خط الدفاع الثاني ضد الفيروس... أساسي للحياة

نشر في 30-04-2020
آخر تحديث 30-04-2020 | 00:02
خط الدفاع الثاني ضد الفيروس... أساسي للحياة
خط الدفاع الثاني ضد الفيروس... أساسي للحياة
يعملون من أجل لقمة عيشهم وعيش عائلاتهم، أو بدافع الواجب... لكنهم هم الذين يؤمّنون اليوم استمرارية العالم. بائعو المواد الغذائية، وعمال النظافة أو خدمات التوصيل، لطالما شعروا بأنهم مهمشون، غير مرئيين، لكنّهم اليوم أساسيون.

لعلهم لا يحصلون على التصفيق والتكريم الذي يقدّم للأطباء وللممرضين كل مساء في بلدان عدة من العالم من على شرفات المنازل، لكن اختلفت النظرة إليهم. اليوم، يتوقّف الناس أكثر ليتحدثوا معهم، وبعضهم يكتب كلمة "شكرا" على مستوعبات النفايات أو على باب متجر للمواد الغذائية.

إنهم بالتأكيد يشكّلون "خط الدفاع الثاني" في الحرب على وباء "كوفيد 19"، لا يمكن الاستغناء عنهم من أجل تأمين الغذاء، والاتصالات، والتنقل، وعمليات التنظيف والتعقيم، ومعظم الوقت من دون حماية أخرى غير الكمامة والسائل المطهر.

كثيرون منهم لا خيار آخر لهم غير العمل كي يؤمّنوا لقمة عيشهم، في وقت حوّلت إجراءات العزل والإغلاق والحجر في العالم الملايين إلى عاطلين عن العمل، وزادت من الفروقات الاجتماعية.

وتقول الأفغانية زينب شريفي (45 عاما)، وهي أم لسبعة أولاد وتعمل في فرن بكابول، "الجوع سيقتل عائلتي قبل أن يفعل كورونا ذلك إذا توقفت عن العمل".

ويقول العامل في توصيل الخضار على درّاجته النارية، المصري كريم خلف الله (21 عاما) "إنها الطريقة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة".

بعضهم يذهب الى عمله وقد تملّكه الخوف. وتقول فاتو تراوري (43 عاما) من ساحل العاج التي تعمل في التنظيف في مستشفى كريمون بإيطاليا، "الخطر موجود في كل مكان، ويطال الجميع. نخشى أن نصاب بالعدوى، ونخشى أن ننقل العدوى".

ويقول عامل النظافة الفرنسي تييري باولي (45 عاما) إنه يواصل جمع النفايات في مولوز بشرق فرنسا، لأنه كما يقول "لديّ ضمير مهني". وفي الوقت نفسه يعبّر عن غضبه قائلا "إنها مهنة تعرّض صاحبها لأخطار، ولا أحد يقدّره".

بالنسبة إلى آخرين، العمل واجب: تأمين الخدمات العامة والاستمرارية... خصوصا في أيام الاضطرابات. وبالتالي، لا يمكن لجاكي فيرني (54 عاما) إقفال متجرها الصغير للمواد الغذائية في قرية غلينام بإيرلندا الشمالية. وتقول: "السكان هنا يعتمدون على المتجر، إنه أساسي للحصول على السلع الطازجة واللحمة ومواد التنظيف، والصحف...".

وبالنسبة الى آخرين، المسألة إنسانية محض. في جوهانسبورغ، تطوّعت المعلمة رايس جاكوبس (63 عاما) للعمل في مطعم صغير يقدّم طعاما لأولاد الشوارع. وتقول "أن نعيش على الأرض ونساعد عندما يتاح لنا ذلك، بركة في حدّ ذاتها".

في غلاسكو، يضع الأسكتلندي روبن باركلي (30 عاما) خدمات شركته للتنظيفات في خدمة السكان، ويقوم بتنظيف الشوارع.

back to top