل: «ماذا تنفع كل المشاكل السياسية إذا انهار البلد، ماذا تنفع السباقات السياسية إذا سقطت أعمدة الدولة؟»

back to top