نزار قباني ... السفير السوري عرض عليه شراء قصيدة ونشرها باسمه مقابل 2000 جنيه (3-15)

نشر في 27-04-2020
آخر تحديث 27-04-2020 | 00:01
تابع نزار قباني حياته بعد أن أكمل دراسته الجامعية، ولمعت شرارة الشعر بعينيه، رغم محاولات دفعه الكثيرة للتوقف، فاعتبرها تحدياً كبيراً ليحمل قضية الشعر ويرافع عنها في محاكمه، أو لتموت إلى الأبد وتموت معها أحلامه. وهو يقول في كتابه "قصتي مع الشعر": أنا من أمة تتنفس الشعر، وتتمشط به، وترتديه. كل الأطفال عندنا يولدون وفي حليبهم دسم الشعر. وكل شباب بلادي يكتبون رسائل حبهم الأولى شعراً... وكل الأموات في وطني ينامون تحت رخامة عليها بيتان من الشعر.
نتابع مسيرة حياة شاعرنا وارتباطه بأسرته، حيث تعلق القباني تعلقاً شديداً بأفراد أسرته جميعاً، محباً وعطوفاً منذ صغره، إلا أن علاقته مع أخته وصال -الأخت الكبرى في العائلة- كانت مميزة جداً، ويعرف عنه أيضاً تمييزه بين الذكور والإناث، إذ كان يعاملهن بكل رقة واهتمام، وكانت وصال التي تكبره سناً تقدم له كل الرعاية، ففي حادثة حصلت معه في طفولته، عندما أضرم النار في ثيابه، حملته وصال ورمته في بركة الماء، منقذة إياه من الحرق. وبعد أعوام عندما بلغ نزار الخامسة عشرة من عمره، وكانت وصال قد بلغت الخامسة والعشرين لاحظ علامات الهزال والمرض عليها والتغير المفاجئ في حالتها النفسية، التي قادتها لفقدان الرغبة في الحياة ثم الانتحار، ولم يكن نزار يعلم ما يحصل إلى أن فُجع بموت شقيقته التي فضلت الموت على الحياة، بعد رفض أهل الشاب الذي أحبته الزواج منها، لتترك هذه الحادثة أثراً كبيراً على نفسيته الحساسة بطبيعتها، وغمرته بحزن ترك ندوباً في قلبه لم ينسها أبداً.

ويتحدث من رافق نزار خلال مسيرة حياته، بأن هذه الحادثة كانت أحد أهم الأسباب التي دفعت نزار لتكوين علاقة خاصة بالمرأة وقضيتها، ليدفعه الجرح الكبير بوفاة شقيقته إلى التوجه نحو الدفاع عن المرأة وحقها في الحب والحياة بكامل كرامتها وإنسانيتها، متسائلاً في كتابٍ مِن كتبه إن كان موت أخته في سبيل الحب أحد العوامل النفسية التي جعلته يوجه كل طاقته لشعر الحب، وإن كانت كتاباته عن الحب تعويضاً لما حُرمت منه أخته وانتقاماً من مجتمع يرفض الحب كما كان يرفض وجود شاعر يتحدث عن الحب! وقال: "لقد كانت ميتتها أجمل من رابعة العدوية، وأروع من كليوباترا المصرية... كان الحب يمشي إلى جانبي في جنازة أختي، ويشد على ذراعي ويبكي".

أما صباح توفيق قباني الدبلوماسي المعروف، والأديب السوري المعاصر، الشقيق الأصغر لنزار (1928 – 2015) فتوفي عن عمر يناهز 87 عاماً، وكان الأكثر شهرة بين إخوته، بعد نزار، ويعرف عنه بأنه الصوت السوري الأول الذي أعلن انطلاقة بث التلفزيون العربي السوري بجملة "هنا دمشق". تخرج صباح من كلية الحقوق سنة 1949 ونال شهادة الدكتوراه فيها من جامعة السوربون الفرنسية سنة 1952، وعاد إلى دمشق للعمل بالإعلام، فعين مديراً لبرامج الإذاعة السورية سنة 1953 وكان المدير العام الأول والمؤسس للتلفزيون السوري سنة 1960، وهو أول من ابتكر موجز الأخبار في الإذاعة، بعد أن كانت النشرات تقدم لفترات طويلة، كما أطلق صباح برنامج الأسرة السعيدة كأول برنامج تلفزيوني يتحدث عن التوعية الصحية ضمن الأسرة، وفي الدراما ساهم بشكل أساسي في دخول دريد لحام ونهاد قلعي إلى كل بيت في سورية والوطن العربي، عبر مسلسلات درامية عديدة مثل "مقالب غوار– حمام الهنا– صح النوم"، والقاسم المشترك الذي يجمعه مع شقيقه نزار هو العمل الدبلوماسي في وزارة الخارجية السورية، حيث شغل عدة مناصب كان آخرها سفيراً لسورية في الولايات المتحدة الأميركية بين عامي (1974 – 1980)، ومن ثم استقال ليعمل في الكتابة، حيث لخص تجربته الطويلة في كتابين "من أوراق العمر" و"كلام عبر الأيام كتابات في الفن والتراث والسياسة"، والتصوير الفوتوغرافي، وله معرضان مهمان "نشيد الأرض" و"لحظات إندونيسية"، وله علاقة حميمة وطيبة بشاعرنا.

اقرأ أيضا

الانطلاقة الدبلوماسية

بدأت رحلة نزار الدبلوماسية عام 1945 حتى عام 1966، حيث انضم إلى السلك الدبلوماسي السوري في أغسطس سنة 1945 في الثانية والعشرين من عمره، بتعيينه ملحقا للسفارة السورية في القاهرة، تاركا دمشق بقبابها ومآذنها وشغف التاريخ لها، وبقي جوار الأهرامات ثلاث سنوات حتى عام 1948، وهناك طبع نزار مجموعته الشعرية الثانية "طفولة نهد"، في السنة الأخيرة من عمله الدبلوماسي، وكانت وقتها القاهرة (في الأربعينيات) مركزاً للفكر والفن وعاصمة العواصم العربية، صقل فيها نزار إحساسه وشعره، ودخل فيها الوسط الأدبي والفني والصحافي من أبوابه الواسعة؛ إذ تعرف على كبار الأدباء والفنانين فيها كتوفيق الحكيم وإبراهيم عبدالقادر المازني والموسيقار محمد عبدالوهاب، والشعراء كامل الشناوي وإبراهيم ناجي وأحمد رامي، وعلى الأديب محمد حسنين هيكل والناقد أنور المعداوي، الذي كان له الفضل الكبير في إلقاء الأضواء الأولى على شعر نزار، وكان متحمساً جداً لمجموعة "طفولة نهد"، لدرجة أنه أقنع صاحب مجلة الرسالة المصرية أحمد حسن الزيات أن ينشر نقده للمجموعة الشعرية على صفحات المجلة، التي كانت تعد من المنابر الأدبية الكبيرة في العالم العربي، إلا أن حادثة طريفة حصلت، فالمقال النقدي للمعداوي صدر في المجلة، لكن وحرصا من الزيات صاحب الرسالة المحافظة قرر تغيير عنوان المجموعة من "طفولة نهد" إلى "طفولة نهر"، واعتبرها نزار أطرف ما حدث في حياته الأدبية، إلا أنه ذبح اسم الكتاب من الوريد إلى الوريد،

ولسنين طويلة ظلت مكتبة مدبولي الشهيرة في مصر صاحبة حقوق نشر سبعة عشر ديواناً لنزار قباني، ولا يزال الناشر محمد مدبولي يعتز بما كتبه نزار ذات يوم على باب مكتبته في ميدان طلعت حرب في القاهرة: "نحن نحب مدبولي، لأن مدبولي يتعامل مع الكتاب كإنسان"، ويذكر نزار في أحد لقاءاته مع مجلة الإذاعة والتلفزيون المصرية أنه كتب "طفولة نهد" أثناء رحلاته في المترو ذهاباً وإياباً، عندما كان يقطن في مصر الجديدة،

واختلفت آراء النقاد من شعراء وأدباء مصريين حول شعر نزار في تلك الفترة، ليس فقط من قبل المحافظين الذين وصفوا شعره بالصادم لاستخدامه كلمات مثل "نهد"، وفيه صراحة تصل إلى حدود الإثارة والرغبة في الجنس، بل تعداها إلى بعض أوساط التقدميين الذين اعتبروه شاعراً لاهياً منصرفاً عن القضايا الجوهرية التي تهم الناس، وتضمنت مجموعته قصائد: "أزرار- بلادي- على الغيم- وشوشة- بيت- لولاك- على البيادر- الضفائر السود- دورنا القمر- سؤال- شرق- من كوة القهوة- شمعة ونهد- العين الخضراء- إلى رداء أصفر- رسالة- إلى مضطجعة- اسمها- غرفة- الموعد- طفلتها- إلى وشاح أحمر- القبلة الأولى- همجية الشفتين- ذئبة- امرأة من دخان- طائشة الضفائر".

يقول في قصيدة الضفائر السود:

يا شعرها على يدي

شلال ضوء أسود

ألمّه ألمّه

سنابلاً لم تحصد

لا تربطيه واجعلي

على المساء مقعدي

من عمرنا على مخدات

الشذا لم نرقد

وحررته من شريط

أصفر مغرد

واستغرقت أصابعي

في ملعب حر ندي

وفر نهر عتمة

على الرخام الأجعد

تقلني أرجوحة

سوداء حيرى المقصد

تصوري ماذا يكون

العمر لو لم توجدي

وفي عام 1945 أيضاً تزوج نزار قباني من السيدة زهراء آقبيق، وطُلقا بعد ذلك بعدة سنوات، بعد علاقة حب، وكان له منها طفلان؛ هدباء التي كانت في الرابعة من عمرها وتوفيق في الثانية، وعزّت ابنته سبب طلاقهما رغم الحب والمودة بينهما، إلى المفاهيم السائدة في المجتمع حول الزواج والتملك والمشاركة، وتتحدث عن محبة والدتها زهراء التي استمرت طويلا لأبيها قائلة: قبل موت أبي بشهر مرضت أمي في دمشق، وأردت الذهاب لرؤيتها، فطلبت مني البقاء مع أبي في لندن، رغم أنه ليس لديها غيري.

نزار في مدينة الضباب

بعد القاهرة في حياة نزار الدبلوماسية توجه إلى مدينة الضباب لندن، بين عامي 1952 و1955، حيث تعلم لأول مرة اللغة الإنكليزية وجال في مقاطعاتها وجامعاتها وفنادقها ومسارحها وشواطئها وغاباتها، وأصدر فيها كتاب "قصائد"، الذي يصفه نزار بأنه من أفضل أعماله الشعرية وأكثرها ارتباطا بالإنسان، ويعتبر الديوان رقم خمسة في إصدارات شاعرنا.

ويتضمن الكتاب 36 قصيدة منها: "رسالة حب صغيرة- مع جريدة- الثاني والعشرين من نيسان- كريستيان ديور- لماذا؟- عودة أيلول- يا بيتها- العقدة الخضراء- كم الدانتيل- عيد ميلادها- عندنا- بيتي- ساعي البريد- إلى عينين شماليتين- القميص الأبيض- رحلة في العيون الزرق- رباط العنق الأخضر- المدخنة الجميلة- إلى صديقة جديدة- الى ساذجة- رسائل لم تكتب لها- القصيدة الشريرة- إلى ميتة- عودة التنورة المزركشة- الجورب المقطوع- نفاق- طوق الياسمين- لن تطفئي مجدي- وجودية- رسالة من سيدة حاقدة- أوعية الصديد-

شمع- أبي".

وفي قصيدة طوق الياسمين المشهورة يقول:

شكراً لطوق الياسمين

وضحكتِ لي... وظننتُ أنك تعرفين

معنى سوار الياسمين

يأتي به رجل إليك...

ظننت أنك تدركين...

وجلستِ في ركن ركين...

تتسرحين...

وتنقطين العطر من قارورة وتدمدمين

لحناً فرنسي الرنين

لحناً كأيامي حزين

قدماك في الخف المقصب

جدولان من الحنين

هذا المساء

بحانة صغرى رأيتك ترقصين

تتكسرين على زنود المعجبين

تتكسرين وتدمدمين

في أذن فارسك الأمين

ولمحتُ طوق الياسمين

في الأرض... مكتوم الأنين

كالجثة البيضاء...

تدفعه جموع الراقصين

ويهم فارسك الجميل بأخذه...

فتمانعين...

وتقهقهين...

لا شيء يستدعي انحناءَكَ

ذاك طوق الياسمين...

«خبز وحشيش وقمر»

أما ديوانه الشعري الرابع فقد صدر سنة 1950 وفيه ثلاثون قصيدة، منها: "أنت لي- الشقيقان- الموعد المزور- حكاية- الصليب الذهبي- وشاية- أحمر الشفاه- إلى لئيمة- حبيبي- آلاجارسون"... ويقول في قصيدة "أنت لي"، التي أحبها نزار كثيرا واعتبرها من أفضل أعماله التي ساهمت في انطلاقه الشعري:

يروون في ضيعتنا... أنت التي أُرجّحُ

شائعةٌ أنا لها مصفقٌ... مسبّحُ

وأدعيها بفمٍ مزقه التبجح

يا سعدها روايةً ألهو بها وأمرح

يحكونها... فللسفوح السُّكْرُ والترنحُ

لو صدقت قولتهم... فلي النجوم مسرحُ

أو كذبت... ففي ظنوني عبقٌ لا يمسحُ

لو أنت لي... أروقة الفجر مداي الأفسح

لي أنت... مهما صنف الواشون مهما جرحوا

وحدي... أجل وحدي... ولن يرقى إليك مطمح

إن أكثر ما تميزت به رحلة نزار الشعرية خلال فترة عمله الدبلوماسي في لندن كانت قصيدة "خبز وحشيش وقمر"، التي بقيت بعد أكثر من نصف قرن تمتلك حضوراً استثنائياً، وحالة شعرية جذبت متابعي الشاعر الكبير، وحتى اليوم لايزال متابعوه يتناقلون هذه القصيدة بإعجاب شديد، وكأنه رد اعتبار لما حصل عند نشرها في أحد أعداد مجلة "الآداب" البيروتية سنة 1954، وكان الرد محدوداً لعدم انتشار المجلة بشكل واسع، إلى أن أعيد نشرها في ديوانه "قصائد"، لتعود إلى الواجهة من جديد، وتفتح قضيتها في البرلمان، ويطالب عدد من النواب السوريين بمعاقبة القباني ومقاضاته وطرده من السلك الدبلوماسي من جهة، ومن جهة أخرى شن الخطباء والعاملون في المؤسسات الدينية وبعض الكتاب والصحافيين هجوما شديدا على الشاعر والقصيدة ومناصريه أيضا، متهمينه بالخيانة والعمالة وإيذاء الذوق العام والخروج عن التقاليد، ودائماً ما يقول نزار عندما يسأل عن هذه القصيدة: كانت أول مواجهة بالسلاح الأبيض بيني وبين الخرافة.

وهو يقارنها بالمواجهة التي خاضها عم والده أبوخليل القباني ضد من اتهموه بالخروج عن التقاليد والأعراف، ويقول: إن من طالبوا بشنق أبي خليل هم أنفسهم من طالبوا بشنقي.

ومن المواقف التي رافقت نشر القصيدة وقتها عندما تحدث وزير الخارجية في البرلمان ورد على المشتكين: نزار كتب قصيدة هجاء، وإذا لم تعجبكم فاهجوه. وعندما ذكر نزار هذه الحادثة بعد أربعين عاما ونشرت بمقالته في جريدة "الحياة" منعت القصيدة مجدداً... أما السفير السوري في لندن فايز الخوري، قريب الزعيم السياسي السوري فارس الخوري، فقال له وقتها: إذا كنت خائفاً من القصيدة فأعطني إياها لأنشرها باسمي وأدفع لك ثمنها ألفي جنيه استرليني.

يقول نزار في قصيدته:

عندما يولد في الشرق القمر

فالسطوح البيض تغفو

تحت أكداس الزهر

يترك الناس الحوانيت ويمضون زمر

لملاقاة القمر

يحملون الخبز... والحاكي... إلى رأس الجبال

ومعدات الخدر

ويبيعون... ويشرون... خيال

وصور...

ويموتون إذا عاش القمر

عاش نزار بجوار ساعة "بيغ بين" المعلم الأكثر شهرة في لندن، حيث انبثق الشعر مع دوران عقاربها، ورست كلماته على شواطئ "بورنموث" و"برايتن"، بعد رحلاتها على المراكب بين "كاليه" و"دوفر"، ونبت عشقه لها ممتدا كربيع براري "كنت"، منتشيا بحرية مطلقة منحته إياها التجربة الإنكليزية الإنسانية الحضارية.

تجليات اللغة الإنكليزية في شعره

يظهر تأثير اللغة الإنكليزية واضحاً في شعر القباني من خلال مجموعاته الشعرية التي أصدرها خلال عمله الدبلوماسي في لندن، ففي قصيدة "حبلى" ضمن مجموعة "قصائد" يستعمل لغة الدراما والحوار المسرحي، فلا يسمح للغة أن تأخذ حجماً أكبر من حجمها الطبيعي وتمتد تمدداً قسريا على حساب الفكرة. وبقي هذا المنطق اللغوي يتابع نزار سنوات طويلة، خصوصا في القصائد التي يغلب عليها الطابع الحزين مثل "هوامش على دفتر النكسة" و"الممثلون والاستجواب"، والتي سنتحدث عنها لاحقاً خلال مسيرته الشعرية، حيث قدمها إلى الناس واضحة وعارية عن الحقيقة، متخليا عن ديكورات البلاغة القديمة وبراويزها.

ويتحدث نزار عن تأثير اللغة الإنكليزية في شعره قائلا:

إن للغة الإنكليزية شخصية مختلفة أخرى، وملامح من نوع آخر، فهي لغة حقيقية أكثر منها لغة طرب، وهي تفتقد الإيقاع الهارموني كاللغة الإيطالية، ولكنها تعوضك بالدقة والوضوح و"موافقتها لمقتضى الحال"، على حد تعبير علم البلاغة العربي.

عندما أضرم النار في ثيابه حملته أخته الكبرى ورمته في بركة الماء منقذة إياه من الحرق

أخوه صباح كان الصوت السوري الأول الذي أعلن انطلاقة بث التلفزيون العربي السوري بجملة «هنا دمشق»

حادثة وفاة أخته وصال تركت أثراً كبيراً على نفسيته الحساسة وغمرته بحزن ترك ندوباً في قلبه لم ينسها أبداً

في عام 1945 تزوج نزار من السيدة زهراء آق بيق وطُلقا بعد ذلك بعدة سنوات رغم الحب الذي جمعهما

شاعرنا انضم إلى السلك الدبلوماسي السوري في أغسطس 1945 بتعيينه ملحقاً للسفارة السورية في القاهرة
back to top