لِمَ هجر صُناع الكوميديا النص الكامل إلى الحلقات المنفصلة؟

منافسة كبيرة بين «آل ديسمبر» و«درويشيات»... و«سينمائيات» يواجه أزمات عدة

نشر في 27-04-2020
آخر تحديث 27-04-2020 | 00:01
تباينت ردود أفعال الجمهور تجاه الأعمال الكوميدية التي تُعرض عبر الفضائيات خلال شهر رمضان.
يشهد الموسم الدرامي الرمضاني منافسة كبيرة بين العديد من نجوم الكوميديا، بعد أن قُدر لهم أن يجتمعوا في عام واحد بمسلسلات ذات قالب درامي واحد.

وقد شهدت الأيام الماضية منافسة كبيرة بين «آل ديسمبر» و«درويشيات»، فيما يواجه صُناع «سينمائيات» أزمات عدة على مستوى البناء الدرامي للحلقات وتواضع التنفيذ.

لكن اللافت أن الأعمال الثلاثة، وإن اختلفت في الشكل والمضمون، لكنها جميعا اتفقت على فكرة الحلقات المتصلة المنفصلة، فلماذا هجر صُناع الكوميديا النص الكامل، وذهبوا إلى هذا الشكل الدرامي، وإن كان مجهدا؟ فبدلا من فكرة واحدة تتم صياغتها، ويتفرع منها العديد من الخطوط الدرامية، أصبح كاتب العمل يحتاج إلى ٣٠ فكرة ليعالجها دراميا، ما يضعه وفريق العمل أمام تحدٍّ كبير، لما يتطلبه ذلك من ديكورات مختلفة، وتنوُّع في أداء الممثلين، ورؤية مغايرة للمخرج في كل حلقة، لذلك كان منطقيا أن يوفق البعض في تحقيق المعادلة الصعبة، فيما جانب التوفيق آخرين، لذلك تباينت ردود أفعال الجمهور تجاه تلك الأعمال ما بين الإشادة والنقد اللاذع.

«درويشيات»

عاد الفنان عبدالناصر درويش للشاشة الصغيرة هذا العام في «درويشيات»، بمعية مجموعة مميزة من الفنانين، منهم: مبارك المانع وسلطان الفرج وميس كمر وعدد آخر، وفي نص يعتمد على القصص القصيرة كتبه يوسف المانع، فيما يقف خلف الكاميرا كمخرج عيسى ذياب، الذي قدَّم لنا خلال الحلقات الماضية فرجة بصرية، وبدا مدى اهتمامه بأدق التفاصيل، وانتقاله السلس من كادر إلى آخر، والترابط بين المشاهد، في حين ميزت الإكسسوارات والأزياء العمل، فضلا عن مقدمته الغنائية، التي تخلق حالة من البهجة.

أما عبدالناصر درويش، فلم يفقد لياقته الفنية، وكان تلقائيا، وجاء أداؤه متناغما مع مبارك وسلطان اللذين شكَّلا «دويتو» مميزا.

أما مسلسل «آل ديسمبر»، من تأليف بندر السعيد، وإخراج نعمان حسين، فقد اعتمد على المفارقات الكوميدية التي تحدث بين عائلتين نزحتا من روسيا إلى الكويت، ونتابع كل يوم قصة مختلفة للأسرتين.

ومن ناحية الرؤية الإخراجية، اعتمد نعمان حسين على التصوير في الأماكن المفتوحة بصورة أكبر، ليتحرر من سطوة الأماكن المغلقة، ويضفي ثراء بصريا على المشاهد. كما يُعد العمل عودة موفقة للفنان طارق العلي إلى الكوميديا التلفزيونية.

ويبدو أن حرص العلي على التعاون مع معظم نجوم مسرحيته الأخيرة في المسلسل، لاسيما الفنان جمال الردهان والفنانة مرام البلوشي، خلق حالة من التناغم بين ثلاثتهم.

كذلك قدَّم العمل العديد من الوجوه الشابة الذين لديهم موهبة حقيقية. ويبقى أن كلاً من «درويشيات» و«آل ديسمبر» اعتمدا أسلوبا سلسا في طرح موضوعات مبنية على كوميديا الموقف.

خلل درامي

ما إن أعلن الفنان عبدالعزيز المسلم الجزء الثاني من مسلسل «سينمائيات»، الذي قدَّم نسخته الأولى في التسعينيات، حتى انتظر جمهوره العمل على أحر من الجمر، لاسيما مَن عاصر تلك الفترة، وتعلَّق بتلك النوعية من الأعمال.

وكان المسلم موفقا في عمل مزيج بين نجوم الجزء الأول وبعض الفنانين الشباب، ما أتاح له فرصة الوصول للأجيال الجديدة، خصوصا مَن لم يشاهد نسخته الأولى، لكن سفينة «سينمائيات» لم تأتِ بما تشتهي رياح محبيه، وبدا واضحا الخلل في البناء الدرامي للحلقات، والاعتماد على النصائح المباشرة، على سبيل المثال حلقة الجوكر، التي خلت تماما من أي حدث درامي، وكان واضحا أنها تقليد متواضع لبعض مشاهد فيلم الأوسكار الأشهر لنجمه خواكين فينيكس.

توقعنا أن يأتي العمل بصورة كاريكاتيرية ساخرة ضمن سياق درامي يهدف إلى تقديم فكر للمشاهدين، لكن من الواضح أنه يواجه أزمات عدة.

درويش لم يفقد لياقته الفنية وعودة العلي موفقة بمعية الردهان ومرام
back to top