اكتشاف وفيات مبكرة بـ «فيروس كورونا» في الولايات المتحدة... ودراسة تشكِّك في «الكلوروكين»

الإمارات تسفِّر المزيد من الباكستانيين وتشكِّل لجنة متابعة للعمالة... والملك سلمان يسمح بالتراويح بالحرمين

نشر في 23-04-2020
آخر تحديث 23-04-2020 | 00:06
بينما تستعد 20 ولاية أميركية لرفع قيود الإغلاق رغم استمرار جائحة فيروس «كورونا» ، أعلن طبيب في مقاطعة سانتا كلارا أن تشريح شخصين توفيا في منزلهما في 6 و17 فبراير، أدى إلى الاستنتاج بأن وفاتهما كان سببها «كوفيد 19» بعدما كانت أول وفاة رسمية مسجلة في 26 فبراير، في ولاية واشنطن.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن هناك 20 ولاية تتحرّك لرفع قيود الإغلاق رغم استمرار جائحة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19)، ودعا مجلس النواب لتبني التشريع حول دعم قطاع الأعمال الصغيرة.

وأضاف خلال الإفادة اليومية لخلية الأزمة بشأن تطورات «كورونا» في البيت الأبيض، أمس الأول، «نعيد فتح البلاد مرة أخرى و20 ولاية تمثل 40% من البلاد اتخذت قرار رفع قيود الإغلاق تدريجياً وترغب في العودة للعمل». كما كرّر الرئيس جملته الشهيرة «أرى النور في نهاية النفق».

وفي مواجهة ارتفاع معدلات البطالة الكبير في الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأميركي، أنّه بهدف حماية الوظائف في بلاده، سيوقّع «على الأرجح» خلال ساعات أمراً تنفيذياً يعلّق بموجبه الهجرة إلى الولايات المتّحدة لمدّة 60 يوماً قابلة للتمديد أو للتغيير بناء على الظروف الاقتصادية، مشيراً إلى أنّ هذا الإجراء يتعلّق حصراً بطلبات الإقامة الدائمة (غرين كارد) ولا يشمل تأشيرات العمل المؤقتة.

كما رحب ترامب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ حول اتخاذ حزمة مساعدات طارئة جديدة بقيمة 480 مليار دولار لدعم الشركات الصغيرة المتضرّرة وتمويل المستشفيات التي تعاني وتكثيف الفحوصات المخبرية لكشف المصابين بالفيروس.

وفي حصيلة يومية تعتبر من بين الأفدح على الإطلاق، سجّلت الولايات المتّحدة وفاة أكثر من 2700 شخص خلال 24 ساعة، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 44845 وفاة. كما تخطّى عدد الإصابات 800 ألف إصابة بعدما سجّلت في الساعات الـ24 الماضية نحو 40 ألف حالة جديدة.

وأظهر إحصاء لـ «رويترز»، أن عدد الإصابات تضاعف إلى المثلين في غضون نحو أسبوعين.

بدورها قالت ديبورا بيركس، العضوة في خلية الأزمة التي أنشأها ترامب لمكافحة الوباء، إنّ الوضع يتحسّن خصوصاً في مدينة نيويورك، أكبر بؤرة للوباء في البلاد حيث بلغ عدد الوفيات أكثر من 14 ألفا، وكذلك في شيكاغو وبوسطن ونيو أورلينز وديترويت.

وأضافت أنّ «غيوم أزمة كورونا، بدأت تنقشع أيضاً في ولايتي رود آيلاند وكونيتيكت القريبتين من نيويورك، لكنّ الوضع لا يزال على حاله في العاصمة واشنطن».

نيويورك

من ناحيته، أعلن حاكم نيويورك اندرو كومو، ان بعض الاجزاء المستقرة في الولاية سيعاد فتحها، مشيراً الى ان ذلك يعتمد على مسار الاصابات في تلك المناطق ومدى جاهزيتها للتعامل مع اي ارتفاع حاد في الاصابات مستقبلا.

وقال في مؤتمر صحافي، انه سيطلب من الحكومة الاتحادية معالجة مسألة التوريدات المتعلقة بتكثيف فحوصات الفيروس خلال اجتماعه بالرئيس ترامب.

وتابع كومو، الذي يعتبر من أكثر من انتقدوا ترامب علنا بشأن تعامله مع أزمة «كورونا»، إنه «سيقول الحقيقة فقط» خلال زيارته للبيت الأبيض.

سانتا كلارا

الى ذلك، أعلن طبيب شرعي في مقاطعة سانتا كلارا، ان تشريح شخصين توفيا في منزلهما في 6 و17 فبراير، أدى إلى الاستنتاج بأن وفاتهما كان سببها «كوفيد 19» بعد تلقيه تأكيد مراكز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة. قبل ذلك كانت أول وفاة رسمية مسجلة في 26 فبراير، في ولاية واشنطن.

وأضاف الطبيب الشرعي أن وفاة أخرى نسبت إلى الفيروس في مقاطعة سانتا كلارا أيضاً في 6 مارس. وشرح أن «هؤلاء الثلاثة ماتوا في منازلهم في الوقت الذي كان لدينا عدد قليل من اختبارات الكشف وفقط عبر مركز مكافحة الأمراض».

وقال إن اختبارات الكشف كانت تُجرى فقط على من يعانون من أعراض معينة وعادوا مؤخراً من الخارج.

وأضاف المسؤول أنه يتوقع تسجيل المزيد من الوفيات التي مرت من دون أن يلاحظها أحد في مقاطعة سانتا كلارا.

وأفادت دراسة أجراها باحثون من «جامعة ستانفورد» في كاليفورنيا أن عدد الإصابات في مقاطعة سانتا كلارا هي 50 مرة على الأقل أكبر مما أعلن عنه رسمياً.

«كلوروكين»

إلى ذلك، أظهرت أكبر دراسة من نوعها نشرت، أمس، أن دواء للملاريا وُصف كعلاج محتمل لـفيروس كوفيد- 19 لم يظهر أي فائدة توصي بتفضيله على طرق الرعاية القياسية، وارتبط في الواقع بتسجيل مزيد من الوفيات.

ومولت الحكومة الأميركية دراسة لتحليل استجابة قدامى العسكريين الأميركيين لدواء «هيدروكسي كلوروكين»، التي نشرت نتائجها على موقع طبي قبل مراجعتها من قبل باحثين نظراء.

وكانت التجارب محدودة لكنها عززت الشكوك حول فعالية الدواء الذي يعد الرئيس دونالد ترامب من بين أكبر مؤيديه.

ونظر الباحثون في السجلات الطبية لـ 368 من العسكريين السابقين في المستشفيات في جميع أنحاء البلاد، والذين إما توفوا أو خرجوا من المستشفى بحلول 11 أبريل.

وكانت معدلات الوفيات للمرضى الذين تناولوا «هيدروكسي كلوروكين» 28 في المئة، مقارنة بـ22 في المئة لمن تناولوه مع المضاد الحيوي أزيثروميسين، وهو مزيج يحبذه العالم الفرنسي ديدييه راول، وحفزت دراسة نشرها عنه في مارس الاهتمام العالمي به. وبلغ معدل الوفيات لمن تلقوا الرعاية القياسية فقط 11 في المئة.

وُصف الـ«هيدروكسي كلوروكين»، مع أو بدون أزيثروميسين، للمرضى الذين يعانون أعراضا أشد، لكن الباحثين وجدوا أن زيادة الوفيات استمرت حتى بعد أن عدلوا النموذج إحصائياً مع معدلات استخدام أعلى.

ومن العيوب الأخرى أن الدراسة لم تقم باختيار المرضى عشوائياً في مجموعات البحث، لأنها قامت بتحليل استعادي لما حدث بالفعل.

بالإضافة إلى ذلك، فإنه من الصعب تعميم النتائج، لأن المبحوثين كانت صفاتهم محددة: معظمهم كانوا من الذكور مع متوسط عمر فوق 65 عاما ومن السود، وهي مجموعة تتأثر بشكل غير متناسب بالأمراض الكامنة مثل مرض السكري وأمراض القلب.

لم يكن هناك خطر إضافي لوجود جهاز التنفس الاصطناعي بين المجموعة التي تناولت «هيدروكسي كلوروكين» فقط، مما دفع المؤلفين إلى اقتراح أن زيادة معدل الوفيات بين هذه المجموعة قد تعزى إلى آثار جانبية خارج الجهاز التنفسي.

وقد خلصت أبحاث سابقة إلى أن الدواء يحمل مخاطر بالنسبة للمرضى الذين يعانون مشكلات في انتظام دقات القلب، ويمكن أن يتسبب في الغيبوبة أو النوبات أو في بعض الأحيان السكتة القلبية في هذه المجموعة.

يستخدم الـ»هيدروكسي كلوروكين» ومركب الكلوروكين منذ عقود لعلاج الملاريا، وكذلك اضطرابات المناعة الذاتية والتهاب المفاصل الروماتويدي.

ولقي الدواءان اهتماماً كبيراً خلال جائحة كوفيد-19 إذ بينت الأبحاث المخبرية أنهما قادران على منع الفيروس من دخول الخلايا ومنع تكاثره، ولكن في عالم الأدوية يحدث كثيراً أن يفشل الباحثون في تكرار ما لاحظوه في المختبر في الجسم الحي.

ولا يمكن تحديد الإجابة الصحيحة إلا من خلال إجراء تجارب سريرية عشوائية كبيرة، والعديد من هذه المشاريع جارية، بما في ذلك بشكل خاص في الولايات المتحدة وأوروبا وكندا والمملكة المتحدة.

لقاح

ووسط آمال بأن يؤدي طرح مصل عما قريب إلى كبح جائحة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19) العالمية، أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك ان بلاده ستبدأ اعتبارا من اليوم، تجربة لقاح على البشر.

وقال في مؤتمر صحافي، إن بريطانيا خصصت أموالا أكثر من أي بلد آخر من أجل تطوير لقاح يقي من الإصابة بالفيروس مؤكدا أن بلاده ستلقي بكل جهدها بهدف تطوير لقاح «ناجع».

ووصف الأبحاث التي يجريها العلماء في جامعتي «اكسفورد» و«إمبريال كولج» على اللقاح بأنها «مشاريع واعدة تحرز تقدما سريعا» مشيرا الى أن الحكومة البريطانية ستقدم مبلغ 20 مليون جنيه إسترليني لـ «أكسفورد» لتمويل تجاربها الإكلينيكية وإجراء اختبارات على أشخاص ابتداء من اليوم.

ويؤكد القائمون على المشروع الطبي أن نسبة النجاح واعدة جداً وتقارب 80%.

ويرتقب أن يبدأ «مختبر أوكسفورد» إنتاج هذا اللقاح قبل انتهاء مرحلة التجارب، والهدف من ذلك هو أن تكون ثمة مليون جرعة جاهزة قبل حلول سبتمبر.

ألمانيا

وفي برلين، منح معهد «باول إرليش» الألماني للقاحات والأدوية الطبية الحيوية أول تصريح في ألمانيا لإجراء اختبار سريري على لقاح مرشح لأن يكون مضادا للفيروس.

وأعلن المعهد امس، أنه تم منح شركة «بيونتيش» للتكنولوجيا الحيوية تصريحا باختبار مادتها الفعالة على متطوعين أصحاء، موضحا أنها تشكل «الاختبار الرابع على الإنسان في العالم».

وحسب بيانات «بيونتيش»، من المخطط إجراء الاختبارات على نحو 200 متطوع.

وتتعاون شركة «بيونتيش» في تطوير اللقاح مع شركة «فايزر» العالمية للأدوية.

وأظهرت بيانات من «معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية» تسجيل 2237 إصابة جديدة و281 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية. وقال المعهد، إن عدد الإصابات في ألمانيا بلغ 145694، وهو اليوم الثاني على التوالي من تسارع الحالات الجديدة، كما ارتفعت حصيلة الوفيات المبلغ عنها بـ281 حالة جديدة، إلى 4879.

خادم الحرمين

ووافق العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس على إقامة صلاة التراويح بالحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية «واس» أمس أن الملك سلمان وافق على إقامة صلاة التراويح في الحرمين وتخفيفها إلى خمس تسليمات، وإكمال القرآن الكريم في صلاة التهجد مع استمرار تعليق دخول المصلين.

وأوضح الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ د.عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أنه «سيتم إقامة صلاتي التراويح والتهجد في الحرمين الشريفين، على أن يقتصر ذلك على موظفي رئاسة الحرمين والعمال»، وأكد تعليق الاعتكاف في الحرمين.

الإمارات

إلى ذلك، قال مصدر حكومي في دبي، أمس، إن الإمارات وباكستان تعملان على زيادة رحلات الطيران لإعادة مواطنين باكستانيين من الإمارات إلى بلادهم.

وكانت إسلام اباد بدأت الأسبوع الماضي ترحيل بعض مواطنيها من الإمارات، التي حذرت في وقت سابق الدول التي ترفض نقل رعاياها العالقين بسبب تفشي فيروس كورونا من أنها ستعيد النظر في العلاقات معها فيما يخص استقدام العمالة.

وأعادت الخطوط الجوية الباكستانية 227 باكستانيا السبت إلى بلادهم.

وقال المصدر إن 13 رحلة طيران أخرى ستغادر الإمارات في الفترة من 20 إلى 28 أبريل، وستسيرها شركتا العربية للطيران الإماراتية، والخطوط الجوية الباكستانية.

وأضاف أن حكومتي البلدين ستواصلان العمل على تسهيل تسيير رحلات لنقل المواطنين الباكستانيين.

وباكستان مورد كبير للعمالة للإمارات، وهناك أكثر من مليون باكستاني يقيمون ويعملون في الإمارات وفقاً لدبلوماسيين باكستانيين. وذكرت صحيفتان إماراتيتان أن أكثر من 40 ألف باكستاني سجلوا أسماءهم للعودة إلى بلادهم.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي بأبوظبي عاصمة الإمارات، إن الحكومة شكلت لجنة أمس، لضمان حصول العاملين على حقوقهم وتوفير بيئة مناسبة للعيش لهم.

وقال المكتب على «تويتر» إن لجنة العمل ستضمن كذلك وجود تصاريح عمل سارية وحصول العمال على حقوقهم وتقاضيهم أجورا عن عملهم.

بريطانيا وألمانيا تسرِّعان تجارب اللقاح
back to top